قرطاس .. 90 عاماً مرت ولا تزال المسيرة مستمرة
حاماتي: نثق بصلابة منتجاتنا في وجه المنافسات
بقيت "قرطاس للتعليب" السبّاقة في مجال عملها واحدى ابرز الشركات الرائدة في لبنان في صناعة المواد الغذائية على مدى تسعة عقود من الزمن وطافت باسم لبنان في مختلف دول العالم لتسطّر قصة نجاح لشركة كان للتطور والتوسع على موعد دائمٍ معها. فمنذ انطلاقتها، سارت مع مؤسسها اميل قرطاس على طريق متواصلة من النمو عزّزتها مواكبة حاجات الزبائن وبناء أفضل العلاقات معهم والمحافظة على ثقتهم عبر تقديم منتجات عالية الجودة نالت ثقتهم وولاءهم.
وما بين المحافظة على الجودة، وصقل خبرات الكادر البشري، والتواصل مع الزبائن تتوزّع اهتمامات قرطاس. فهي تدرك أن مثلث النجاح لا يبنى من دون أحد هذه الأركان. فجودتها هي لغة تواصلها مع زبائنها، في حين يشكل كادرها البشري جنوداً مجهولين يكدّون للحفاظ على سبب استمراريتها الأساسي، وهو رضا زبائنها الذين لم تتوانَ يوماً عن الوقوف عند آرائهم والأخذ بملاحظاتهم من أجل تقديم الأفضل لهم.
ومع مدير التسويق والمبيعات في قرطاس جاك حاماتي غاصت "الصناعة والإقتصاد" في عوامل نجاح شركة قرطاس، وتوسّعها في الأسواق الخارجية وسبل محافظتها على أعلى مستويات الجودة طيلة سنوات طوال شهد لبنان خلالها أزمات كثيرة طاولت اقتصاده وعمل شركاته ومؤسساته بتداعيات سلبية كثيرة.
أعلى مستويات الجودة
وفقاً لحاماتي " بقيت الجودة العالية رفيقاً دائماً لقرطاس على مر 9 عقود، وبناء عليه أضحت المحافظة على مستوياتها عالية واتباع معايير السلامة الغذائية ثقافة راسخة في سياسة الشركة، وأولوية لدى فريق عملها الذي يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه فصحة المستهلكين واسم الصناعة اللبنانية بمثابة "أمانة" حملتها قرطاس من جيل الى جيل، وهي أثبتت أنها جاهزة للمحافظة عليها وصونها". وشدّد على أن عوامل كثيرة تمكّن قرطاس من تقديم منتجات بجودة عالية تأتي في طليعتها حداثة مصنعها الذي يتميّز بقدرٍ عالٍ من التطور يتوافق ومعايير iso 22000.
وأكد أنه "على مدى عشرات السنوات وحتى اليوم لم تستخدم قرطاس إلا أفضل المواد الأولية في عمليات التصنيع وتعمل وفقاً لبرامج سلامة غذاء عبر اختيار دقيق للموردين والمواد الأولية التي يقدمونها". وشدّد على أن "كل هذه الأمور ساهمت في تمكين قرطاس من تقديم منتج عالي الجودة وجعلها من الرواد في قطاع الصناعات الغذائية ".
منتجات متنوعة
وكشف حاماتي عن ان "طرح أي منتجات جديدة يأتي نتيجة دراسة يجريها فريق العمل للسوق، ويحدّد مكامن النجاح من خلالها ويقف عند آراء المستهلكين التي تبقى العامل الأهم في نجاح أي منتج في الأسواق".
وأعلن أن منتوجات قرطاس تضم المربيات، الفول والحمص، والبابا غنوج، الحمص بطحينة، ماء الزهر وماء الورد والحلاوة والطحينة والكبيس وزيت الزيتون، وخضاراً متنوعة من بامية وملوخية وبازيلا ...
وأشار الى أنه وبهدف مواكبة حاجات الزبائن في الاسواق بشكلٍ أكبر، طرحت قرطاس منتجات مناسبة لمرضى السكري والراغبين في تنفيذ حميات غذائية كالحلاوة والمربيات من دون سكر وتضم مربى المشمش والتين والفريز والأبوصفير والسفرجل .
وإذ اعتبر أن للجالية اللبنانية وشهرة المطبخ اللبناني لهما الفضل في انتشار قطاع الصناعات الغذائية في معظم أصقاع العالم، لفت الى أن شبكة زبائن قرطاس في الأسواق الخارجية تتوزّع بين أميركا الشمالية، أستراليا، أوروبا، الدول العربية والأفريقية والشرق الأوسط.
توفيق بين السعر والجودة
واعتبر حاماتي أنه "ومن دون شك، يتأثر عمل قرطاس بالمنافسات الموجودة في الأسواق والتي يلجأ في ظلها البعض الى تخفيض الأسعار بنسب كبيرة، فهناك واقع يجب الوقوف عنده وهو وجود شريحة من المستهلكين حسّاسة تجاه الأسعار، لكن قرطاس تملك ثقة بأن منتجاتها التي تتمتع بجودة عالية، وتعبئة وتغليف مميزين، قادرة على الصمود في وجه المنافسات وحجز مكان مرموق لها في الأسواق". وفي رد على سؤال حول كيفية التوفيق بين السعر والجودة العالية، قال: "من دون شك، يأتي السعر ضمن أولويات شريحة من المستهلكين، لكن هناك شريحة أكبر تشكل الجودة بالنسبة إليها أمراً مهماً جداً . كما أن قرطاس تتميز بسعر يتناسب وجودة المنتجات ولهذا نجد إقبالاً كبيراً عليها. وربما يلجأ المستهلك في بعض الأحيان إلى شراء منتجات أدنى سعراً لكن وبحكم متابعتنا للأسواق سرعان ما يعاود استهلاك منتجاتنا، وهذا دليل على الثقة الكبيرة التي يوليها للشركة".
مستقبل أفضل
واعتبر حاماتي أن " عام 2016 كان عاماً صعباً على الصعيد الإقتصادي، إلا أن شركة قرطاس اكتسبت مناعة ضد هذه الأزمات فعلى مر 90 عاماً تعايشت معها وخبرتها وتعلم جيداً كيفية تتعامل مع الواقع اللبناني غير المستقر".
وأمل حاماتي أن يحمل العهد الجديد معه أملاً بمستقبل صناعي أفضل ولا سيما أن الصناعيين يلحظون اهتماماً لافتاً من الجهات المعنية بقطاع الصناعة الذي بقي مهملاً ومهمشاً على مدى السنين السابقة. وأعرب عن تفاؤله بمستقبل القطاع الصناعي ولا سيما أن الصناعيين اللبنانيين عرفوا بتضحياتهم وشجاعتهم وتمتعهم بروح المبادرة، ولا يعد تواجدهم في المعارض الدولية والعالمية من دون دعم من الدولة إلا خير دليل على ذلك، فهم تواقون إلى النجاح ولا بد للقطاع الصناعي من أن يستمر معهم.