رئيس مجلس ادارة شركة معرض الاتحاد زياد سعد : نشجع الشباب اللبناني على احتراف المهن الصناعية
اعمال حرفية ومميزة لـشركة معرض الاتحاد في الصناعات الحرفية في لبنان، تعد من اوائل المصانع في الشرق الأوسط المساهمة في نمو صناعة المفروشات التي حققت انتشاراً واسعاً في الأسواق الاجنبية والشرقية. منذ تأسيسها في العام 1948، انطلقت الشركة بأعمالها من معمل حرفي في منطقة حمانا حيث توحدت جهود العائلة وشكلت فريق عمل من استاذ مدرسة الى مصمم ومعلم في قطاع الاعمال الحرفية والمفروشات.
وبعد ذلك انتقلت الى بيروت فأنشأ مصنع أكثر تطوراً وحداثة ومن ثم كان مبنى معرض المفروشات في البوشرية الذي عُرف بشركة معرض الاتحاد ليتيح عرض نحو6 آلاف متر مربع من الأثاث، وكانت فكرة مبتكرة للصناعيين والحرفيين لتسويق صناعاتهم وأعمالهم في لبنان والخارج. وبعد النجاح ارتأى المسؤولون عن الشركة تأليف النقابات الحرفية برئاسة عبدو سعد لدعم مختلف المؤسسات الصناعية الفردية والعائلية والاستفادة من الميزات التي تقدمها لهم لحمايتهم ومساعدتهم في تطوير إنتاجهم وتصريفه في الأسواق.
مراحل كثيرة شهدتها الشركة ونجاحات رافقت تطورها، إلا أن التميز والرقي هو ما تجده في معرض الاتحاد الذي يقدم للزائرين فرصة لمشاهدة أفخم الأثاث الكلاسيكي والعصري الذي يلائم جميع المستويات الاجتماعية بإشراف أفضل الخبرات في الهندسة الداخلية واهم التصاميم، بحيث تؤمن الشركة كل ما تحتاجه المنازل والمؤسسات والمكاتب بأسعار مدروسة.
لم يعتمد معرض الاتحاد على السلوك التجاري السائد حسب رئيس الشركة المهندس زياد سعد بل "كانت السباقة في التسويق لصناعة المفروشات اللبنانية في العالم، وأرادت تعزيزها لتشكل رافداً اقتصادياً أساسياً للبلد. هذا كان هدف مؤسس الشركة ورئيس النقابات الحرفية عبدو سعد الذي ساهم بفاعلية في إنجاح الحركة النقابية التي حافظت على استمرارية المهنة وجودة الإنتاج، لكن للأسف بعد رحيله توقف نشاطها وأصيب العمل النقابي بشلل".
يأمل زياد أن يعيد لهذه النقابات دورها في تعزيز القطاع الصناعي الحرفي فيقول: "علينا متابعة المسيرة ذاتها فهذه من أولوياتنا، وما نطمح إليه هو تأمين إنتاج جيد يلبي متطلبات الأسواق مستخدمين كل الوسائل الصناعية الحديثة التي ترفع من قيمة صناعاتنا". وعن تجربته يضيف: "لم يكن الأمر سهلاً في تحمل هذه المسؤولية بعد النجاح الكبير وأن تتعرض الشركة لأزمات لكنني رغم ذلك صممت على إحيائها وتمكنا من تحقيق ذلك، ونتمنى العودة الى الدول العربية حيث كان لصادراتنا انتشار كبير".
كما يجد بأن المؤسسات الصناعية في لبنان يغلب عليها الطابع الفردي أو العائلي وهي في الإجمال صغيرة الحجم لا تحتاج إلى عمال كثر. وعن وضع القطاع يرى "بأنه لم يعد لهذه الصناعة الحرفية قيمة كبيرة كما في السنوات الماضية خاصة مع انفتاح لبنان على أسواق خارجية وارتفاع حجم الاستيراد من العديد من الدول الصناعية التي باتت بضائعها تهيمن على السوق المحلية".
ويضيف: "للأسف فقدت صناعتنا ميزة التصدير الى الأسواق العربية في ظل المنافسة التي نواجهها، فأمامنا الكثير من التحديات، ولا حماية للإنتاج الوطني ولهذا تشهد تلك الصناعة تراجعاً، الى ذلك يؤثر فقدان اليد العاملة الصناعية اللبنانية على النوعية والجودة، ونحن في الشركة نشجع الشباب اللبناني على احتراف هذه المهن التي تساهم في النمو الاقتصادي، فحتى لو كان لبنان بلداً سياحياً فيه الكثير من الخدمات الترفيهية لكن من المفيد أن يكون صناعياً ليكون بلداً متوازناً ومستقراً".
متفائلون في المستقبل يقول زياد: "رغم كل المشاكل التي مر بها بلدنا لكننا صمدنا طوال هذه الفترة ويستطيع لبنان أن يتميز بصناعاته حتى لو كان صغيراً بمساحته فهو بموقعه الجغرافي وطبيعة اقتصاده الحر وميزة شعبه وما يملك من طاقات علمية تؤهله لتكون لديه صناعات تنافس الخارج إذا حمت الوزارات المعنية الصناعة الوطنية واهتمت بقطاعاتها المنتجة كافة".
عديدة هي العراقيل التي تحد من تطور الصناعة اللبنانية منها ارتفاع كلفة الإنتاج ولذلك يطالب رئيس مجلس ادارة شركة معرض الاتحاد: "بتخفيضها لتساعد الصناعي في زيادة أعماله" وبرأيه من الضروري "حسم الرسوم الجمركية على المواد الأولية لتتمكن من منافسة المصانع الأجنبية وكذلك يجب ضبط البضائع المستوردة ومراقبة جودتها فإذا لم نحافظ على نوعية الإنتاج فلن تكون لدينا صناعة لبنانية".
وعن دور الدولة في تنشيط الصناعة يشير الى "أهمية دعم هذا القطاع وتمويله وفق خطة هادفة في هذه الظروف السياسية والاقتصادية ومساعدة المصانع المتعثرة بتسليفات وفوائد قليلة وتعويضها عن الخسائر. أما المصارف فعليها المساهمة في تنمية الصناعة اللبنانية، تقديم تسهيلات وكفالات، تمويل المشاريع الصناعية كما الأعمال التجارية".
وبما أن الصناعة من أهم ركائز الاقتصاد اللبناني يعتبر زياد: "أنه يجب تطويرها والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة وإنشاء مناطق صناعية تساهم في رفع الإنتاج والصادرات، وعلى المسؤولين العمل على إيجاد الأسواق العربية والأجنبية لتصريفها. أما استنهاض الاقتصاد فهو أولوية ويتم بوضع دراسات متخصصة لتحسين نوعية الإنتاج وتأمين فرص عمل للبناني في الوطن والمهجر وتطوير المدارس والجامعات المهنية لجذب اليد العاملة الفنية".
وحول السبل التي تساهم في تسويق الصناعات اللبنانية على أنواعها وحث المواطنين على شراء المنتج الوطني يقول: "من الضروري إقامة المعارض في لبنان للتعريف عن انتاجنا ورفع ثقة المواطن بالصناعة الوطنية التي تملك الكفاءة والخبرة والإرادة في التفوق على الصناعات الأجنبية. كما نأمل أن يستديم الاستقرار في البلد حتى نتمكن من الاستمرار في العمل لنقدم أفضل صورة عن لبنان ليكون غنياً بصناعته".