ألين عضيمي .. فنّ يحاكي تاريخ لبنان وتراثه
هي مواهب دفينة اكتشفتها الين عضيمي في نفسها خلال السنوات الأخيرة، فانشغالها المستمر في الماضي أغض نظرها عن عشقها للرسم وشغفها به، الى أن وجدت فيه سبيلاً لترجمة تعلّقها بتراث لبنان وتقاليده في لوحاتٍ تحاكي تاريخه العريق.
بين الرسم والكتابة تتنوّع ميول عضيمي، إلا أن ما يبقى ثابتاً بين كلا الفنين هو انعكاس شخصيتها فيهما بكل جوانبها، ولا سيما حنينها إلى ماضٍ تعبق فيه ذكرياتٍ تظهر واضحةً في تفاصيل لوحات منازلها بأبوابها وشبابيكها وأحجارها وأشجارها المحيطة.
وفقاً لعضيمي، ساهم الرسم في صقل أحاسيسها والتعبير عن مكنونات داخلها وكيفية تعاطيها مع شجون الحياة كافة، إذ إنه وسيلة فضلى لتكريس معاني الجمال بحلل مختلفة، إذ بواسطته تستطيع تحويل أشياء بسيطة إلى قطع فنية مميزة وراقية تعبّر عن مواقف في الحياة الحالية أو عن أوقات عاشها أجدادنا أو عن تراث نهوى تذكره".
ولفتت الى أن "أكثر ما تضيء عليه في لوحاتها هو تراث أجدادها من خلال رسم البيوت اللبنانية القديمة والمصاطب ". ورأت في توجهها هذا "ميلاً الى الحفاظ على تراث وتقاليد مهددة بالإندثار مع اختلاف إهتمامات الناس وتغيّر طبيعة الحياة بشكل عام".
معرض دائم
وإذ أشارت عضيمي إلى أنها شاركت في معارض مختلفة، لفتت الى أن "أكثر ما يجذب زوار المعارض في اللوحات المعروضة موضوعها والألوان المستخدمة في أسلوب الرسم والتي من شأنها المساهمة في تسليط الضوء على موضوع الصورة إضافة إلى تعزيز جماليتها".
واعتبرت أن "المشاركة في المعارض، ولا سيما التي تضم أكثر من رسام تسمح للفنان بتبادل الآراء حول فنه والغوص في تفاصيل رؤى الفنانين الآخرين وطرق تجسيدهم لهذه الرؤى أمام الجمهور". ورأت أنه "من الصعب تقييم عمل رسامٍ ما، حيث إن كل رسام يمكن أن يملك توجّهاً خاصاً به يدغدغ مشاعر ناس معينين يستطيعون سبر أغوار لوحاته ولمس المعاني الحقيقية التي تحملها".
وإذ كشفت عن أنها "تعمل على تعزيز حضورها في مجال الرسم عبر افتتاح معرض دائم لها"، لفتت الى "وجود مشروع عمل مع إحدى الجمعيات لم تتبلور تفاصيله بعد لكنه سيكون قيد التنفيذ في عام 2017 اذا سنحت الظروف".
رواية جديدة
واعلنت عضيمي أن "روايةً لها باللغة الفرنسية ستصدر قريباً بعنوان “Sublimation. وكشفت أنها تحمل معاني إنسانية عميقة عن التضحية من أجل الغير والحب إذ تتحدّث عن امرأة ضحّت بنفسها لفداء أهل جزيرتها وتعيش تجارب مختلفة في أحداث الرواية المصاغة في إطار شيّق".
وعن ميلها الى كتابة الخواطر، شدّدت على أن "هذه الكتابات ترافقها منذ زمن طويل لكنها لم تنشرها بعد بإنتظار الوقت المناسب". وأعلنت أن "هذه الخواطر شبيهة بالوجدانيات التي تتحدث عن العشق والحب".