تربط ما بين مرفأي بيروت وطرابلس
أنطوان عماطوري:" الملاحة البحرية" بكل الاتجاهات
أنشئت محطة الحاويات الجديدة في مرفأ طرابلس التي سهلت للتجار في الشمال استيراد بضائعهم الى طرابلس، وبعد ذلك في وقت قصير وكلفة أقل، ستصبح المحطة الأم في مرحلة إعادة الإعمار في سورية، نظرا لموقعها الجغرافي ومواصفاتها، وطرق النقل المتاحة لها، وذلك وفق ما يقول، لـ "للصناعة والاقتصاد"، رئيس مجلس إدارة شركة "غالفتينر" في لبنان.
يعدّد السيد أنطوان عماطوري أسباب التوسع في النقل البحري نحو مرفأ طرابلس، ويشّدد على أن " الدورة الاقتصادية ستنمو في طرابلس والشمال. ونظرا لصعوبات نقل الشركات البحرية خطوطها مباشرة الى مرفأ طرابلس في وقت قصير، حيث يجب أن تؤمن التراخيص والمكاتب والبنية التحتية من مقرات وموظفين وأجهزة كاملة، أقيمت شركة "terminal 21" (شقيقة لشركة غالفتينر) للنقل والملاحة ، مجهزة ببواخر لنقل حاويات بضائع التجار الذين يريدون بضائعهم في طرابلس، ببواخرها الـ “Shuttle”.
ويوضح عماطوري أن باخرة الـ “Shuttle”، كما يرمز اسمها، تقوم بدورها، وهو مسافنة البواخر التي تصل الى مرفأ بيروت، فتنقل الحاويات مباشرة لدى إنزالها من الباخرة الأم في بيروت الى مرفأ طرابلس مباشرة، فيتسلمها التاجر خلال فترة قصيرة، ويباشر معاملة التخليص في مكاتب طرابلس، متجنبا زحمة التخليص بيروت، والتي قد تؤخر المعاملة أكثر من عشرة ايام، وينجز دفع المعاملات المرفئية في وقت قياسي وبأقل كلفة مالية.
وفيما ينظر عماطوري الى المستقبل لجهة توسيع نشاط الشركة الى خارج طرابلس، إن كل ما ننجزه وما انجزناه على صعيد النقل البحري الى طرابلس، يؤدي الى جعل سوق طرابلس مركزا استراتيجيا لإعادة الشحن الى سورية، ما يعني أن سرعة الوصول إليها من طرابلس، تجعل هذه الأخيرة منصة لإعادة إعمار سورية، لسببين، الأول تخفيف التكلفة المالية، والثاني من ناحية قرب المسافة بين طرابلس وسورية، استنادا الى الطريق السريعة التي تربط لبنان الشمالي بسورية. وهكذا تستعيد طرابلس حركتها ونشاطها الاقتصادي نظرا لدور المسافنة في إحياء السوق الإقليمية، وتؤمن فرص العمل لكل من معقبي المعاملات، السائقين وشاحنات النقل، مكاتب التخليص وعمليات الترانزيت الى الدول المجاورة لسورية كالعراق مثلا.
يؤكد عمّاطوري أن محطة الحاويات في مرفأ طرابلس هي الامتداد الطبيعي لشواطىء سورية التي تبعد 30 كلم من الحدود، وتتضمن رصيفا بطول 600 متر وغاطس بعمق 15 مترا، ما يسمح لها باستقبال البواخر العملاقة ، كما يسمح لها بتأمين مستودعات حرة للتجار تضاف الى المستودعات الحرة الموجودة في المرفأ. علما أنه بوشر بأعمال الإعمار على حدود المحطة لمنطقة اقتصادية حرة يمكن الاستثمار فيها للتجارة ولتصنيع جميع البضائع التي يحتاجها المستثمر والمستهلك. ولا تفوتني الإشارة الى أن المحطة تديرها شركة "Gulftaineruae" الخليجية التي أثبتت نجاحها في جميع المرافىء التي تديرها، ونذكر منها: السعودية، كورفاخان، الشارقة، البرازيل، الولايات المتحدة وغيرها.
ويشير عماطوري الى أن ما يؤهل المحطة لأن تكون الفضلى هو وجود السكة الحديدية عند مدخلها، وقد أطلقت مناقصة لتجهيزها وتركيبها بسرعة قصوى لتكون أسهل وأرخص طريقة لإيصال البضائع الى سورية، علما أن الشاحنات اللبنانية متوفرة بأعداد كبيرة في المنطقة التي تبعد 30 كلم عن الحدود على الطريق السريعة التي تربط طرابلس بالعبودية.
وتحدث عماطوري لـ "الصناعة والاقتصاد" عن هدف إنشاء "ترمينال 21" متابعاً القول: تسهيلا لعملية المسافنة من مرفأ بيروت أو من مصر للخطوط ذات الحمولة ، وتلك التي لا تريد أو لا تستطيع الرسو في طرابلس لسبب ما، أقيمت شركة "ترمينال 21"، للنقل والملاحة ، وكي تسيِررحلة أسبوعية الى مصر ورحلتين أسبوعيا الى بيروت عبر بواخرها، لتجنب أي تأخير في وصول البضائع الى طرابلس، علما أن الشركات كافة افتتحت مكاتب لها في طرابلس وبدأت تسيير رحلات مباشرة الى مرفأ طرابلس.
يبذل عماطوري جهودا حثيثة لتسويق التجارة البحرية الى طرابلس، وقد شارك في منتدى الغرفة اليونانية للتجارة والتنمية ، وتحدث بصفته رئيسا لمجلس إدارة شركة غلفتينر ليبانون المشغلة محطة الحاويات في مرفأ طرابلس، وفي كلمته التي ألقاها قال: "يتمتع مرفأ طرابلس بموقع استراتيجي على الساحل الشرقي للمتوسط، فهو يشكل، من جهة، البديل الأقرب من مرفأ بيروت، الذي كادت أن تبلغ قدرته الاستيعابية حدّها الأقصى، ومن جهة أخرى فهو يشكل الامتداد الطبيعي الأكثر أمانا للساحل السوري، الذي يقع على بعد لايتعدى الثلاثين كلم. لذلك من المتوقع أن تصبح محطة الحاويات في المرفأ المحطة الأم لإعادة إعمار سورية، نظرا لموقعها الجغرافي ومواصفاتها وطرق النقل المتاحة لها".
يبدي السيد أنطوان عماطوري تفاؤله بمستقبل قطاع النقل البحري ويقول: "من خلال عملنا نساهم في تطوير قطاع النقل البحري في لبنان، وفي تهيئة المناخ المناسب ، ليعود واجهة الشرق الأوسط، وصلة الوصل بين الشرق والغرب، متحدين الصعاب والمشكلات والحروب الطارئة على منطقتنا، ومتفائلين بأن الغد سيكون أفضل مما سبق".
وفي السياق الداخلي اللبناني، عقد لقاء موسع في غرفة التجارة والصناعة في طرابلس، تحدث فيه رئيس مجلس إدارة شركة غليفتينر انطوان عماطوري، بحضور مدير مرفأ طرابلس احمد تامر ورئيس الغرفة توفيق دبوسي، حول الميزات التفاضلية التي يمتاز بها مرفأ طرابلس، وجهوزية خدماته اللوجستية المتطورة لتنشيط حركة الحاويات فيه.
أما دبوسي فاعتبر "وجود شركة غلفتينر على نطاق طرابلس لتشغيل رصيف الحاويات، تأكيداً على انشداد المستثمر العربي الى المدينة، والى ثقافة المستثمر". فيما قدم تامر الشكر للسيد أنطوان عماطوري على إيمانه بمرفأ طرابلس ووضع كل إمكانياته في سبيل تنشيط الحركة الاقتصادية، مبديا أمنيته على "جميع رجال الأعمال والمستثمرين التعاون مع عماطوري والمرفأ للتصدي للذين يحاربون انطلاقة عمله".
وفي اللقاء ذاته شدّد السيد أنطوان عماطوري على أن "الدورة الاقتصادية ستنمو بشكل لافت في طرابلس والشمال، بفعل تحريك العمل في المرفأ، وأن هذه الحركة ستنتج فرص عمل كثيرة لابناء الشمال. وهدفنا جميعا التعاون من أجل تفعيل العمل، إذ إن ازدياد حركة البواخر الآتية الى المرفأ تجذب المستثمرين وتنشط كل قطاع النقل وحركة السوق لناحية البيع والشراء في لبنان عموما وطرابلس خصوصا".