
استقبل رئيـس جمعيـة تجـار بيـروت نقولا شـماس سـفير المانيا مارتن هـوت بحضور رؤسـاء الجمعيـات، لجـان الأسـواق، نقابـات القطاعـات التجاريـة، رجـال الأعمـال واعضـاء من مجلـس رجـال الأعمـال اللبنـاني - الالمانـي. وتحاور الحضور عن وضع النازحين وتبادل الخبرات وتبني الجانب الألماني لبنان والمؤسسات اللبنانية كشريك مميز للمؤسسات والمستثمرين الالمان في المنطقة وكذلك ناقشوا في أفضل السبل لتطوير وتنشيط هكذا شراكة.
نقولا شدد على أهميـة الإقتصـاد الالمانـي معتبرا اياه مثالاً لإعادة بناء الدول ونهوض إقتصاداتها بعد الحروب والكوارث. وذكر بخطط عدد من المستشارين الذين كان لهم الاثر البارز في تطوير الاقتصاد ومن بينهم جرهارد شرويدر الذي عالج مسألة سوق العمل بأسلوب لم يعهده الفكر الإشتراكي من قبل لجهة تحرير السوق وحلحلة العقد التي كانت تواجهها. كما نوه بدور انجيلا ميركل التي عرفت كيف تحافظ على المكتسبات وتلعب دوراً ريادياً في اوروبا وعلى نطاق منطقة اليورو، وهي قد أشرفت منذ 12 سنة على النهضة الاقتصادية الهائلة لالمانيا التي تحولت إلى "عملاق تصديري من الطراز الأول". كما دعا الفعاليات الألمانية والمستثمرين إلى تشديد الروابط مع اللبنانيين واعتبار جمعية تجار بيروت كمنصة لبلورة نشاطاتهم في لبنان والمنطقة، وطلب من رجالات السياسة في لبنان الاخذ بالخبرات الالمانية وتطبيقها لا سيما في هذه المرحلة الجديدة.
بدوره تناول هوت مكانة العلاقات بين البلدين مشيراً الى أن بلاده أحد الشركاء البارزين للتبادل التجاري مع لبنان، وأن سمعة المنتجات الالمانية ممتازة لأن المستهلك اللبناني يبحث عن الجودة. واشار الى "أن حجم الصادرات الالمانية تفوق وبأضعاف حجم الواردات منه، نظراً لحجم كل من الإقتصادين"، وأمِل أن تحافظ بلاده على مرتبتها الخامسة في التبادل التجاري مع لبنان بعد الصين والولايات المتحدة الاميركية وإيطاليا وفرنسا. ثم تحدث عن الوضع الاقتصادي الالماني وأداءه الجيد مشيراً إلى زيادة حجم الإستهلاك في أسواقها. ولفت هوت الى الوضع الإقتصادي العالمي الذي يشهد تباطؤ في النمو مشيرا الى انه يجب النظر الى هذه المرحلة على نحو ايجابي كونها تسمح لمختلف الإقتصادات بترميم قواعدها مع الأخذ بالإعتبار التحديات المستجدة على الساحة الإقتصادية مؤكدا عزم المانيا الاستمرار في لعب دور اقتصادي وتعزيز مكانة أسواقها المالية. ثم تناول التطورات التكنولوجية والهندسية متحدثا عن أهمية هذا القطاع في تعزيز البنية الإقتصادية الالمانية، ودعا اللبنانيين للعمل بهذا المنهج والإهتمام بالمواهب للبقاء في بلادهم مشيرا الى ان تطوير وتعزيز الكفاءات والقدرات في تلك المجالات سيعطي ثماره ليس فقط في لبنان إنما ايضاً في المنطقة. كما أعرب عن إستعداد بلاده لتبادل الخبرات وإستيعاب الكثير من المؤهلات اللبنانية في هذه المجالات مع التشديد على نظرته الإيجابية لإعادة إنتعاش الإقتصاد اللبناني بكافة قطاعاته بعد إنتخاب رئيس للجمهورية. ولم يغفل الإشارة إلى الدور البارز لمصرف لبنان في تنشيط المؤسسات والمحافظة على استقرار العملة المحلية. وتمنى على العهد الجديد القيام بالإصلاحات العاجلة في المؤسسات والإهتمام بقطاع النفط والغاز لانه اذا اراد لبنان أن يلعب دوراً محورياً في المنطقة عليه أن يكون جاهزاً ومؤهلاً في قطاعات الطاقة بشكل عام.