مؤسسة جمال الدين أبو ابراهيم للتجارة والصناعة... أكبر مصانع التدفئة
ريدان محمود: "مدافىء جبل الشيخ "من حرفة محليّة إلى مؤسّسة منافسة محلياً، إقليمياً و دولياً
"مؤسسة جمال الدين حسن أبو ابراهيم للتجارة والصناعة" هي مؤسسة صناعية رائدة في لبنان، راكمت سبعين عاماً من الخبرات واستفادت من التطوّر الصناعي لتقديم أفضل المنتجات الصناعية فاستحقت بجدارة أن تصنف الأولى في صناعة المدافئ في لبنان بشهادة المنظمات الدولية التي تعتمد في تقييمها على معايير علمية. أسّسها الشيخ حسن أبو إبراهيم عام 1946، فكانت البداية في مصنعِ متواضع أشبه بمحترفِ في سوق راشيا الأثري باسم "مدافئ جبل الشيخ"، مستخدمًا عدّةً متواضعةً و أدوات شبه بدائية و معتمدًا على العمل اليدويّ في قَصّ صفائح الحديد، طيّها وجمعها، وزخرفتها حتى تخرج المدفأة بعد يوم عمل شاق تحفة فنية نادرة.
بدأ تطوير تلك الصناعة مع دخول الكهرباء، فأدخلت آلة التلحيم والمخرطة، وأضيفت منتجات كـ"الصوبيات" العاملة على المازوت والغاز، فبدأت مرحلة جديدة بتسلّم جيل جديد قادر على مواكبة التطور. ويقول السيد ريدان محمود : "بالثبات، والتصميم، والطموح، استطاع الشيخ جمال الدين أبو إبراهيم أن يحوّل هذا الإرث من حرفة محليّة إلى مؤسّسة قادرة على أن تصمد في سوق تنافسيّة، وأن تنموَ وتكبر لتدفئ منازل اللبنانيّين على امتداد مساحة الوطن".
ويضيف "تمثّلت مكامن القوى في هذه المؤسّسة بأنّها انطلقت مرتكزة على قواعد ثابتة كان أبرزها على صعيد زيادة و تطوير الإنتاج، العمل على استقطاب اليد العاملة المتخصصة والمحترفة ومن ثم تطوير مهاراتها عبر التدريب المستمرعلى تشغيل الماكينات الحديثة للحصول على أفضل منتج بأقل تكلفة من خلال تخفيض الهدر في المواد الأولية و توفير الوقت و الطاقة اللازمين في عملية الإنتاج. ولعل أبرز ما ساعد في تحقيق هذا الهدف استقدام آلة قص على الليزر"CNC Laser Cutting Machine" التي أحدثت نقلة نوعية في الإنتاج الصناعي".
تنتج مؤسسة جمال الدين يومياً 300 مدفأة كمعدل وسطي من مختلف الأحجام وتصل النسبة سنوياً بين 40 و45 ألف مدفأة ويشير محمود: "نتطلع إلى رفع الإنتاجية وقد وضعنا الخطط التنظيمية كافة لذلك، لكننا نبقي أعيننا على الأوضاع الإقتصادية و الأمنية العامة في لبنان و المنطقة لما لذلك من تأثير مباشر على تصريف المنتج". ويضيف :"تمكّنا من اختراق الأسواق العربيّة كـ: سورية والاْردن، وبعض الأسواق الأجنبيّة، ونطمح الى التوسع أكثر فالصناعات التركية المنتشرة في أوروبا ليست أفضل من اللبنانية. وحالياً تشارك المؤسسة في كل المعارض العالمية إنما نتمنى في المستقبل الحضوركأبرز العارضين في هذه الصناعة".
وعن دور وزارة الصناعة في مساعدة المصانع قال محمود: "لا بدّ لنا من التنويه بالدعم الذي تلقّيناه من وزارة الصناعة عبر مشروع منظّمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) لدعم الصناعات الصغيرة والمتوسّطة، وأثبتنا بأنّ الصناعة اللبنانيّة ناجحة ومؤهّلة لتكون في مصاف الصناعات الأجنبية، بحيث أنجزنا أكثر من مشروع لتأمين مدافىء للنازحين السوريين في سرعة قياسيّة وبمواصفات تقنية عالية جدًّا كان أبرزها للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) . وعلى خط آخر، بعد توقف خط النقل البري عبر سورية الى الدول العربية كانت "ايدال" عنصراً مهماً في تأمين و دعم كلفة النقل البحري للعبارات المحملة بالصناعات اللبنانية من مرفأ طرابلس الى بلدان الجوار".
وعن أبرز المشاكل قال: "رغم ما تواجهه هذه الصناعة إلّا أنّنا آثرنا الصمود ونطالب بحمايتها من المزاحمة السورية في أسواقنا، أما مشكلة الكهرباء فلا تزال تؤثر على الإنتاجية بالإضافة الى الضرائب المرتفعة، ونأمل من وزارتي الصناعة والإقتصاد التشدد في مراقبة البضائع المستوردة ورفع التعرفة الجمركية عليها حتى لا تسبب كساداً للصناعة اللبنانية كما يجب أن تعيد النظر في الاتفاقيات التجارية الدولية المعمول بها حاليا لمواكبة تطور التجارة الدولية".
مصنع جديد في المنطقة الصناعية
تقوم مؤسسة جمال الدين للتجارة والصناعة" ببناء مصنعٍ جديدٍ للمدافىء بمواصفات عالميّة وتقنيات تتفق مع معايير الجودة الأوروبيّة، سيتم افتتاحه بعد عام لدى الانتهاء من تجهيزه بأهم المعدات الأوروبية ليكون أشبه بالمجمع الصناعي. ويمتد المصنع الجديد على مساحة 5000 م2 يقع في المنطقة الصناعية لراشيا الوادي – ضهر الأحمر حيث تتجمع أهم مصانع البلاستيك والحجر فيها، وسيرفع المصنع الجديد من إنتاج المدافىء لتغطي الأسواق العربية كما الأجنبية.