آروب .. 42 عاماً من الثقة
بكداش: لخلق حوافز تشجع الإندماج
الحرص على الإيفاء بالإلتزامات وتقديم خدمات في أعلى مستويات الحرفية، ساهم في إبقاء "آروب" في طليعة الشركات العاملة في قطاع التأمين. إذ تمكنت على مر 42 عاماً من الحفاظ على ثقة زبائنها وولائهم متسلحة بقاعدة مساهمين أعطت زخماً واندفاعاً لعملها. فقوة "بنك لبنان والمهجر" ومتانته المصرفيه، وريادة SCOR في قطاع التأمين على صعيد العالم ميّزا مسيرتها الى حد كبير.
ودون أدنى شك، أكسب الأداء المحترف "آروب" على مر السنوات مناعة في وجه الأزمات، إذ أكد نائب رئيس مجلس إدارة ومدير عام شركة آروب للتأمين فاتح بكداش في حديث مع "الصناعة والإقتصاد" أن "تأثيرات الأزمة التي يشهدها الإقتصاد اللبناني على "آروب" محدودة نظراً للسياسة المحافظة التي تتبعها في عملها".
واعتبر أنه "من الطبيعي أن تطاول تداعيات الأزمة الإقتصادية التي يشهدها لبنان قطاع التأمين كونه يدخل في صلب الدورة الإقتصادية ويستشعر أي تراجع في عمل القطاعات ولا سيما في مجالي الإستيراد والتصدير وشراء العقارات ".
وإذ تمنى ألا تطول هذه الأزمة، رأى أن "عدم بروز بصيص أمل من خلال بوادر لحل قريب في ضوء الغليان الذي تعيشه المنطقة والمشاكل التي يعاني منها لبنان يزيد الأمور تعقيداً". وكشف أن ""آروب" تحاول قدر الإمكان في هذا الوقت، المحافظة على محفظتها وربحيتها وعدم الإنجرار في عمليات تكسير الأسعار التي يشهدها القطاع".
أسواق صعبة
وفي رد على سؤال حول عمل "آروب" في الأسواق الخارجية في ضوء الأزمات الراهنة، اعتبر بكداش " أن هبوط أسعار النفط والحروب وانتشار الإرهاب حمل تحديات كبيرة لإقتصادات المنطقة، وجعلت الأسواق صعبة".
وأشار الى أن "المناعة التي اكتسبتها آروب على مر السنوات ، تجعل مسيرة تقدمها وتطورها مستمرة بالرغم من صعوبة الظروف ".
وأعلن في هذا الاطار، أن "آروب تدرس مشاريع توسعية، لكن ليس في المدى المنظور، إذ إن هذه المشاريع تعتبر بحكم المؤجلة في ظل الإرباك والفوضى التي تعم المنطقة".
وفي حين لفت الى أن "آروب وفي إطار سعيها لمواكبة حاجات زبائنها تبقى على اطلاع دائم على آخر التطورات في الأسواق الخارجية وفي عالم التكنولوجيا"، كشف عن "وجود توجه لطرح منتجات جديدة سيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب".
الوعي التأميني
وشدد بكداش على "أن انفتاح القطاع المصرفي على أعمال التجزئة المصرفية ساهم في رفع الوعي التأميني في لبنان الى حد كبير إذ إنه ساهم في جعل اللبنانيين يتعرفون أكثر ألى أهمية التامين وفوائده". وأشار الى أن "التأمين الإلزامي على العمال الأجانب والسيارات والمصانع أدى دوراً إضافياً وفعالاً في هذا المجال".
واعتبر أن "قرار وزير الصناعة السابق فريج صابونجان بإلزامية التأمين على المصانع حمل فوائد جمّة للقطاع إذ إنه ساهم في رفع نسبة المصانع المؤمّنة في لبنان"، وتمنى أن تكون "هناك مراقبة لتنفيذ القرار نظراً لأهميته في حماية استقرار القطاع الصناعي".
جهوزية تامة
وفي إطار حديثه عن مرحلة إعادة إعمار سورية والعمل على مواكبة مرحلة التنقيب عن النفط والغاز في لبنان، رأى بكداش" أن قطاع التأمين في لبنان يتميّز بنتائج جيدة ورقابة ممتازة ورؤية مستقبلية، وبالتالي فهو جاهز ويملك الإمكانات لمواكبة هذه المراحل بنجاح ".
وتطرق بكداش الى مسألة التأمين الإلزامي على الزلازل الذي يفرضه مرسوم السلامة العامة للأبنية والمنشآت، وأمل أن "يتم تفعيل هذا القرار إذ إنه جد مهم وضروري ولا سيما أنه يتلاقى والهدف الأساسي من وجود التأمين والذي يتمثل بالحد من تداعيات الكوارث على المستويين الشخصي والوطني".
داء المضاربة
واعتبر بكداش أنه " على الرغم من أن المضاربة داء يضرب كل القطاع، لا يزال واقعه جيداً بالنسبة للنتائج والأسعار ولا يزال يتمتع بالدعم الكافي من كبار معيدي التامين في العالم".
وإذ أكّد أن "الدولة قادرة على دعم القطاع بشكل كبير"، اعتبر أنه "في ظل الواقع الذي نعيشه من فراغ رئاسي وشلل مؤسساتي قد يكون هذا الأمر غير ممكن ".
وشدد على ضرورة معالجة مسألة صناديق التعاضد، عبر فرض رقابة واحدة على كل مقدمي الخدمات الإستشفائية، وتنظيم عملها بحيث لا يتخطى الهدف الذي أنشئت من أجله.
حوافز الإندماج
ورأى بكداش أن " صعوبة التحديات التي تواجه القطاع تسلّط الضوء على أهمية الاندماج بين الشركات العاملة في القطاع ". وشدد على أن "الدعوة للإندماج لا تعني أن الشركات الصغيرة غير جيدة، لكن الوضع صعب ويتطلب إمكانيات لمواجهته".
واعتبر أنه "من الضروري خلق حوافز تشجع الإندماج بين الشركات على غرار ما حصل في قطاع المصارف ".
وكشف أن "عدداً كبيراً من الشركات أصبح مقتنعاً بأهمية عمليات الإندماج، إذ إنها آلية فعالة على صعيد خلق تكتلات كبيرة وقوية". وقال: "نعوّل بشكل كبير على عمليات الاندماج، فقطاع التأمين حسّاس جداً، والشركات في طبيعة الحال مؤسسات مالية لديها التزامات تجاه المؤمنين، وعمليات الإندماج تجعلها أقوى وأمتن وقادرة على الإيفاء بالتزاماتها بشكل أكبر".