
طرح رئيس المجلس الإقتصادي والإجتماعي روجيه نسناس في كتابه "نهوض لبنان 2016" إشكالية الاوضاع السياسية والامنية واثرها على الاقتصاد متسائلا عن كيفية التصرف ازاء هذه التحديات منطلقاً من اعتبار الأوضاع السياسية معطيات يجب التعاطي معها، ويعود للإدارة ومؤسسات رجال الأعمال والفكر، استنباط الحلول لمعالجة الأزمة الإقتصادية وتخفيف وطأتها على المواطن".
وشدد نسناس على أن "الحاجة باتت ضرورية إلى الإنطلاق، لنبني الغد بما يجسّد دور لبنان في القرن الحادي والعشرين"، طارحاً أسئلة عدة منها "هل النهوض بالاقتصاد اللبناني هو مسألة محض داخلية أم ثمرة عمل داخلي وخارجي متداخل؟ والى أي مدى يصلح لنهوض بلدنا ما صلح لنهوض بلدان أخرى؟ أي هل يحتاج لبنان الى مشروع معلّب أم إلى رؤية تنموية شمولية ومتكاملة تؤمّن فرص العمل وتدعم المبادرة اللبنانية وتساهم في تجسيد دور لبنان في المنطقة والعالم"، معتبراً أن "طريق النهوض عندنا هو التكامل الانمائي والتكامل الاجتماعي، كما أن الاستقرار الاقتصادي يتطلب أماناً اجتماعياً والأمان الإجتماعي لا يكون على حساب النهوض الإقتصادي".
واضاف أن "التطورات المتلاحقة في السنوات الاخيرة، كشفت أنه لم يعد يوجد اقتصاد محلي منفصل عن الاقتصاد العالمي، ولم يعد يوجد اقتصاد محلي متوقف على الحركة الاقتصادية الخارجية وحدها، ولبنان الذي ظل صامداً رغم تلاحق الازمات والتحديات منذ اربعين عاماً على التوالي، يستحق كل تعاضد للشروع في ورشة النهوض وإرساء مسيرة التنمية، وذلك بتشجيع المنافسة ومساندة القطاعات من خلال ربط الحوافز وتطوير برامج الدعم المالي باتجاه العناية بالتأهيل والتدريب وتعزيز مجالات التصدير وتشجيع المؤسسات الصغرى والمتوسطة، الى جانب الاهتمام بالمؤسسات العملاقة، وإصلاح المالية العامة، وتطوير بنية القوى العاملة، وانعكاسات الأزمة السورية والنزوح على أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية، وتطوير العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة، ودعم القطاع الخاص، والتمسك بالإقتصاد الحرّ".