
توقّع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اختيار المؤسسة أو المؤسسات المولجة بإنشاء وتشغيل منصّة التداول الإلكترونية أوائل العام المقبل، وذلك في كلمة تقديمية للتقرير السنوي الرابع لهيئة الأسواق المالية التي يترأسها. وأكد سلامة "المضي في تعزيز التعاون وتوثيقه مع الأجهزة الرقابية المحلية والدولية واستكمال الجهود كافة تمهيداً لانضمام الهيئة كعضو مشارك (Associate Member) إلى المنظمة الدولية لهيئات سوق المال (IOSCO) في أقرب مهلة، ما يعزز عامل الثقة ويرفع مستوى الاستثمار في الأسواق المالية اللبنانية".
وشدد سلامة مراراً على أهمية وجود هكذا منصّة لتسهيل عملية تمويل شركات القطاع الخاص ولا سيما الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، على أن يساهم الاغتراب في عملية التمويل هذه من عبر إتاحة الفرصة لهم للتداول، من حيث هم، عبر تحديد شروط ومواصفات التعامل التي تسهّل ذلك.
كما اعتبر سلامة أن "هذه المنصة ستشكّل حافزاً للأفراد ليستثمروا في الشركات المدرجة عليها وذلك نظراً إلى مستلزمات الإفصاح والشفافية ونشر المعلومات بشكل سريع، التي تترافق مع عمل المنصّة الإلكترونية التي سيساهم نجاحها في تفعيل حركة الاقتصاد وزيادة معدلات النمو وخلق فرص عمل نحن في أمسّ الحاجة إليها.
وتابعت الهيئة أعمالها الرقابية على الأسواق المالية، كالموافقة على عدد كبير من الأدوات المالية والتأكّد من ملاءمتها للشروط القانونية ما يضمن حماية المستثمر، وأثبتت الهيئة فعالية دورها بشكل خاص من خلال إجراء تحقيقات وعمليات تدقيق عدة تهدف إلى معالجة مكامن الضعف في أسواق رأس المال - إن وُجدت - وذلك خدمة للقطاع نفسه وضمانًا لحماية المستثمر ما يعزّز الثقة، ويرفع مستوى الاستثمار ويفعّل ويطوّر الأسواق المالية في لبنان، فعملية المراقبة والتحقيق تهدف في ما تهدف إليه، ليس إلى حماية المستثمر فحسب، بل إلى زيادة نشاط المؤسسات المالية وتطوير السوق حتى يصبح جاذباً لعدد كبير من المساهمين المحليين والخارجيين.
على صعيد آخر، بدأت الهيئة تعاونًا مع البنك وصندوق النقد الدوليين في مجال برنامج تقييم القطاع المالي (FSAP) الذي يوفّر تقييماً مفصّلاً لإدارة القطاع المالي في لبنان. ومن ضمن هذا التقييم ستحدّد الفجوات التي قد تحول دون انضمام الهيئة إلى المنظمة الدولية لهيئات سوق المال(IOSCO) والعمل على معالجتها. وبدأ العمل فعلاً على انضمام الهيئة لمنظمة (IOSCO) على أمل أن تحظى بهذه العضوية في المستقبل القريب.