
اظهرت تقديرات«credit suisse» ان 0.3% من اللبنانيين الراشدين، أي نحو 8900 شخص فقط من أصل 3 ملايين و24 ألف لبناني راشد، يمتلكون نصف الثروة في لبنان (نحو 48%)، النصف الباقي يتوزّعه 99.7% من اللبنانيين، هذه التقديرات تضع المجتمع اللبناني في خانة أكثر المجتمعات الرازحة تحت عبء تركز الثروة وعدم المساواة في توزيع الدخل، ولكنها، على الرغم من ذلك، لا تعكس كل الحقيقة. فكما أن نصف الثروة الباقي ليس موزّعاً على الجميع، في ضوء الإحصاءات التي تضع نحو 30% من الأُسر اللبنانية تحت خط الفقر (أي إنها تعيش بأقل من 4 دولارات يومياً بحسب معايير البنك الدولي)، كذلك نصف الثروة الأول، إذ تفيد التقديرات نفسها بأن 1613 شخصاً راشداً فقط، أي 0.05% من اللبنانيين الراشدين، يستحوذ كل منهم على ثروة شخصية تفوق قيمتها 5 ملايين دولار، من بينهم 6 أشخاص راشدين يمتلك كل منهم ثروة قيمتها أكثر من مليار دولار، ويستحوذون وحدهم على ربع الثروة. بمعنى ما، ترسّخ هذه التقديرات الفكرة الشائعة منذ زمن طويل عن أن لبنان تتحكم به 500 عائلة،
كما تضيف الدراسة كيفية تراجع عدد من هم في أعلى السلّم، وكيف تزداد حصتهم من الثروة. إذ انخفض عدد مالكي الثروات ما بين مليون دولار وخمسة ملايين دولار من 7647 إلى 7291 شخصاً راشداً، كذلك انخفض مالكو الثروات ما بين 5 إلى 10 ملايين دولار من 873 إلى 840، ومالكو ما بين 10 و50 مليون دولار من 653 و633، ومالكو ما بين 50 و100 مليون دولار من 75 إلى 73، كذلك انخفض عدد مالكي ما بين 100 مليون دولار و500 مليون دولار من 56 إلى 55، فيما حافظ مالكو الثروات ما بين 500 مليون دولار والمليار دولار التي تفوق المليار دولار على عددهم (12 شخصاً راشداً 6 منهم يمتلك كل واحد منهم ثروة بأكثر من مليار دولار).