
الحقت الفيضانات التي ضربت وسط وجنوب الصين أضرارا بنحو مليوني هكتار من الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى خسائر اقتصادية مباشرة تقدر بقيمة 5.73 مليارات دولار أميركي، وفقا لوزارة الشؤون المدنية.وأدت الأمطار الغزيرة المستمرة منذ ثلاثة أسابيع في مناطق عدة بمحيط نهر يانغتسي إلى انهيار 41 ألف منزل، وأرغمت نحو 1.4 مليون شخص على إخلاء منازلهم في 26 منطقة. كما ادت الفيضانات الى شل الحركة الاقتصادية وإيقاف عجلة الإنتاج.
ففي مقاطعة جيانغ سو أعلنت شركة "وشي جيانغ نان" المصنعة للكوابل المعدنية تخفيض إنتاجها إلى عشر طاقتها الإنتاجية. وتنتج الشركة سنويا ما قيمته تسعة مليارات يوان (1.3 مليار دولار) من الكوابل، وقالت الشركة في بيان لها نشرته على موقعها الإلكتروني إنه ليس من الواضح متى يمكن أن تستعيد قدرتها الإنتاجية في ظل الظروف الجوية السيئة، وأشارت إلى أنها طالبت شركة تأمين بتعويض خسائرها الناجمة عن الفيضانات، دون أن تفصح عن حجم تلك الخسائر.
وكانت خمس شركات تنتج المعادن اللافلزية في المقاطعة قد أعلنت في وقت سابق تعليق الإنتاج للسبب نفسه، كما أعلنت مجموعة ووهان للصلب عن تخفيض إنتاجها إلى 15% إلى حين استقرار الأحوال الجوية وعودة الحياة إلى المقاطعة، خصوصا وأن أكثر من مئة قطار توقف عن العمل بسبب الفيضانات ونحو 120 اتخذ مسارات أخرى، وفقا لما جاء في تقرير وزارة الشؤون المدنية.ويتوقع مع تخفيض الإنتاج وتقليص عدد الرحلات الجوية والبرية أن ترتفع تكاليف نقل البضائع إلى الضعف، وكذا ارتفاع أسعار بعض السلع الأساسية التي تصدرها الصين مثل الحديد والنحاس والنيكل إلى 10%، خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
وتمثل المصانع في مقاطعة جوانغ دونغ الجنوبية نحو 45% من إنتاج الصين الإجمالي، وذلك وفقا للأرقام التي أوردتها وزارة الاقتصاد الصينية بداية العام.وتأتي هذه الأزمة في أعقاب تعهد الصين بخفض طاقتها الإنتاجية من الصلب بواقع 100 إلى 150 مليون طن، والفحم بمقدار 500 مليون طن خلال الثلاث سنوات المقبلة.