صاحب منتوجات البيت الثاني فرنسوا رزق:
السلعة اللبنانية لم تخسر قدرتها التنافسية
يشدد السيد فرانسوا رزق في هذا الحوار على أهمية الحد من زحمة السير في لبنان، وهو يقترح على المصارف المساهمة في انشاء طرقات وجسور فوق الطرقات الرئيسية والفرعية، للمساهمة في تسهيل عملية التوصيل والتصريف من دون زحمة سير.
في بداية حديثه يحدد السيد فرانسوا رزق ثلاثة عوامل دفعت إلى أن يسجل قطاع الصناعات الغذائية نشاطاً في صادراته عامي 2010- 2011: أولاً، عامل الثقة باعتباره سبب أساسي للتصدير الى الخارج، وهو يشكّل 50 بالمئة من الأسباب. ثانياً، بات الشحن أسهل. ثالثاً، انخفض نسبة تصدير الدول المحيطة للصناعات الغذائية، مثل الطعام الشرقي المطلوب عند العرب في الخارج.
من دون شك خفف "الربيع العربي" من التصدير الى الخارج، لأن المواطن العربي والشرقي المغترب والمهاجر يطلب مأكولاتنا، وبما أن لدى بعض الدول مشاكل داخلية فقد أثرت في نسبة تصدير انتاجها إلى الخارج.
تطور مستمر
وحول قراءته إلى وضع الصناعات الغذائية، أكد السيد رزق أن الصناعات الغذائية في لبنان بتطور مستمر، وربما كنا أول من دخل الى "أيزو" وصار لدينا "Asev" وصرنا نسير بمعيار الاميركي- الأوروبي المعتمد في كل العالم، وصار الصناعيون اللبنانييون يتكاثرون ويدخلون في هذا المجال وينوّعون ويحسّنون إنتاجهم من الآلات إلى نوعية المنتج.
إن الإقبال على هذا هو القطاع في الأسواق الخارجية، ساهم في تطور الانتاج، فعندما كان المصنّع يعتمد طرق واساليب عادية في الانتاج لم يجد السوق الخارجي، أما اليوم فهذه الطرق لم تعد مقبولة. فقد أصبح هناك ملصق على كل علبة يضم المحتويات والمواصفات وتاريخ الصلاحية والمصنع، يجب أن نتبع الأنظمة.
وعن مقومات استمرار نجاح هذا القطاع، أوضح رزق: إن انتشار شهرة المطبخ اللبناني في الخارج لأن يمتع بالذوق ويقدم أصنافاً عديدة وجديدة، بالإضافة الى التغليف الجميل الذي يلعب دوره في عملية التسويق، وكل هذا يؤدي دوره في عملية البيع وجذب المستهلك، ربما قد لا ينافس الصناعة في الخارج ولكن له أسواقه الجيدة.
وسائل التسويق
وعن الوسائل المتبعة في عملية التسويق في الخارج، كشف رزق عن وسائل عديدة للترويج يعتمد بعضها على المشاركة في بعض المعارض، إلا أن المعارف والعلاقات تؤدي دوراً مهماً، فاللبناني في الخارج يسأل عمن يصدّر ولديه مؤهلات تناسب السوق الأجنبية ويتعاملون معه، والمعروف أن من يصدّر الى الخارج قلة، نتمنى أن يرتفع العدد. وفي النهاية كلهم لديهم المعطيات نفسها.
ورداً على سؤال عن سبب خسارة السلعة اللبنانية للكثير من قدرتها على التافس. أكد رزق أن السلعة اللبنانية لم تخسر قدرتها التنافسية بل لا تزال كما هي قوية. وإذا سحبت الدول الدعم الذي تقدمه لصادراتها فستعود صناعتها الى مكانها الطبيعي، فهم يدعمون صناعتهم بالمواد الأولية، وعندنا على العكس فكل شيء على الصناعي.
وعن المطلوب من الدولة، قال رزق على الحكومة أن تعتمد خطة، اي أن كل فاتورة تخرج بموجب بيان جمركي يجب أن تقدم الى الدولة فتقدم للصناعيين مساعدات على ضوءها، مثلما يفعلون في الخارج، خصوصاً وأن الصناعة االلبنانية مكتملة للتصدير مئة بالمئة. فهناك التعليب والتغليف والتصنيع، والمطلوب من الدولة هو دعم صادرات بطريقة ما. أما أن تحميها فهذا أمر صعب. لأن هناك أصنافاً كثيرة تأتي من الخارج، ولا نستطيع التعامل بالمقابل لأننا ضعفاء ولا نستطيع فرض شروط على أي بلد نتعامل معه.
وحول امكانية تطبيق شعار المعاملة بالمثل لحماية صناعتنا، رأى رزق، نحن ملزمون بتطبيق الشروط بالكامل ولكنهم لا يطبقونها. ولحماية صناعتنا علينا أن نقف في وجههم بحزم، مثلاً نمنع دخول صنف معين إلا بشروط معينة، كأن نصدّر أصنافاً تريدها تلك الدول على أن يكون تاريخها لمدة تسعة أشهر، بينما هي تدخل علينا أصنافها بتاريخ يصلح لستنين، ولماذا هذه المعاملة لا نعرف؟
نحن لدينا صعوبات في التنقل باليد العاملة والكهرباء، وهذه تزيد الكلفة علينا، وهذه الأمور لا يعانون منها وهذا ما يخفف من مصاريفهم.
التعبئة والتغليف
ورداً على سؤال عن أهمية الصناعات الغذائية في لبنان، وانعكاساتها الاقتصادية، قال رزق: لا يوجد بديل عن الصناعات الغذائية، لانها الأساس الذي ينطلق منه الاقتصاد وتنمي القطاعات كافة، ولها مفاعيل اقتصادية واجتماعية. فهي تحسّن الزراعة، وتنشط اليد العاملة أكثر، وتنمي الريف وتنمي التجارة، بالمبدأ الزراعة من أرضنا ومعظم الأراضي فارغة يمكن أن نعبئها مزروعات مختلفة.
وهناك أشياء نستوردها من الخارج ونعبئها هنا، مثلاً أوروبا تستورد البترول وتصنّع بلاستيك ونايلون.
وعن دور التعبئة والتغليف في الإقتصاد الصناعي، اعتبر رزق أن لهذا المجال دور مهم جداً لأن غلاف السلعة أساسي في عملية البيع، فهو الذي يجذب المستهلك له، إذا وضعنا علبتين للمنتج نفسه، واحدة علبتها جميلة يشتريها المستهلك حتى لو كانت أغلى وربما ليست بمستوى غيرها، ولكن الغلاف يجذبه. ولم يعد التغليف مجرد وسيلة للتعبئة، بل يجب أن يجاري الصناعي مواصفات معينة وما تتضمنه الأسواق بشكل جميل. وهناك تغليف بالبلاستيك أو النايلون، وكل مصانع الإنتاج الصناعي لديها بديل لكل شيء، في السابق كان لديهم المرطبان للتعبئة اليوم صار هناك كل أنواع التعبئة.
هذا بالإضافة الى أن لدينا مشكلة مباشرة مثل التنقلات، لو يتم إنشاء طرقات علوية خاصة، كالجسور فوق الطرقات الرئيسية والفرعية، تساهم فيها المصارف على سبيل المثال، خصوصاً أن المصارف تتبارى في نسبة الأرباح، فلينشىء كل مصرف عشرة كليومترات مجاناً؟ أي طريقاً فوق طريق لا تتطلب إستملاكات، وأكيد أن الأمر يتطلب دراسات تحدد آلية العمل، ويساهم هذا الأمر في حل مشكلة السير ويسهّل عملية التوصيل والتصريف من دون زحمة سير.