مدير عام مؤسسة كامل بدوي أسامة البساط:
عوائق تمنع تقدم الصناعات الغذائية
يعتبر مدير مؤسسة كامل بدوي البساط أسامة البساط، ان لبنان لا تحكمه الضوابط، وهو بلد مشرّع لكل من يرغب في فتح مكتب أوكالة، ويؤكد لبساط عدم وجود دعم للصناعات اللبنانية من قبل الدولة على الرغم من أن القطاع الصناعي هو الذي يؤمن فرص العمل في البلد.
ويتوقف البساط عند صناعة التعبئة والتغليف معتبراً أن هذه الصناعة أصبحت تكاليفها باهظة بسبب ارتفاع مشتقات الطاقة.
يرجع البساط، في رد على سؤال عن نشاط الصادرات الصناعية خلال عامي 2011 و2012، إلى أسباب عديدة أهمها: أولاً، نشاط أصحاب المعامل. وثانياً، جودة الانتاج اللبناني المعروف في كل المنطقة، وخصوصاً صناعتنا من الحلاوة والطحينة وما شابهها، وهذه الصناعة تتميز عن سواها من الصناعات نفسها في البلاد الأخرى بأشواط، وهي لذلك مطلوبة.
عوائق مؤثرة
وإذ يعتبر البساط أن الصناعات الغذائية تؤدي دوراً أساسياً في البلد باعتبارها صناعة أساسية إلا أنه يرى عوائق كثيرة تؤثر عليها. وأهم هذه العوائق أرتفاع كلفة الإنتاج، وخصوصاً المحروقات من المازوت إلى الفيول والبنزين. وغياب أي مساعدة للنظر في تخفيض كلفة الانتاج المرهقة للصناعي، ويذهب البساط إلى مطالبة الدولة بخفض أسعار الفيول التي يجب أن تؤمن بقيمة أقل للصناعيين، ويعطي مثالاً هنا عن مؤسسة الكهرباء التي تستهلك فيول ومازوت، ولكنها في كل فترة تبادر إلى زيادة رواتب العاملين لديها، وهذا يُحسن الإنتاج ويساعد في تطور اليد العاملة.
ويضيف البساط إلى أن القروض لا تساعد وحدها في تطوير الصناعة، بل بانشاء مناطق صناعية كانوا قد وعدونا بها، ولكن بقيت الوعود وعوداً.
ولا يعتبر البساط أن الاتفاقيات التجارية بين لبنان والدول الأخرى متكافئة، بل يؤكد أن لبنان بلد مشرّع أمام كل من هب ودب، ولا تحكمه الضوابط، بحيث يستطيع كل من يشاء أن يأخذ وكالة من الخارج ويفتح مكتباً له في لبنان من دون حسيب أو رقيب، وحتى الحلاوة التي أصبح ينتجها أكثر من 20 إلى 70 معملاً، وتؤمن فرص عمل لعدد كبير من العمال في البلد، ورغم ذلك تبادر الدولة إلى فتح استيراد لهذا المنتج، لماذا استيراد الحلاوة والطحينة؟ أنا لا جواب لدي على هذا السؤال.
أهمية المعارض
ويؤكد البساط، غياب أي دعم صناعي حقيقي في البلد، بل وهناك صناعات عديدة غير مدعومة، معتبراً أن الدولة آخر همها الصناعة في هذا البلد، رغم أن هذا القطاع المنتج في البلد هو الذي يؤمن فرص العمل في البلد، وهو يختلف عن التجارة. ويشير إلى أن قطاع الصناعات الغذائية تحرك العمل لدى قطاعات صناعية أخرى مرتبطة بها، مثل صناعة الكرتون وصناعة البلاستيك وسواهما.
ويشدد البساط على رفضه المطلق لأدخال منتج الحلاوة إلى لبنان في ضوء وجود من 20 إلى 70 معملاً في البلد، وكلها تتنافس في ما بينها. وإذا كانت المنافسة الداخلية موجودة فلماذا هذا الانفلات بحيث أن كل من يشاء يستورد حلاوة أو ما شابه من السلع التي ننتجها في البلد؟ لدينا سلع من هذا النوع معروفة الجودة ولا تنقصها الشهرة.
وحول الطرق المعتمدة لتسويق المنتج، يؤكد البساط أهمية الاشتراك في المعارض، وكذلك الاتصالات الشخصية التي تجرى من خلال علاقاتنا مع الخارج.
نحن مصنع أنشئ منذ 1956 والعلاقات التي أنشأها الحاج كامل بدوي البساط والتي تابعناها نحن لا يستهان بها، وكذلك علاقاتنا مع التجار على مدى العالم. وهذا ما نرتكز عليه في تسويق إنتاجنا، والحمد لله أن بضاعتنا معروفة ومطلوبة في السوق.
وعن دور صناعة التعبئة والتغليف في تحسين التسويق للصناعة الغذائية، يعتبر البساط أن صناعة التعبئة والتغليف أصبحت باهظة الثمن لأسباب عديدة، أولاً ارتفاع أثمان البترول والفيول والمازوت وبالتالي المشتقات النفطية، فمن جهة التسويق فأن صناعتنا متقدمة على الرغم من أنها أصبحت مكلفة جداً. فثمن السلعة لدى عرضها في الأسواق أصبح إن جزءاً كبيراً منه يكون ثمناً للغلاف، ويشتكي هنا من أن وزارة الزراعة تقوم بالتضييق الصناعيين في أمور كثيرة، وتضع عليهم شروطاً في التصنيع، ونقوم كصناعيين بتلبية كل شروطها وطلباتها. ولكن هذا أمر يكلفنا إنفاق أموال، والمصانع اليوم على كف عفريت. فأنت لا زلت تقول إن هناك منافسة ولكن على الدولة أن تخفف من الإجراءات المرهقة للصناعة، ولتبادر إلى إنشاء المناطق الصناعية من أجلنا.