نائب رئيس نقابة الصناعات الغذائية منير البساط:
مصممون على المثابرة رغم التحديات
يقدم نائب رئيس نقابة الصناعات الغذائية وصاحب مؤسسة منير البساط، قراءة موضوعية لواقع القطاع الصناعي، من حيث التشديد على أهميته من جهة. وأيضاً من حيث وضع النقاط على واقع التحديات التي يعيشها، بسبب انعدام الاستقرار السياسي اللبناني، بالاضافة إلى الاهتزازات الإقليمية المتفجرة، التي كان ولا يزال لها تداعيات سلبية مباشرة على هذا القطاع.
أكد البساط ل "الصناعة والاقتصاد" ان قطاع الصناعات الغذائية شهد نمواً مستمراً خلال عامي 2011 و2012، وان بنسب متواضعة سنويا، وذلك طوال العقد الاخير، ويعود ذلك بالدرجة الاولى الى النمو المطّرد للاسواق خاصة التصديرية منها.
مشيراً إلى تزايد الطلب على الصناعات الغذائية اللبنانية، بسبب حجم الاسواق الكبير وتزايد استهلاكها، بالاضافة الى انخفاض حدة المنافسة الاقليمية في الاسواق التصديرية بعد الاحداث المؤسفة التي تشهدها بعض الدول العربية منذ عامين.
تحديات القطاع
وعن واقع هذا القطاع والخطة المتبعة في تطوير مؤسسته، يرى البساط: أن قطاع الصناعات الغذائية في طليعة القطاعات المنتجة والمتقدمة في لبنان، وبنسبة اليد العاملة الموظفة فيه، بالاضافة الى أنه يحتل المركز الثاني من حيث حجم الصادرات. غير ان القطاع يواجه أيضاً تحديات جدية تحول دون تقدمه وازدهاره، اهمها انعدام الاستقرار السياسي والامني الداخلي ما يحول دون المزيد من الاستثمارات والتوسع، ومن دون ان ننسى الوضع الاقليمي غير المستقر، والذي كانت له انعكاساته المباشرة على القطاع، خصوصا في ما يتعلق بالشحن والتكاليف الاضافية التي يتكبدها الصناعي لتأمين سبل اكثر ضماناً واماناً لايصال منتجاته الى الاسواق التصديرية، ولا ننسى أيضاً المشاكل العضوية التي يعاني منها القطاع الصناعي بشكل عام من ارتفاع الاكلاف التشغيلية الى مستويات قياسية خصوصا بعد تمرير زيادة الاجور بداية العام المنصرم، وارتفاع اسعار المشتقات النفطية، واسعار معظم المواد الاولية المستوردة.
ردة الفعل الاولى لأي صناعي لبناني تجاه المصاعب الذي يواجهها لا بد ان تكون خطوة الى الامام، مع المزيد من المثابرة والاصرار على تعزيز المكاسب التي تحققت من اتساع الاسواق وارتفاع حجم الاعمال، لذا، الخطط اللازمة للتوسع وزيادة الانتاجية جاهزة بانتظار الظروف الملائمة لتنفيذها.
وحل السبل المتبعة للتعريف عن المنتج اللبناني، وواقع التصدير إلى الدول العربية، قال البساط: إن ارقام التصدير الخاصة بقطاع الصناعات الغذائية ارتفعت بنسب متفاوتة خلال العامين الماضيين، وذلك لاسباب عدة تم شرحها. اما بخصوص كيفية تعريفنا بمنتجاتنا في هذه الاسواق، فتأتي في مقدمها الاشتراك في المعارض الدولية، والتي تشكل محطة اساسية في التعريف بالمنتجات اللبنانية بشكل عام، و منتجاتنا بشكل خاص. اذ اننا نشارك، و بشكل فاعل واساسي، سواء كعارض او كزائر في 3 محطات رئيسية: معرض GULFOOD في دبي، الامارات العربية المتحدة، HORECA في بيروت،لبنان، و SIALأو ANUGA في مدينة باريس، فرنسا، أو مدينة كولونيا، المانيا، حيث يتم اللقاء خلال هذه المعارض، مع جميع المصدرين والموزعين الاساسيين في معظم بلدان العالم، والاطلاع على المستجدات والابتكارات المتقدمة في هذه الصناعة.
سياسة الاغراق
ورداً على سؤال عن كيفية معالجة الخلل الذي لحق بالقطاع الصناعي به من جراء السياسة الخجولة في حماية الانتاج الوطني، قال البساط، إن القطاع الصناعي بشكل عام، كان ضحية أساسية لدى بدء تطبيق اتفاقيات التجارة الحرة ، سواء العربية او الثنائية، حيث ادى اغراق الاسواق الى اضمحلال وضمور العديد من القطاعات الصناعية، وتدهور اعمالها، نظرا للفرق الشاسع في الاكلاف التشغيلية بيننا وبين الدول الأخرى، دون التغاضي عن حجم الدعم المباشر، وغير المباشر التي تتمتع به اقتصادات هذه الدول على حساب الاقتصاد اللبناني.
ويتابع البساط قائلاً: قد يكون قطاع الصناعات الغذائية من اقل القطاعات المتأثرة بهذا الواقع، الا اننا لا بد ان نلاحظ من ان بعض المنتجات اللبنانية لم يعد بالامكان تصديرها لخسارتها للكثير من ميزاتها التفاضلية بالمقارنة مع المنافسين الاقليميين. مطالبنا من الحكومة اللبنانية عديدة ومزمنة، ولا يبدو انه من الممكن تحقيقها في القريب العاجل.
ترويج المنتج
وحول الدور الذي تؤديه مؤسسات التعبئة والتغليف في تحسين وتطوير المنتج الصناعي على مختلف الصعد الانتاجية والتسويقية، قال البساط أن الارقام تتحدث عن نفسها في هذا المجال، فكون قطاع الصناعات الغذائية اللبنانية يحتل المرتبة الاولى من حيث القيمة المضافة، يعود بالدرجة الاولى الى ان معظم المواد الاولية المستخدمة هي نتاج القطاع الزراعي اللبناني، ما يجعل هذا القطاع عاملا اساسيا في تنمية القطاع الزراعي وتحسين نوعية انتاجه وتنافسيته. والمبدأ نفسه ينطبق على الآلات الصناعية، حيث احتل ايضا قطاع الصناعات الغذائية المرتبة الاولى في الاستثمار بالالات الصناعية الجديدة لزيادة الانتاجية وتحسين نوعيتها. اما بخصوص مواد التعبئة والتغليف، مما لا شك فيه ان للعبوة قيمة مضافة كبيرة في ترويج المنتج الغذائي، وهنا، لا بد من التنويه بجهود المركز اللبناني للتغليف LIBANPACK، في هذا المجال، حيث ساهم مع العديد من الصناعيين اللبنانيين في اعادة رسم وصياغة العبوات المستخدمة، مما كان له انعكاس ايجابي في زيادة مبيعات هذه المنتجات بشكل كبير.