معمل هوانا لصناعة "غزل البنات"
الصغار يسيل لعابهم والكبار يتندرون به
لطالما أسالت اللعاب حلوى "غزل البنات" بألوانها الزاهية والجذابة، وهي تشبه الشعر المنفوش أو الحرير المندوف.
محمود هوانا، الذي يعتبر أحد أهم الاختصاصيين في هذا الانتاج، يشير إلى أن تسمية "غزل البنات" بدأت مع أسرته، ويقدم تاريخاً موجزاً لصناعة هذه الحلوى المميزة في البلاد العربية، ويؤكد أن منشأها هو تركيا، وانتقلت من خلالها إلى لبنان وسوريا وغيرهما من الدول العربية في العام 1914.
ويكشف هوانا عن أنه يزاول هذه المهنة منذ العام 1936، إلا أنه يتوقف عن صناعتها في فصل الصيف فقط لأنها لا تحتمل درجة الحرارة المرتفعة.
ويعتبر أنه أياً كان منشأ التسمية، فإن فرضية الشبه بين خيوط غزل البنات وخيوط الحرير الناعمة الخارجة من بين أنامل البنات، تبدو الفرضية الأقرب إلى المنطق.
ويتحدث هوانا عن تقنيات صناعة هذه الحلوى من خلال غليان السكر حتى يصبح معقوداً وبعد ذلك يتم وضعه على رخام وندلك لكي لا يبرد، ثم نضعه على صدر نحاس كبير، وفي هذه الأثناء نحضر على النار الطحين والسمنة الحموية ونخلط السكر المعقود مع هذه الطبخة ، وجعله كعكة كبيرة، ثم يتولى أربعة رجال أشداء أو خمسة جعل الكعكة كعكتين، ثم أربعاً، فثمانية، إلى ما لا نهاية، حتى يدق المعقود ويصبح عشرات آلاف الخيوط، وبعد ذلك يتم نفشه وتقسيمه وتلوينه بالأحمر والزهري والأصفر قبل أن يوضب في أكياس نايلون أوعلب بلاستيكية.
ويشدد هوانا على أن "غزل البنات" لا يمكن صنعه إلا يدوياً، خصوصاً أن تصميم آلة له يكلف أموالاً كثيرة.
وأخيراً يقول هوانا: لا تستغربوا إذا همسنا أن الصغار يسيل لعابهم لهذه الحلوى الطيبة والكبار أيضاً يتندرون به ويحبونه.
حسن دقيق