كونسروة شتورة .. 70 عاماً مرّت ولا تزال المسيرة مستمرة
خضر: "صنع في لبنان" قيمة اقتصادية للصناعيين
سبعون عاماً مرّت، ولا تزال كونسروة شتورة متألقة في عالم الصناعات الغذائية، اذ تنتشر في الأسواق اللبنانية والعالمية، مدغدغة حنين المغتربين اللبنانيين بتقديم أكثر من 100 منتج تحمل في طياتها طابع المطبخ اللبناني التقليدي.
عن سبعة عقود مرّت، تحدث مدير عام كونسروة شتورة المهندس عبد خضر، ليسلّط الضوء على شمعة الصناعات الغذائية المضيئة في الصناعة اللبنانية، ويشدد على ارتباط المغتربين اللبنانيين الذين غادروا لبنان منذ عقود، بـ"منتجات كونسروة شتورة" الذي يشكل دليل على عراقة عمل الشركة في القطاع.
غاص خضر في الحديث عن أهمية القطاع واسباب نجاحه، حيث اشار الى ان "اهمية الصناعات الغذائية تكمن في كونها صناعات تحويلية تقليدية تهدف الى تحويل المنتجات الزراعية اللبنانية المنشأ والأصل، الى منتج طويل الأجل للإستفادة من الموسمية الزراعية وتشجيع المزارعين لتوفير منتوجات تصلح للحفظ في عبوات بهدف التصدير".
ولفت الى ان "كلفة الإنتاج الزراعي في لبنان مرتفعة الى حد كبير مقارنة بكلفة الإنتاج في الدول الزراعية الصناعية المنتجة للصناعات الغذائية كاستراليا وكندا وتركيا، وبالتالي لا تعطي الفرصة للمنتج الصناعي اللبناني ليكون منافساً الى حد كبير في الأسواق الخارجية".
قدرات تنافسية كبيرة
واذ شدد خضرعلى ان "ما يميّز المنتج الغذائي اللبناني هو ارتباط موسمية الإنتاج مع الموقع الجغرافي المميز للبنان ومناخه الذي يثمر إنتاج زراعي عالي الجودة"، اعتبر ان "هذا الواقع يعطي قدرات تنافسية كبيرة للمنتج الغذائي من حيث الجودة ". ورأى ان "إستخدام الإنتاج في الصناعات الغذائية يضع المزراع امام خيار بيع محصوله بسعر لا يلبي طموحاته، لأن كلفة تصنيع المنتج مرتفعة، اذ تتطلب شراؤه وتخزينه، وبالتالي اذا كان سعر المنتج الزراعي مرتفع ستكون تكلفة الإنتاج مرتفعة كما سعر المبيع، ما يرتّب على الصناعيين حملات تسويقية ضخمة لتسويق منتج غالي الثمن ومرتفع الجودة".
واعتبر ان "الصناعة اللبنانية تملك امتيازات عدّة تخولها المنافسة في الأسواق الخارجية". ورأى ان ارتفاع اسعار المنتجات اللبنانية في السوق العالمية لا يؤدي الى انخفاض مبيعاته بشكل كبير، اذ ان الجالية اللبنانية الموجودة في الخارج تشتري المنتج لسببين: الأول مرتبط بالحنين والارتباط بالوطن، والثاني يتعلق بالجودة. ولفت الى وجود امور اضافية تساهم في استمرارية الصناعة اللبنانية، واهمها النكهة التقليدية اللبنانية التي يدخلها المطبخ اللبناني في صناعة المواد الغذائية، حيث يتم نقل طابع المطبخ اللبناني القديم والعريق بطريقة علمية محفوظة تضمن مدة صلاحياته ووصوله الى المستهلك بنفس النكهة. وشدد على ان "ارتباط هذين العاملين (المطبخ اللبناني والمواد الأولية)، يؤدي الى تقديم منتج لبناني عالي الجودة يحمل شعار "صنع في لبنان" ويتمتع بقدرات تنافسية عالية".
شمعة مضيئة
ورأى خضر ان شعار "صنع في لبنان" حمل ايجابيات كثيرة للمنتجات اللبنانية، اذ ميّز الصناعة اللبنانية، بعد ان اصبح حكراً على المصانع اللبنانية ما اعطى صورة جميلة جداً للصناعة، ليصبح هذا الشعار ذو قيمة اقتصادية كبيرة للصناعيين.
واعتبر ان "الفضل الأكبر في نمو قطاع الصناعات الغذائية في لبنان يعود الى الجاليات اللبنانية في دول الإغتراب، ففي ظل ضيق السوق في لبنان حققت المنتجات اللبنانية اسواقاً خارجية من خلال الجاليات اللبنانية في الإغتراب الذين يمثلون اكبر شريحة من المستهلكين بالإضافة الى الجاليات الشرق اوسطية المرتبطة بالمطبخ اللبناني".
وشدد على ان انتماء الجالية اللبنانية والولاء للنكهة اللبنانية يبقي شمعة الصناعات الغذائية المضيئة في الصناعة اللبنانية مستمرة.
100 منتج
وكشف خضر "ان كونسروة شتورا تقدم "أكثر من 100 منتج من المطبخ اللبناني معبأة بطرق تصنيع غذائي سليم يضمن الجودة لمدة لا تقل عن عام". وشدد على ان "هذه الأصناف تدخل في صلب المطبخ اللبناني وتضم ورق العنب والكبيس والفول والحمص وماء الزهر وماء الورد، والبابا غنوج ومربيات الفواكة واصناف اخرى من المطبخ اللبناني القديم. اضافة الى منتوجات موسمية مرتبطة بمناسبات مثل الجلّاب والتمر الهندي..".
ولفت الى "ان انتاج كونسرة شتورة يصدّر الى اسوق خارجية مختلفة يأتي في طليعتها اسواق الولايات المتحدة، اميركا اللاتينية، اوروبا، دول الخليج وروسيا".
ورأى ان اقفال الحدود كان له اثر سلبي كبير على الصادرات الصناعية وطبيعة تواجد الصناعات الغذائية في الاسواق الخارجية، واذ لفت الى "ان التصدير الى اوروبا لم يتأثر الى حد كبير كونه كان يتم عبر البحر قبل اقفال الحدود"، اشار الى "ان تداعيات سلبية كثيرة طالت الاسواق العربية، حيث ان ارتفاع كلفة النقل وما يترتب عليها من تداعيات سلبية، أفسحت المجال أمام منتوجات تتمتع بالنكهة اللبنانية وتنتج في تلك البلدان، للتواجد أكثر في الأسواق".
مستوى الحداثة
وكشف خضر ان "كونسروة شتورة تعمل على الإطلاع على كل تطور يطرأ في عالم الصناعات الغذائية عبر زيارة المعارض الخارجية". ولفت الى انه "بفضل سعيها المستمر نحو الأفضل، نالت العديد من شهادات الجودة التي تشكل دليلاً واضحاً على حرصها الدائم على ضبط معايير الجودة في مراحل التصنيع كافة، وبعد انتهاء عمليات التصنيع عبر فحص المنتج في المختبرات".
وفي رد على سؤال حول مستوى الحداثة في القطاع، أكد خضر ان "معظم المصانع الغذائية تعتمد على الصناعة التقليدية المطوّرة الى نظام آلي خجول جداً مقارنة بالصناعات الغذائية في الدول المتطورة". واكد ان "سلامة الغذاء وصحة المواطن يبقيان المعيار الأساس في هذه الصناعة، ليبقى شعار الصناعيين الغذائيين في لبنان "غذاؤكم ترعاه أيدي أمينة" مستمراً دائماً ويبقى العمل لتحقيقه متواصل".
واذ اكد ان "لا منافسة أجنبية كبيرة للمنتجات اللبنانية في الأسواق الخارجية ، حيث لا يزال الطلب موجوداً على المنتجات اللبنانية على رغم وجود منتجات مماثلة مستوردة من اليونان ومصر وتركيا". لفت الى ان "تأثير وجود المنتجات المستوردة في السوق الللبنانية ملموس، لا سيما في ظل التراجع الإقتصادي الذي يشهده لبنان حيث يعمد البعض الى تفضيل المنتجات المستوردة الأدنى سعراً".