تخطى نجاح قطاع صناعة الآلات والتجهيزات الكهربائية حدود لبنان، وطاول مختلف دول العالم، حيث تغزو الشركات اللبنانية العاملة في القطاع الأسواق الخارجية متسلحة بجودة عالية كرّستها الحداثة التي تتمتّع بها مصانعها، ومتابعة التطورات العالمية كافة في عالم صناعتها.
وتعتبر صناعة الآلات صناعة أساسية هامة مجهزة تجهيزاً حديثاً تقوم بتصميم وتصنيع القطع والالات الزراعية الصناعية والكهربائية ، كما تقوم أيضاً بعمليات تجديد المحركات بواسطة عمليات الصب والخراطة. ويتبع إنتاج هذه الصناعات عموماً المواصفات العالمية للأصناف المعتمدة ولا سيما المواصفات القياسية البريطانية BSS والمواصفات القياسية الألمانية ((DIN.
وتنتج هذه المصانع 148 سلعة مختلفة، تتضمن مراجل البخار -مضخات السوائل -وحدات تكييف الهواء-ثلاجات على اختلاف أنواعها - أجهزة آلية لرش السوائل -صناعة الآلات -صناعة الحفارات -معاصر ومهارس - آلات ومعدات لتربية الدواجن -آلات صنع العجين والمخابز-آلات الخياطة-آلات فرز وغربلة وغسل وجرش وسحق وخلط الأتربة-آلات تقطيع ولحام أكياس النايلون -صناديق قولبة-أصناف صناعات الحنفيات -محولات كهربائية- بطاريات-القازانات وأجهزة تسخين المياه-مفاتيح ولوحات توزيع الكهرباء-لمبات كهربائية -أسلاك كابلات معزولة-اللوحات الكهربائية -منظمات كهربائية-مثبتات التيار الكهربائي
الأسواق الخارجية
الأسواق الخارجية الرئيسية لصناعة الآلات هي الدول العربية وقبرص ومؤخراً بدأت عمليات تصدير ناجحة إلى عدد من الدول الأوروبية ،الولايات المتحدة وكندا ولا سيما لأفران الخبز الأوتوماتيكية وآلات رش السوائل، كذلك بدأت حركة تصدير منتظمة إلى عدد من دول أفريقيا الغربية ولا سيما بالنسبة إلى آلات تقطيع وتلحيم النايلون والحفارات والمولدات الكهربائية، ومعدات تربية الدواجن وصناعة الحنفيات وآلات تقطيع البلاط.
ويبلغ عدد مصانع القطاع 392 مصنعاً حسب إحصاءات إدارة دليل الصادرات والمؤسسات الصناعية حتى آخر 2015 مقابل 255 مصنعاً حسب إحصاءات 2013.
وتوزع المصانع على المحافظات كما يلي:
جبل لبنان 252 ، بيروت 44 ، لبنان الجنوبي 41 ، لبنان الشمالي 19 ، البقاع 24 ، النبطية 5 ، بعلبك الهرمل 7 .
3 نقاط
حقق هذا القطاع تقدماً بارزاً في ثلاث نقاط من حيث حجم التوظيفات ونوعية الإنتاج والتصدير .
فمن حيث حجم الاستثمار بلغ حجم الاستثمار في هذا القطاع حوالى 100 مليون دولار ما ساعد في توسع هذه المصانع في الإنتاج خاصة مصانع مولدات الكهرباء وذلك تلبية لحاجة الأسواق حيث قامت هذه المصانع بالتعاقد مع الحكومة العراقية السابقة على مذكرة للتفاهم مع الأمم المتحدة لبيع عشرات آلاف المولدات إلى العراق الذي كان يستورد هذه المولدات لسد حاجته للطاقة . وساهم الاشتداد على طلب بدفع المصانع إلى تطوير إنتاجها نوعاً وكماً، ما يساعد هذه المصانع في التوسع نحو أسواق التصدير، واخترقت أسواقاً جديدة خاصة في أفريقيا وفي مقدمها نيجيريا.
صعوبة التصدير
وككل القطاعات الصناعية في لبنان، يواجه قطاع صناعة الآلات تحديات كثيرة. فإضافة إلى صعوبة التصدير نتيجة إغلاق المعابر الحدودية، تعمل شركات القطاع في سوقٍ تحكمها منافسات شرسة وغير شريفة نتجت من تقلص الطلب في ظل التراجع الإقتصادي الذي شهده لبنان نتيجة استمرار الفراغ الرئاسي وما ألقاه من تداعيات سلبية على مختلف مفاصل الدولة، إضافة إلى الإضطرابات التي تشهدها المنطقة العربية والتي كانت لها أيضاً انعكاسات سلبية على الإقتصاد.
وتشير مصادر في القطاع، إلى أن هذه المنافسات قد تكون من أصعب التحديات التي واجهها القطاع عام 2015، إذ تحمل أخطاراً كبيرة على الشركات العاملة فيه حيث تهدد في كثير من الأحيان استمراريتها واستدامة مسار تطورها وبالتالي تضع فرص العمل المطروحة في السوق من قبلها في دائرة الخطر الكبير. وتكمن المشكلة الأساس في تصدير هذا الواقع التنافسي السيء إلى الأسواق الخارجية، الأمر الذي زعزع الثقة بالصناعة اللبنانية في تلك الأسواق وأساء إلى صورة لبنان.
وتشدّد المصادر نفسها على أن الشركات تواجه هذه المنافسة بالمحافظة على جودة إنتاجها كون معايير الجودة العالية تشكل خطوطاً حمراء في سياستها لا يجوز المس بها، إذ إن البقاء أولاً وأخيراً في السوق ومن دون شك سيكون للجودة العالية.
وردّت المصادر تألّق صناعيي لبنان في صناعة الآلات إلى مواكبة التطور الحاصل على صعيد العالم في مجال صناعتهم، حيث عمدوا إلى مجاراة مفاهيم عديدة طرحت من تكنولوجيا خضراء وغيرها. وبناءً عليه، قاموا بتصنيع منتجات تأخذ بعين الإعتبار هذه المفاهيم العالمية، فكان النجاح والانتشار العالمي حليفهم.
واعتبرت المصادر نفسها، أن حنكة الصناعيين اللبنانيين ومهنيتهم كانت عاملاً أساسياً في نجاحهم إذ لا يدركون فقط كيفية اقتناص الفرص الموجودة إنما يعمدون إلى خلقها.