توقع شح بإمدادات النفط مع نمو بالطلب
رجحت وكالة الطاقة الدولية حدوث شح في إمدادات النفط العالمية مع تزايد الطلب الصيني على الوقود وتراجع الإمدادات من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) خاصة من السعودية، مما قد يستنزف المخزونات.
وبذلك تتراجع الوكالة - التي تقدم المشورة في سياسات الطاقة للدول الصناعية الكبرى - عن وصفها في الأشهر القليلة الماضية لأسواق النفط بأنها تحظى بإمدادات وفيرة للغاية.
وقالت الوكالة إنها تتبنى الآن رؤية أكثر "واقعية وبعدا للنظر"، رغم أنه ربما يكون من السابق لأوانه استشعار قلق حقيقي والإعلان عن بداية دورة سوقية جديدة أو العودة إلى السوق الصاعدة.
وقال التقرير الشهري للوكالة "بشكل مفاجئ تبدو السوق أكثر شحا مما كنا نعتقد"، وأضاف أن مخزونات النفط في الدول المتقدمة الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بدأت تتراجع بعد نموها لفترة طويلة.
وذكرت الوكالة في تقريرها أن الطلب الصيني على النفط وكذلك إمدادات السعودية - أكبر مصدر للنفط بالعالم- معقدان للغاية بحيث يتعذر إعطاء تفسيرات سريعة.
ولفتت إلى أن انخفاض الإمدادات السعودية لا يرجع -كما يبدو- إلى اعتبارات تتعلق بالأسعار بقدر ما يرجع إلى الطقس.
وتابعت أن انخفاض الطلب المرتبط بتشغيل مكيفات الهواء إلى جانب تراجع الطلب من مصافي النفط التي تجري أعمال صيانة موسمية ربما يساهم بشكل كبير في تفسير تراجع الإنتاج، ليس هناك ما يدعو لقلق السوق العالمية.
وتراجعت إمدادات أوبك من الخام في ديسمبر/كانون الأول إلى أدنى مستوياتها في عام لتصل إلى 30.65 مليون برميل يوميا بفعل انخفاض الإمدادات السعودية والعراقية.
ورفعت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها للطلب على نفط أوبك للعام 2013 بواقع 100 ألف برميل يوميا إلى 30 مليون برميل يوميا، غير أنه لا يزال أدنى من معدل الإنتاج الحالي.
وبشأن استهلاك الصين للنفط، بينت الوكالة أن مؤشرات الاقتصاد الصيني الصادرة في الفترة الأخيرة تشير إلى احتمال ارتفاع معدل استهلاك النفط بعد تباطؤ في النمو الاقتصادي العام الماضي.
وأضافت أنها رفعت توقعاتها لمعدل الاستهلاك العالمي للنفط في 2013 بواقع 240 ألف برميل يوميا ليصل إلى 90.8 مليون برميل يوميا، بما يمثل زيادة بنحو 930 ألف برميل يوميا أو 1% مقارنة بـ2012.
ومن المتوقع أن ترتفع صادرات الدول غير الأعضاء في أوبك بواقع 980 ألف برميل يوميا إلى 54.3 مليون برميل يوميا، وهو أعلى معدل نمو منذ العام 2010.