التفاؤل يسيطر علي أجواء دافوس الاقتصادي
يعتبر منتدى دافوس الإقتصادي العالمي, أكبر مؤتمر دولي يجمع قادة العالم, وكبريات المؤسسات الإقتصادية,والمصرفية لمناقشة الأوضاع الإقتصادية على مستوى العالم، والمؤثرات السياسية والبيئية والمناخية المؤثرة عليها.
ووفق تقرير للفايننشيال تايمز يعد منتدى دافوس من أهم الملتقيات الدولية، والذي يعقد بانتظام منذ أن أطلقه مؤسسه كلاوس شواب عام1971, وأصبح منذ هذا التاريخ بمثابة ملتقى يبحث كيفية تعزيز التفاهم بين السياسيين والقطاع الخاص ممثلا في كبريات المؤسسات العالمية المشاركة في المنتدى. يحظى هذا المنتدى كل عام بحضور قيادات دول كثيرة, ورؤساء حكومات, إضافة إلي ممثلي المؤسسات العالمية الدولية ويعد فرصة كبرى لعقد الصفقات الثنائية, وإجراء الحوارات السياسية والإقتصادية المهمة.
موضوع قمة هذا العام ديناميكية مرنة والذي ينظر للمستقبل بطريقة أكثر ديناميكية ومرونة وإكتساب القدرة على التكيف مع الأوضاع والظروف المتغيرة.
المؤتمر الذي يدفع المشارك الواحد به نحو22 ألف فرنك سويسري, فيما تصل رسوم العضوية إلى 500 ألف فرنك سويسري نجح في أن يصنع لنفسه صورة ذهنية تجعله حلما لكل من يحلم بالإنضمام للصفوة, والمشاركة في كيفية تغيير العالم, أو على الأقل وضع السياسات التي تتحكم في إقتصادات العالم الحر.
وإذا كانت السياسة هي المحرك للإقتصاد في العقود الأخيرة, فإن قمة دافوس هذا العام ـ وفق تقارير لوكالات أنباء عالمية ـ كانت أقل تشاؤما من العام الماضي فيما يتعلق بوضع الإقتصاد العالمي الذي يحاول أن يبرأ من أسوأ كارثة مالية عالمية عانى منها لسنوات, وفي هذه القمة التي إلتقى خلالها قادة أكثر من45 دولة, ومن خلال2500 مشارك من صانعي القرار السياسي والإقتصادي والإستثماري, بدا واضحا بالنسبة لبعض المراقبين أن الإقتصاد العالمي سيخرج من كبوته بعد أن أوشكت أزمة منطقة اليورو علي الإنتهاء.
هذه الروح المتفائلة دعت مين زهو نائب مدير عام صندوق النقد الدولي للمقارنة بين قمة العام الماضي وقمة هذا العام, حيث كان قادة العالم العام الماضي قلقين من أزمة اليورو والأزمة المالية الاميركية, إلا أن ما تم إتخاذه من تدابير ساهم في تهدئة الامور هذا العام, إلا أنه نادي رغم ذلك بضرورة الحذر. ووفقا للرئيس التنفيذي لشركة جي بي مورجان تشيس فإن القلق تراجع حيال القطاع المصرفي العالمي الذي بدأ يطوي صفحة صعبة في تاريخه شهد خلالها العديد من الأزمات.
وشهدت قمة العام الجاري تواجدا إفريقيا مكثفا مع حضور قيادات إفريقية مهمة, وشاركت جنوب إفريقيا ونيجيريا في جلسة بعنوان إزالة المخاطر, وبدا واضحا أن دول إفريقية كثيرة تعرض فرصا للإستثمار, وأن هناك إهتماما مصرفيا بإفريقيا وخاصة من الصين.
وقد طغت مشكلات الإتحاد الأوربي على دافوس, وتعلقت الأنظار برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي كان قد أعلن من قبل طرحه لإنسحاب بريطانيا من الإتحاد الأوربي على الإستفتاء, فيما تحدثت إنجيلا ميركل المستشارة الألمانية حول الاصلاحات الهيكلية محذرة من خطورة التباطوء في عملية الإصلاح على أوروبا.
وبات واضحا من قمة هذا العام أن المنطقة العربية لاتزال أسيرة التوتر السياسي، فيما بدأ العالم يتعافي إقتصاديا، وهو ما يعني أن الصفقات ستطير فوق الحدود العربية ما بين الشرق والغرب.