
انهيار روسيا" نظرية اطلقها الكاتب فان خايون في صحيفة" هوانكايو شيباو" الصينية على خلفية الوضع الصعب للاقتصاد الروسي. وتعتمد هذه النظرية على التراجع الكبير الحاصل في أسعار النفط العالمية وبالتالي تراجع أكثر من 50% للميزانية من إيرادات النفط والغاز بالاضافة الى العقوبات الغربية، الذي تسبب بنزوح رؤوس الأموال الروسية إلى الخارج، مما جعل السيولة تتقلص وصعب على الشركات الدفع والاستثمار. وفي العام الماضي، انخفض الناتج المحلي الإجمالي في روسيا بنسبة 3.7%، ومن المتوفع استمرار النمو السلبي للاقتصاد هذا العام. كما نخفض إجمالي الواردات والصادرات بشكل حاد، وانخفضت التجارة بين روسيا وأوروبا بنسبة 38.5% ومع الصين - أكثر من 25%. وبسبب الحظر المفروض على استيراد سلع ذات جودة عالية، لحقت بها ضربة واضحة بالسكان أصحاب الدخل المالي العالية. ويعد الوضع في روسيا هو الأكثر صعوبة منذ عام 1998.
ومع ذلك، لا يؤكد المحلل انهيار الاقتصاد الروسي وحدوث أعمال شغب في المجتمع الروسي وسقوط السلطة السياسية، لكنه يوصف الوضع الاقتصادي الروسي بألوان قاتمة وعلى الرغم من الانخفاض الحاد في الناتج المحلي الإجمالي والانخفاض في احتياطيات النقد الأجنبي، لا يزال مجموع ديونها أقل من 30% من الناتج المحلي الإجمالي، وعجز الموازنة - 2.6% من الناتج المحلي الإجمالي، وهي أرقام بعيدة جدا عن أزمة في التسديد والدفع.
وبسبب استراتيجية مكافحة الأزمة للحكومة أوقف الركود الاقتصادي وكانت هناك زيادة مقارنة مع الفترة السابقة. وعلى الرغم من ارتفاع أسعار بعض السلع والمواد الغذائية إلا أن المخازن والمحلات لا تزال ممتلئة بجميع أنواع السلع ويواصل السكان اقتنائها .
اما المواطنون فيعترفون بوجود مصاعب تواجههم ولكن على الرغم من ذلك لا يشعر إلا القليل منهم بالتشاؤم. ويستمر نمو عدد سكان روسيا ويزداد كذلك متوسط العمر. بشكل عام يمكن القول إن أي أزمة ستواجه روسيا لن تكون أشد من أزمة عام 1998 ولن تكون مجرياتها وعواقبها أقسى مما جرى في الفترة الأولى من تسعينات القرن الماضي. ومن مميزات روسيا انها تعتبر أكبر قوة في العالم مكتفية ذاتيا ولديها أراض واسعة وموارد طبيعية وفيرة، وإمكانات علمية وتقنية قوية ومستوى التعليم الروسي يبقى عاليا، وكل ذلك يعطيها "مجالا كبيرا للمناورة".وحقق الإنتاج الزراعي الروسي في السنوات الأخيرة تقدما كبيرا فقد بلغ محصول الحبوب في العام الماضي أكثر من 104 ملايين طن، صدرت منها 30.7 مليون طن. وتبقى الطاقة والحرارة والكهرباء وفيرة في روسيا.