
رأى سلامه في مؤتمر الشمول المالي: " ان القطاع المصرفي له مردود ايجابي ليس فقط على الإقتصاد، بل على الإستثمار، الإستهلاك، وأيضا على خلق فرص عمل، وعلى الإستفادة من التطوير بهندسات وتقديمات مالية مهمة. اليوم، ولكي يستطيع ان يحصل الفرد على قرض له علاقة بالتحصيل الجامعي، يجب ان يكون لديه حساب في مصرف، كذلك هو الأمر لمن يرغب بتأسيس شركة في قطاع اقتصاد المعرفة وأيضا لمن يريد تأمين غاياته الشخصية أو الإستفادة من التسليفات التي لها علاقة بالإستهلاك".
أضاف: "باعتقادي، ومن غير ان يكون لدي احصاءات، يوجد في لبنان نسبة أعلى من الإندماج بالقطاع المصرفي من تلك التي تشير اليها الإحصائيات، بالأخص أنه لا يمكننا من خلالها معرفة العدد الفعلي لسكان لبنان قديما. فانطلاقا من هنا، ونظرا لإنتشار الفروع، وإنتشار ماكينات الصراف الآلي ((ATMs، ونظرا للتحفيزات التي أقمناها من أجل ان يكون هنالك فروع في المناطق النائية بحيث اعتبر هذا الفرع خارج عن المعادلة التي يحق للمصرف بها، إذ يحق للمصرف فرعين بالسنة، كذلك أيضا، اذا أقام فرعا يقدم خدمات الكترونية فحينها يسمح له بثلاثة فروع. هذه التدابير (انتشار الفروع والـATMs وادخال التقنيات) حتما تسمح بأن يكون هنالك انخراط اكبر للمجتمع مع القطاع المصرفي".
وتابع: "ما يهم مصرف لبنان هو الإستقرار التسليفي وهذا مؤمن. لا نقدر بأن نسمح لأي مصرف بأن يفلس، وقانون الدمج موجود لحل هكذا حالات وهذا يطمئن المودع ويطمئن كل من يتعاطى مع القطاع المصرفي. اهتم مصرف لبنان بتطوير انظمة الدفع وتوطين المعاشات بالأخص في القطاع العام مما أتاح لشريحة كبيرة من المواطنين بأن يصبح لديها حسابات مصرفية تتمتع بدقة وسرعة في تنفيذ العمليات. فساهمت هذه الأمور بالتأكيد على التحفيز والدعم. إن استقرار سعر صرف الليرة الذي هو مستمر يعطي ايضا سمعة طيبة للقطاع النقدي. انخفاض الفوائد الذي تم عبر السنين ساعد بتحفيز التسليفات، فنسبة الإقتراض لدى الأسرة اللبنانية مقبولة اليوم كون خدمة هذا الإقتراض لا تتعدى الـ44% من مدخولها بما فيها القرض السكني. فالإطار العام الذي وضعناه، إطار يحفز لتعاط أكبر مع المصارف ونحن كنا قد اتبعنا من الأساس سياسة التنسيق معها. نبحث تعاميمنا وارشاداتنا وتوجهاتنا مع القطاع المصرفي، مما يصب في اهتمامنا الكائن بحسن التنفيذ وبأن يلقى النجاح. وهذا الأمر تحقق وكان ناجحا".
وأردف: "لدينا طاقات مهنية مهمة في القطاع المصرفي اللبناني ولقد وضعنا شروط خاصة للمتعاملين مع المستهلك حيث يشترط بأن يكون للمتعاطين مع المستهلك شهادات معينة ومتخصصة. إن وجود وحدة متخصصة بحماية المتعاطي مع المصارف في لجنة الرقابة خطوة مهمة علما بأنه لا يزال هنالك الكثير من الدول التي لم تقدر لغاية اليوم ان تقوم بها. ولكننا أتممنا هذا الشيء وبالتعاون مع المصارف. إن رفع رؤوس الأموال ونسب الملاءة بالنسبة لمعايير بازل 3 هو بمثابة دعم يؤكد على سلامة وأمان الأموال المودعة بالقطاع المصرفي، في لبنان اليوم فائض في السيولة وعند المصارف قدرات للتسليف. الطلب اصبح اقل، كما تبين في احصاءات السنة الماضية، ولكن ذلك يعود الى الأوضاع الإقتصادية التي هي متأثرة بالوضع العصيب في المنطقة".
وختم: "أعطى لبنان فعليا إشارات ايجابية بالنسبة لما يجري في المنطقة وفي الجوار، مما يشير على انه لا يزال لدينا في لبنان قدرات مهمة ومناعة كافية لحماية الاستقرار بالرغم من ظروفنا الصعبة، ولهذه المؤشرات أن تشجع اللبنانيين لتعاط أكبر مع القطاع المصرفي. هذه الامور كلها تم العمل عليها عبر السنين وتأكدت نتائجها بالفعل. لم يخسر أي مودع أمواله في القطاع المصرفي. لقد تدخلنا مرارا عدة لجعل التعاطي مع القطاع المصرفي متمتعا بالمرونة اللازمة كما جاء اخيرا في التعميم الذي اصدرناه والذي سمح بإعادة جدولة الديون وايضا بالدعم الذي منحناه لبعض القروض ولبعض المؤسسات مثل مؤسسة كفالات. هذا اليوم مهم بالنسبة الينا ونأمل أن نظل مواظبين على جهودنا وقائمين بواجباتنا للحفاظ على الإستقرار".