
نظمت وزارة الصناعة ورشة حول "سلامة الغذاء في صناعة منتجات الحليب"، بالتعاون مع السفارة الإيطالية ومع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية - اليونيدو، وكلية العلوم الزراعية والغذائية في جامعة الروح القدس - تحدث وزير الصناعة حسين الحاج حسن عن اهمية قطاع إنتاج وصناعة الحليب، مؤكدا ضرورة الاهتمام بالجودة وسلامة الغذاء ورأى ان هناك دائمًا حوادث تحصل في الزراعة والصناعة، لكن عندما يكون المنهج سليماً تخف المخاطر. واضاف في الصناعة هناك ما يسمى بتقييم المخاطر وإدارتها أما الهدف فيكمن في تخفيف المخاطر وصولاً إذا أمكن إلى إلغائها وانتاج صناعة سليمة. إن الجودة وصحة البيانات أي صحة المعلومات المدونة على المنتج توفر سلعة ذات سمعة وجودة مستقرة ومحتوى مستقر. وهذا من أهم مبادئ الصناعة والزراعة". وأشار إلى أن الموضوع الثاني يتعلّق بتحركات منتجي الحليب و إنهيار سعر الحليب الطازج الناتج عن عوامل عدة. واعلن دعوته لكل من وزير الزراعة أكرم شهيب ووزارة الاقتصاد للجلوس مع منتجي الحليب لاتخاذ الإجراءات السريعة للمعالجة".
ووجه نداء لفتح أسواق أوروبا أمام إنتاج اللبنانيين، لافتًا إلى "أن صادراتنا إلى أوروبا تبلغ 300 مليون دولار في حين أن صادرات أوروبا إلى لبنان تصل إلى 8 مليار ونصف مليار دولار". معتبرًا "أنه إذا صدّرنا هذا الإنتاج إلى الدول كافة تزداد صادراتنا من 3 إلى 5 مليار دولار ورأى انه إذا لم نتمكن من رفع الصادارت اللبنانية من 3 مليار ونصف دولار في العام 2015 إلى 6 مليار دولار خلال سنتين أو ثلاثة نكون بذلك نتكلم كلامًا بلا طائل ولا قيمة له سياسيًا وعلميًا واقتصاديًا" على الهبات والقروض ومن يريد فعلاً استقرارًا إقتصاديًا وأمنيًا فليستمع إلى ندائنا".
من جهتها قالت عميدة كلية العلوم الزراعية والعلوم الغذائية في الجامعة الدكتورة لارا حنا واكيم التي أكدت "أن منتجات الحليب تعتبر معياراً لتغذية صحية ومتوازنة فهي تشكل محطة قوة غذائية مهمة في كل مراحل الحياة إذ تعتبر مصدر غني بالمركبات الغذائية الضرورية للصحة وأداء الجسم بشكل سليم وصحي. من هنا، كانت أهمية سلامة الغذاء في صناعة منتجات الحليب والتي غدت أولوية من الأولويات الصحية العمومية، ذلك أن ملايين الناس يصابون بالأمراض والكثير منهم يقضون نتيجة تناول أغذية غير مأمونة مصدرها الحيوان".
كما أشارت إلى "أن سلامة الغذاء هي نتيجة عمل مستدام ومستمر، لا يتوقف بالحصول على الشهادة المعينة أو بالخضوع لدورة تدريبية، وإنما تتحقق بالالتزام الدائم بالمعايير والشروط ومن خلال الاستفادة من التدريب المستمر، على أن يشمل التدريب كل المؤسسات التي تعنى بالسياحة والغذاء في المناطق اللبنانية كافة".
وشددت على "أن دور المؤسسات الأكاديمية هو مرتبط مباشرة بالتعاون الوثيق مع القطاعين العام والخاص وبالتدريب المهني لأصحاب الخبرات من خلال تعزيز دور علماء وتقنيي الغذاء في المحاضرات العلمية وتوخي الدقة بالمعلومات والمفاهيم، وذلك لا يتم إلا عبر التنسيق مع ذوي الاختصاص وتفعيل دور الجامعات في بناء ثقافة السلامة الغذائية عبر الخدمات المواكبة في محيط الجامعات الحيوي".
أما ممثل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في لبنان، اليونيدو في لبنان كريستيانو باسيني فاعتبر "أن ورشة العمل هذه هي خطوة متقدمة باتجاه دعم طويل الأمد لموضوع سلامة الغذاء في لبنان. فقدصمم هذا المشروع لدعم الدولة اللبنانية والقطاع الخاص في لبنان بهدف خلق صناعة مستدامة وفرص عمل جديدة. وهو يساهم في مساعدة الصناعة اللبنانية على تأمين متطلبات سلامة الغذاء ليقبلها المستهلك اللبناني ورفع مستوى المنافسة محليًا وإقليميًا".
وألقى رئيس مكتب التعاون الإيطالي في لبنان جياندريا ساندري كلمة نوّه فيها بأهمية هذا المشروع، ليس بسبب التجهيزات المتخصصة ذات النوعية العالية فحسب بل بسبب التدريب التقني والمهني الذي قدّم إلى الصناعيين وموظفي الشركات في منطقة البقاع والشمال في لبنان وهي أكثر المناطق استقبالاً للاجئين السوريين، وذلك بهدف زيادة أرباحهم وتحسين قدراتهم وتحسين منتجاتهم. وأعلن عن خطوات لاحقة مع وزارتي الصناعة والزراعة والسفارة الإيطالية لتنفيذ مشاريع متنوعة تصب في هذا الإطار.
".