"قرطاس للمعلبات والتبريد" .. السبّاقة في عالم الصناعات الغذائية
حاماتي: جودتنا سلاحنا
في مواجهة المنافسات
عام 1925 ومع الراحل إميل قرطاس، بدأت رواية عمل شركة "قرطاس للمعلبات والتبريد" في عالم الصناعات الغذائية. نعم، إنها رواية طويلة مليئة بمحطات نجاح كثيرة عن شركة لبنانية طافت بصناعتها بلداناً كثيرة من العالم.
قبل 92 عاماً، وتحديداً في ربيع عام 1924 ومن بلدة رأس المتن، ولدت فكرة تصنيع مواد غذائية وتصديرها إلى سورية بينما كان إميل قرطاس يساعد والدته في إعداد المربي ويعمل على إعداد أطروحة ليقدمها للجامعة الأميركية في بيروت، فاتخذ من صناعة المربيات وتصديرها إلى سورية موضوعاً لها.
عمل إميل قرطاس آنذاك بجهدٍ كبير، ليتمكن في عام 1925 من إتمام أطروحته، وتقديم أولى منتوجاته، ليتابع سيره في الطريق نفسها حيث تعلم صناعة المربيات في دبلن، لتبصر شركة قرطاس للتعليب النور عام 1927 التي ما لبثت أن شهدت عام 1930 نقلة نوعية عبر افتتاح مصنع في منطقة الجديدة.
خبرة كبيرة
منذ ذاك الحين، تعمل شركة قرطاس بجد كبير، متخذة من الجودة أساساً لعملها، موليةً لحاجات زبائنها اهتماماً كبيراً. هذه الأمور مجتمعة جعلت شركة قرطاس للمعلبات والتبريد سبّاقة في عالم صناعتها، فوفقاً لمدير المبيعات والتسويق جاك الحاماتي " تسجل شركة قرطاس منذ تأسيسها حتى اليوم نجاحاً تلو الآخر بسبب التطور والتوسع المستمرين اللذين تشهدهما على صعيد الأسواق والمنتوجات المطروحة من قبلها". ولفت حاماتي إلى أن "سنوات الخبرة الطويلة جعلت من قرطاس سبّاقة في مجال صناعتها، فهي إضافة إلى أنها كانت أول من علب الحمص بالطحينة في الشرق الأوسط، كانت أيضاً السباقة في تقديم مروحة واسعة جداً من المنتوجات لزبائنها في لبنان وفي الأسواق الخارجية على حدٍ سواء".
منتجات متنوعة
وأعلن حاماتي "أن منتوجات قرطاس تضم حالياً مجموعة واسعة من المنتجات التي من شأنها تلبية حاجات المستهالكين إلى حد كبير". وكشف "أن هذه المنتجات تضم المربيات، والفول والحمص والباباغنوج والحمص بطحينة وماء الزهر وماء الورد والحلاوة والطحينة والكبيس وزيت الزيتون وخضار متنوعة من بامية وملوخية وبازيلا ،...".
وأشار إلى طرح منتجات جديدة في الأسواق من حلاوة ومربيات من دون سكر وتضم مربى المشمش والتين والفريز والأبوصفير والسفرجل الخالي من السكر ما يجعلها مناسبة لمرضى السكري وللراغبين في تنفيذ حميات غذائية.
ضبط الجودة
وشدّد حاماتي على "أن شركة قرطاس تولي عمليات التصنيع أهمية كبرى، حيث تتابعها من ألفها إلى يائها لضمان تقديم إنتاج يتمتع بجودة عالية وخالٍ من أي شوائب على صعيد التعبئة". ولفت إلى أن "منتوجات شركة قرطاس خالية من أي مواد حافظة أو ملونة حرصاً على بقاء منتوجاتها أكثر قرباً للمنتوجات المصنعة بأساليب تقليدية".
وأعلن أن "شركة قرطاس تدرك إلى حد كبير أهمية المواد الأولية المستخدمة في صناعتها، وبناء عليه معظم المواد الأولية في منتوجات قرطاس تزرع في سهل البقاع في لبنان، فيما يتم استيراد السمسم من السودان والحمص من تركيا"
وكشف أن "شركة قرطاس وبهدف حماية جودة المنتج إلى حد كبير، تتبع نظام تعبئة ذا معايير دولية قادر على جعل منتجاتها تتمتع بمعايير عالية جداً من السلامة الغذائية".
وشدّد على أن "حداثة مصانع قرطاس تؤدي دوراً كبيراُ في تقديم منتوجات ذات جودة عالية"، ذكر أن مصنع قرطاس يتيمز بقدرٍ عالٍ من التطور يتوافق ومعايير الـISO 22000.
جوائز متعددة
واعتبر حاماتي "أن الجودة العالية كانت سلاح شركة قرطاس الأبرز في المنافسة الموجودة في الأسواق الداخلية والخارجية. وقال: "تشهد السوق منافسات قوية جداً، تمكنت شركة قرطاس من تخطيها بنجاح كبير نتيجة الأصالة والجودة العالية التي تتمتع بهما منتجاتها، إضافة إلى سعي شركة قرطاس الدائم للحفاظ على علاقته الخاصة والمميزة بزبائنها".
وكشف أن أبواب الأسواق الخارجية شرعت أمام قرطاس منذ ستينات القرن الماضي، وأعلن أن "قرطاس يحتل اليوم مراكز متقدمة في الأسواق الخارجية كأسواق شمال أميركا، أستراليا، أوروبا، أسواق الدول العربية والأفريقية، وأسواق الشرق الأوسط".
ولفت إلى أن "تميّز قرطاس هذا سمح لها بحصد عدد من الجوائز، أهمها شهادة إستحقاق أفضل مؤسسة صناعية لبنانية مصدّرة عام 2004، وشهادة تقدير لإحتلالها المرتبة الثانية في تقييم المؤسسات المرشحة لجائزة أفضل مؤسسة صناعية صاحبة إسم تجاري عالمي.
غياب الدولة
واعتبر حاماتي أن قطاع الصناعات الغذائية يعاني من تحديات كثيرة وسط غياب من الدولة، ورأى أن على الدولة وضع خطة تدعم القطاع تتضمن تسهيلات مصرفيه عبر قروض مدعومة تمكّن الشركات من مواكبة التطور الحاصل في الأسواق. كما شدّد على ضرورة فرض رسوم جمركية على المنتجات الغذائية المستوردة بغية الحد من منافستها للإنتاج المحلي.
وشدّد على أن "قطاع الصناعات الغذائية يعيش معاناة كبيرة، لكن إيماننا بقدرة الصناعي اللبناني على الصمود في وجه التحديات، وحبه لصناعته وإيمانه بوطنه يجعلنا نبتعد عن التشاؤم، إذ إنها عوامل مهمة تساعد الجميع على تخطي الأزمة".