
اختتمت جمعية "العزم والسعادة الاجتماعية" المستوى الأول من الدورة التدريبية التي أقامتها، بالتعاون مع أصحاب الصناعات الخشبية الحرفية والمفروشات، بحفل تم خلاله توزيع الإفادات على المشاركين، في مركز العزم الثقافي (بيت الفن)، في ميناء طرابلس. وألقى أحمد زياد نعيم، كلمة باسم المتدربين في الدورة شكر فيها القيمين عليها، مثنيا على الجهود التي بذلوها في سبيل إعداد المتدربين والمساهمة في تأهيلهم بنجاح، ليتمكنوا من الدخول في سوق العمل، الذي أصبح يتطلب مهارة وتنافسية عالية. وشدد نقيب أصحاب الصناعات الحرفية والمفروشات عبد الله حرب على أن هذا القطاع يشكل عصب الحركة الصناعية في الشمال، مشيرا إلى المعوقات التي ساهمت في إضعاف هذا القطاع في الوقت الراهن، وفي طليعتها الظروف الأمنية التي مرت بها طرابلس. واعلن أن "النقابة الآن تتطلع إلى المستقبل، بدعم ومؤازرة الرئيس السابق نجيب ميقاتي وجمعية العزم والسعادة، التي نعول عليها في تقديم الدعم للمصانع للتمكن من استعادة نشاطها تدريجيا".
كما ألقى المشرف العام على الجمعية الدكتور عبد الإله ميقاتي كلمة نقل فيها تحيات الرئيس السابق نجيب ميقاتي، الذي يشجع دائما على القيام بهذه الدورات التأهيلية للشباب الناشئ الذي لم يستطع أن يتابع تعليمه المدرسي وإختار الإنخراط في سوق العمل، ليكتسب فيه مهنة يعتاش منها".
أضاف: "لقد كان قطاع المفروشات من أهم القطاعات المنتجة في طرابلس، فقد كان يضم آلاف العائلات التي تعمل في هذه القطاع، وكانت المفروشات المصنعة في طرابلس تمتاز بالجودة والجمال، وكانت تحظى بإنتشار واسع في عالمنا العربي. ولكن سرعان ما تراجع العمل في هذا القطاع بسبب منافسة شديدة في الأسعار بين الصناعة الوطنية والمفروشات المستوردة من مختلف دول العالم، وأهمها الصينية والماليزية والإيطالية وغيرها".
واسف لان "الدولة لم تقم بحماية جمركية للصناعة الوطنية، كما كان متوقعا، اضافة إلى ما رافق الفترة السابقة من حوادث أمنية تركت أثرها على جميع القطاعات المنتجة في المدينة، فتراجع العمل في هذا القطاع إلى مستويات منخفضة، وللأسف بات يشكو من كساد كبير".
وتابع: "لا شك في أن النهوض بهذا القطاع يستوجب تدريبا وتجديدا وتسويقا بهمة عالية. فالتدريب يجب أن يكون للشباب على تجهيزات حديثة، وهذا ما قمنا به في جمعية العزم والسعادة بالتعاون مع النقابة، وقد تجلت فيه القدرات الإبداعية عند هؤلاء الشباب الذين نحتفل بتخريجهم اليوم. وأما التجديد، فهو يهدف إلى إدخال تصاميم عصرية يجب السعي للقيام بها بالتعاون مع الفنانين المبدعين في الجامعات والمعاهد الفنية، كما يتطلب إدخال ماكينات حديثة تساعد في تنفيذ هذه التصاميم الحديثة. وأما التسويق، فالمطلوب أن تتكاتف الجهود لأجله مع المنظمات الدولية للخروج من خلالها إلى الأسواق العربية والأوروبية وللمشاركة في المعارض الدولية على حد سواء، وهو يشكل خشبة الإنقاذ الأساس لهذا القطاع".
وختم بالقول: "إن التضامن العملي مع هذا القطاع، يساهم في إنقاذ الوضع الإقتصادي الذي يشكو من جمود كبير، ومن ندرة بالغة في فرص العمل، مما يدفع الشباب إلى هجرة غير شرعية فيها خطر كبير على حياتهم ومستقبلهم". وبارك للخريجين نجاحهم في هذه الدورات، شاكرا المدربين والنقابة التي تابعت برامج هذه الدورة، حتى تكون مستوفية للمواصفات المطلوبة".
وفي الختام، وزعت الشهادات على المتدربين. الجدير بالذكر ان الدورة التي شارك فيها عشرون متدربا تراوحت أعمارهم بين 14 و20 عاما، استمرت لمدة أربعة أشهر، على أن تليها دورات إضافية لمستويات أكثر تقدما.