
نظم "تجمع رجال الأعمال اللبنانيين" برئاسة الدكتور فؤاد زمكحل، "طاولة مستديرة" بعنوان "خلق التآزر بين رجال الاعمال اللبنانيين والإيطاليين" مع سفير إيطاليا ماسيمو ماروتي.
قال زمكحل لقد تغير العالم من حولنا بسرعة نحو عدة اتجاهات فالمستقبل غير مؤكد، والرؤية غير شفافة، والتنبؤات ليست مشجعة. اذ تتحول الحرب ضد الإرهاب إلى حرب عالمية ضد هذه الآفة، ضد هذه الجرائم التي لا تميز بين الجيد والسيء والتي ترهب العالم كله. واضاف: "لا يزال الاقتصاد الأوروبي في حالة ركود في حين أن الاقتصاد في العالم العربي يمر بأوقات صعبة مع سعر برميل البترول 30 $ في ظل عدة حروب مجاورة والتي تشكل عبئا ثقيلا على هذه الدول النفطية. ولفت الى ان الشركات الخاصة تقوم بإعادة هيكلة داخلية لمواكبة هذه التغيرات المتعددة التي يصعب إدارتها، سواء على الصعيد المالي والبشري.واشار بأنه لم نعد قادرين على إدارة شركاتنا واقتصاداتنا ودولنا بنفس الطريقة. فلم تعد نقاط القوة ومزايانا التنافسية وعوامل النجاح الرئيسية يمكن أن تصبح نقاط ضعف لدينا. ولذلك فمن المهم أينما كنا موجودين أن يكون لدينا خطط واستراتيجيات وأهداف نقوم بمراجعتها بانتظام وتكييفها واعادة تكييفها مع الظروف البيئية والإقليمية والعالمية من أجل التمكن من المثابرة والنمو".
وتابع: "لذا، فمن الضروري بناء شراكات موثوقة مع رجال الأعمال الأوروبيين وخلق التآزر الإنتاجي مع رجال الأعمال الإيطاليين بغية تطبيق استراتيجيات جديدة من اجل النمو والتطور. علينا أن نتشارك معرفتنا، وخبراتنا، ومنتجاتنا، وخدماتنا، بحيث يمكن لكل منا تنويع أنشطته بشكل مستقل أو تبادلي أو معا من خلال نظام تحالف استراتيجي.علاوة على ذلك، يجب على مواردنا البشرية وكذلك القوى العاملة المؤهلة وذات الخبرة، التواصل مع بعضهم البعض لتبادل المعلومات والتقنيات، وحتى استخدام النخبة. من ناحية اخرى، نحن بحاجة إلى زملائنا الايطاليين لنكون قادرين على النمو والتطور في أسواق جديدة كما وأنهم بحاجة الينا بالتأكيد للتطور والتوسع في أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية، في هذه الأسواق التي تشهد نموا مهما وحيث سبقنا عدة أجيال من اللبنانيين منذ فترة طويلة واصبحوا راسخين جدا في جميع المجالات الإنتاجية".
وقال: "يمكن النظر الى لبنان أو فهمه على أنه سوق صغيرة مؤلفة من 4 ملايين شخصا، ولكن في رأيي المتواضع هذه النظرة غير صحيحة. ان لبنان هو ويجب اعتباره على انه البوابة المفضلة تجاه منطقة الشرق الأوسط بأسرها. هذه المنطقة التي تشهد حاليا مرحلة إعادة هيكلة والتي تمثل سوقا ضخمة مع الطلب المتزايد باستمرار. ليس سرا على احد بل هذا واقع أن معظم شركات القطاع الخاص المحلية لدينا تعمل، وتستمر وتنمو من خلال فروعها ووجودها الإقليمي والدولي".
وتابع: "بالفعل، ان فائزو الغد هم رجال الأعمال الذين يتمتعون بالشجاعة والجرأة والذين سيحملون غصن الزيتون في يد ومجرفة في يده الأخرى لإعادة الإعمار وسيكونون اول الاشخاص الذين سيتجهوا ن نحو هذه الأرض الخصبة في الوقت المناسب. وبالتالي، لا بد من الاستعداد من الآن لهذه الورشة العظيمة".
ثم تحدث سفير إيطاليا ماسيمو ماروتي وقال: "إيطاليا هي الشريك الأول للبنان ضمن الإتحاد الأوروبي. فلبنان بلد صغير ونقيم معه علاقات إقتصادية وإنسانية جيدة، ولا سيما ما بين رجال الأعمال اللبنانيين والإيطاليين.في عام 2002 دخلت إيطاليا الإتحاد الأوروبي، وكان ينتظرها تحديات عدة إقتصادية واجتماعية، علما أن إيطاليا تتمتع باقتصاد المبادرة والمنافسة. حقق الإقتصاد الإيطالي ولا سيما في الأعوام العشرة الأخيرة نقلة نوعية. علما أن الإستثمارات المحلية في 2011 لم تحقق عائدات كبيرة.نعمل لتحقيق إقتصاد محلي متطور في عام 2020 كبلد عضو في الإتحاد الأوروبي".
وعن "المنتجات الإيطالية التقليدية قال: تعتبر في مقدمة الصادرات الإيطالية نحو الخارج"، مشيرا الى ان "مؤشرات الثقة بالإقتصاد الإيطالي تبدلت منذ نحو 50 عاما حتى تاريخه، مما يعد بمستقبل إقتصادي واعد في بلدنا. ومن أهم صادراتنا الى الدول التي تصدر منتجاتنا الصناعية، فضلا عن الإستثمارات التي نتمتع بها من خلال الطاقة. فنحن مثل لبنان ليس لدينا موارد طبيعية أولية عن التطلعات الإقتصادية الإيطالية: العلاقات الإقتصادية - الصادرات والواردات بين لبنان وإيطاليا يؤمل أن تتطور. علما أننا نصدر منتجاتنا الى البلدان الأفريقية وغيرها. ونريد التركيز من الآن وصاعدا على تعزيز العلاقات بين رجال الأعمال اللبنانيين والإيطاليين".
وقال: "إننا كإيطاليا نتطلع الى العمل معا بغية تعزيز علاقاتنا الإقتصادية، والشراكات المتبادلة. فلبنان هو بلد إستراتيجي في منطقة حوض المتوسط، ولديه إمكانات إقتصادية وثقافية قوية. ونأمل أن نشارك في تطوير البنى التحتية للبنان، بالتعاون مع المسؤولين في الحكومة اللبنانية".
وختم: "أن لبنان يواجه تحديات حقيقية في منطقة الشرق الأوسط على كل الصعد ولا سيما على الصعيد الإقتصادي. نعمل من خلال تقديم الدعم الإقتصادي لتحقيق التنمية والتعاون على كل الصعد مع لبنان.