
دعا صندوق النقد العربي البنوك إلى عدم التوسع غير المبرر في الإقراض ومنح التسهيلات النقدية المفرطة .. وقال إن البنوك تتعرض لمخاطر بسبب التوسع في الإقراض تؤثر سلبا على الاقتصاد ويمكن أن يسبب ذلك أزمات مالية واقتصادية حادة قد تعصف بالاقتصادات الوطنية ويمتد أثرها للاقتصاد العالمي كما حدث في الأزمة المالية العالمية عام 2008 .
وأكد الدكتور سعود البريكان مدير معهد السياسات الاقتصادية - في كلمة ألقاها اليوم نيابة عن معالي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الحميدي المدير العام رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي في افتتاح دورة "الرقابة المستندة إلى المخاطر" التي ينظمها الصندوق بالتعاون مع معهد الاستقرار المالي التابع لبنك التسويات الدولية - ان البنوك تقوم بدور أساسي في النشاط الاقتصادي حيث تقوم بتجميع المدخرات وإعطاء القروض للمستثمرين وتسوية المدفوعات بين الوحدات الاقتصادية المختلفة مما يؤدي إلى رفع معدلات النمو الاقتصادي بالتالي زيادة معدلات التوظيف وتحقيق الرفاه للمجتمع .
وشدد على أهمية مراقبة أنشطة البنوك ووضع ضوابط تضمن سلامة نشاطها دون تكبيلها وضرورة الحد من قدرتها على القيام بأنشطتها المختلفة لدفع عجلة النمو الاقتصادي .
وقال "أصبحت السلطات النقدية في الدول تلزم البنوك العاملة فيها بالتقيد بالمعايير الدولية خاصة معايير بازل لحماية بنوكها من الانهيار والذي إن حدث سيكون له آثار كبيرة على الاقتصاد في تلك البلدان" ..مشيرا الى ما حصل في عام 2008 عندما تضرر عدد قليل من البنوك الرئيسة في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أوروبا نتيجة للإفراط في القروض وكاد أن يؤدي إلى انهيار النظام المالي العالمي.
وأضاف البريكان "رغم أن الدول الرئيسة تداركت الوضع وقامت بإنقاذ بنوكها المتعثرة إلا أن اقتصادات هذه الدول تحملت خسائر جسيمة نتيجة للأزمة الاقتصادية ولم يقتصر أثر الأزمة المالية على تلك الدول وإنما تحملت كثير من دول العالم خسائر كبيرة خاصة تلك الدول التي لديها إستثمارات في الأسواق العالمية بالذات في تلك البنوك التي تسببت في الأزمة المالية العالمية" .
وتتناول الدورة ـ التي تستمر ثلاثة أيام ـ الرقابة على المخاطر حسب متطلبات بازل 3 وتطبيقات إدارة المخاطر في المؤسسات المالية الرئيسة ومخاطر سعر الفائدة وكيفية تقييم إدارة الأصول والخصوم لدى البنك ومخاطر السيولة ودراسة حالة لتقييم الإشراف على بنوك بعض الدول والإشراف على البنوك الكبيرة وتطبيق معايير بازل في الدول العربية