"الحرب مع المجهول الإقتصادي والمالي ستكون أكثر صعوبة في العام الجديد"
عبيد: للتحرك سريعاً لحماية الإقتصاد
تشكل شركة "الأشرفية الدولية لتجارة المواد الغذائية" إحدى أفضل قصص عمل القطاع الخاص الدؤوب الذي يأبى إلا أن يسجّل نجاحات رغم أنف الصعوبات والتحديات. فعلى الرغم من القناعة بدقة المرحلة إقتصادياً وصعوبة الأوضاع، يبقى التفاؤل غالباً على الأجواء في مكاتب "الأشرفية الدولية لتجارة المواد الغذائية"، إذ يتابع المدير الإقليمي للشركة قيصر عبيد كل تفاصيل العمل، فيشرح طبيعة عمل الشركة واصفاً إياه بالمضني في ظل منافسات ومضاربات تشهدها السوق.
مع إطلالة عام 2016، يتفاءل عبيد كل التفاؤل في واقع الإقتصاد اللبناني على الرغم من أن التوقعات مفتوحة على كل الإحتمالات، في ظل استمرار الفراغ الرئاسي وعدم الإستقرار الأمني والسياسي وإمتدادات الأزمة السورية إلى الداخل اللبناني. ويستند عبيد في تفاؤله إلى إحتمالات حصول تسوية عامة في المنطقة يمكن ترجمتها على الأرض والخروج من النفق المظلم.
ورأى عبيد أن الوضع الإقتصادي في لبنان ولا سيما السياحي منه، يعيش في شلل تام في ظل غياب الدولة وإجراءات بعض الدول بعدم إعطاء اللبناني سمات دخول ما يكون عائقاً أمام التطور الإقتصادي. واعتبر أنه " أصبح من الضروري التحرك سريعاً لحماية الإقتصاد اللبناني وحماية النفط وإبعاده عن المحاصصة الطائفية وتعزيز دور الزراعة والثروة المائية.
وقال: "إن النظام الإقتصادي اللبناني مبني على القطاع السياحي في حين أن القطاع مشلول شللاً تاماً منذ أكثر من 3 سنوات حيث كان في فترة ركود إقتصادي نتيجة الأزمة المالية العالمية، هذا إضافة إلى انعدام البنية الإقتصادية السليمة والنظام الضرائبي المتكامل، الذي ينعكس جلياً على الوضع الإقتصادي بانعدام الموارد المالية المبنية على هذا القطاع، إضافة إلى توصيات بعض الدول لرعاياها بعدم السفر إلى لبنان لمحاصرته محاصرة غير مباشرة. وإضافة إلى ما تقدم إن لبنان يتأثر تأثراً مباشراً بإغلاق حدوده البرية السورية أمام حركة النقل البرية نتيجة الوضع الراهن في المنطقة من حروب وهجرات. أما بوادر الخير فنأمل أن تكون قاب قوسين أو أدنى".
الدولة الشريكة
وشدّد عبيد على " أن القطاع السياحي وحيداً منفرداً لا يسعه تحمل التبعات الإقتصادية والسياسية، وعلى الدولة أن تكون شريكته في تحمل واجباتها ودعم صموده من خلال قرارتها وتوجيهاتها وذلك من خلال:
- مبادرة المصرف المركزي إلى دعم المصارف لدعم المؤسسات السياحية بقروض مدعومة من المصرف المركزي بغية الحفاظ على وجودهم وعلى موظفيهم.
- مراقبة هذا القطاع وتفعيله من خلال تخفيض قيمة تذاكر السفر ومراقبة أسعار الفنادق والمطاعم والأماكن السياحية.
- على الضمان الإجتماعي : إعادة دراسة جدول الإشتراكات وتخفيضها لتعزيز راتب الموظف، كذلك دراسة موضوع القطاع السياحي وأخذ حيثياته بعين الاعتبار".
وأشار إلى وجود منافسة قوية في السوق، ولفت إلى أن "انعدام المنافسة الشريفة في السوق المحلية وهروب بعض المؤسسات إلى الأمام لتغطية العجز المتراكم يضعها أمام خطر الانهيار وتفاقم أزمة البطالة. إضافة إلى عجز السلطة التنفيذية والسلطة القضائية في ما خص القضايا التجارية لتحصيل الحقوق والأموال الخاصة".
المجهول الإقتصادي
وفي إطار حديثه عن عام 2016، اعتبر عبيد أن الحرب مع المجهول الإقتصادي والمالي ستكون أكثر صعوبة في العام الجديد من عام 2015، في حال استمرار الغياب الرئاسي واستمرار الأزمة في المنطقة مع تراجع المؤشرات الإقتصادية والإجتماعية، وانخفاض أسعار النفط والذهب إضافة إلى تراجع الصادرات عبر الحدود البرية وتهاوي عناصر النمو الإقتصادي في لبنان، من سياحة وزراعة وإستثمارات خارجية جديدة، ناهيك عن التضخم في البطالة لعدم وجود قوانين راعية وانعدام التقديمات والخدمات الإجتماعية لانغماسها بأزمة النازحين".
وإذ اعتبر أنه على "المشرع المحافظة على الميزة في الإقتصاد اللبناني من سرية مصرفية"، أوضح أن "التجرد عن المصالح الشخصية بهدف المواطن والمواطنية لقيام الدولة، تكمن في الإصلاح الإداري بترشيد النفقات والتوجيه الإداري الذي يساعد في التقدم والتحول في البناء الإجتماعي والإقتصادي للدولة والمؤسسات وذلك من خلال النقد الذاتي البنّاء والمستمر، بمراقبة القرارات السابقة "تحليلها وإعادة تقييمها" لمواكبة التطوير والعولمة وفتح الأسواق، في ظل نظام إقتصادي واجتماعي متطور".
نجاحات كثيرة
وأشار عبيد إلى أن " الأشرفية الدولية لتجارة المواد الغذائية" حققت نجاحات كثيرة كرستها بكسب ثقة زبائنها عبر حرصها على تقديم مواد غذائية عالية الجودة وتتمتع بمواصفات مطابقة لمعايير السلامة الغذائية". وشدّد على أن " الأشرفية الدولية لتجارة المواد الغذائية" منذ تأسيسها تولي عملها اهتماماً كبيراً عبر اتباع آلية تتابع أدق تفاصيل العمل ما ساهم في توسيع نشاطها واحتلالها مركزاً مرموقاً بين الشركات العاملة في مجالها". وقال عبيد: " أعمال " الأشرفية الدولية لتجارة المواد الغذائية" النوعية والمميزة جعلتها رائدة في مجالها، إذ تهتم بشتى أنواع تجارة المواد الغذائية في المنطقة، وفق الشروط الدولية المميزة".
واعتبر أن "تاريخ الشركة الطويل ومسيرتها التوسعية جعلتها تواجه التحديات الكثيرة التي حملتها إليها السوق اللبنانية، إذ شهدت الشركة تحولاً نوعياً في لبنان، وذلك بفضل الخطة العملية المدروسة التي جرى وضعها ووضعت الشركة في موقع منافس لأهم الشركات المثيلة على الساحة اللبنانية، واحتلت مرتبة عالية في مهامها، وصنّفت من الدرجة الأولى في غرفة التجارة والصناعة، حيث شكّلت الشركة مرجعاً مهماً وأساسياً للمؤسسات الخاصة والعامة".
إتفاقات تعاون
وكشف عبيد "أن نجاح الشركة مكّنها من افتتاح فروع عدة في دول مختلفة أبرزها الكويت وقطر ودبي وأبو ظبي وسلطنة عمان والبحرين وأميركا ولبنان، بالإضافة إلى مكتب في سورية، فباتت من أهم شركات تأمين الطعام الجاهز في لبنان والخليج".
وأعلن أن نجاح " الأشرفية الدولية لتجارة المواد الغذائية" مكّنها من إبرام عقود مع أهم المرافق الحيوية والفنادق في لبنان، كما مكّنها من توقيع اتفاقات تعاون مع شركاتٍ عدّة.
وفي حين شدّد عبيد على أن الجودة العالية هي من أولى أولويات العمل في " الأشرفية الدولية لتجارة المواد الغذائية"، كشف أن المواد الغذائية التي تتعامل بها الشركة تشمل ثمار البحر التي يتم استيرادها من الهند والصين وفيتنام وأندونيسيا وكندا، وجميع أنواع الأجبان ذات الجودة العالية التي تستورد من فرنسا وإيطاليا وهولندا واميركا، بالإضافة إلى الخضار المثلجة وتستورد من بلجيكا وألمانيا. كما تشمل المثلجات (الأيس كريم) التي تستورد من سويسرا، وزيت دوار الشمس وزيت الذرة من تركيا وأوكرانيا.