
ترأس وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر اجتماع وزراء النقل العرب في دورته العادية ال 28 اليوم بمقر الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في الاسكندرية، وشارك في أعمال الدورة ال 28 للمجلس وفود تمثل 19 دولة بحضور عدد من الوزراء المعنيين بشؤون النقل والمواصلات، وممثلين (بصفة مراقب) عن المنظمات والاتحادات العربية والدولية العاملة في مجال النقل، إضافة إلى وفد الأمانة العامة لجامعة الدول العربية برئاسة الدكتور محمد بن إبراهيم التويجري، الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية.
افتتح الاجتماع الدكتور إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري وألقى كلمة ترحيب بالمشاركين، ثم تناوب على الكلام وزير النقل بجمهورية مصر العربية ورئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء النقل العرب.
ثم القى الوزير زعيتر كلمة شكر فيها جمهورية مصر العربية وقيادتها الحكيمة بشخص رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، كما شكر الإكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بشخص رئيسها الدكتور اسماعيل عبد الغفار على الإستضافة وحسن الوفادة والإستقبال لافتتاح الدورة 28 لمجلس وزراء النقل العرب ومكتبه التنفيذي في الاسكندرية عروسة البحر الابيض المتوسط، كما اشكر ايضا وزير النقل الدكتور سعد الجيوشي، ورئيس الدورة السابقة على الجهود التي بذلها في اتخاذ القرارات".
وقال: "اهلا وسهلا بكم في هذه الدورة وانه لشرف كبير لي وللبنان ان نرأس الدورة 28 لمجلس وزراء النقل العرب، على أمل ان نكون على قدر المسؤولية واتخاذ قرارات وتوصيات فاعلة، مع التأكيد على العمل سويا لما فيه خير عالمنا العربي نحو واقع افضل في مجال النقل على كل المستويات لأنه هو الاساس في استكمال عملية الترابط فيما بيننا خدمة لشعوبنا في كل الاقطار. وانه رغم الظروف الاقليمية والإستثنائية التي تمر بها أمتنا العربية من إرهاب متنوع الألوان والأشكال ويفتك ويتربص بنا وبأمتنا. نجتمع اليوم في هذا الصرح الاكاديمي الجامع لبحث العديد من المواضيع التي تستدعي المزيد من التنسيق والتعاون والتكاتف بين دول المنطقة في مختلف المجالات لمواجهة التطورات الحاصلة في عصر العولمة والانفتاح، لا بد ان نكون سباقين في كل شيء بالعمل والابداع والتفكير المتجدد المنطلق صوب ابعاد واهداف محددة. وأنه لواجب علينا جميعا ان لا نوفر جهدا من شأنه تعزيز أواصر التعاون فيما بيننا وتوسيع افاقه حتى تحقيق التكامل المنشود".
اضاف زعيتر "اجتماعنا اليوم يؤكد أهمية المشاركة في لقاء العقول واخراج الصيغ ويجمع نخب من خيرة الطاقات من العالم العربي على مستوى الوزارات والادارات العامة ومناسبة لمناقشة وتبادل الافكار والخبرات ومتابعة القرارات والتوصيات. فكلنا ندرك أهمية عمليات النقل بأنواعها برية - بحرية - جوية والتي تدخل في إطار قطاع النقل الذي يمثل واحدا من أهم القطاعات الإقتصادية والأساسية في تحقيق التنمية الإقتصادية والإجتماعية على المستوى القطري والقومي وذلك للعلاقة التشابكية بين هذا القطاع مع معظم بل كل القطاعات الأخرى".
وقال: "من هذا المنطلق أولت جميع القمم الإقتصادية والتنموية ومن قبلها القمم العادية إهتماما خاصا بكل المواضيع المطروحة على جداول أعمالها المتعلقة بشؤون النقل، وأصدرت بشأنها جملة من القرارات الهامة التي تحتاج الى متابعة مدى تنفيذها وإبراز ما تحقق منها والمعوقات التي تواجه تنفيذها".
وتابع: "لقد آن الأوان لوضع حلول جذرية لكل المشاكل والصعوبات التي تواجه قطاع النقل العربي لكي يقوم بمهمته بكفاءة لتحقيق الريادة في تنمية التجارة للدول العربية ودعم الصادرات العربية دون عوائق وفي المساعدة بنقل تكنولوجيا الصناعات الإستراتيجية والتي تمثل وسائل النقل الثقيل وقطع الغيار ووسائل الإنتاج بمختلف أنواعها وإستخدامها، فجميعنا يدرك أن منظومة النقل العربي برية - بحرية - جوية تحتاج الى عدد من المتطلبات".
واعتبر ان "الحاجة لتطبيق الحلول التقنية والممارسات الإدارية الواعية والرشيدة التي يمكنها توفير أكبر قدر من العوائد الإقتصادية والإجتماعية من الإستثمارات في الطرق والموانىء ودرجة عالية من الوعي والرغبة في إحداث الربط الجيد والمتكامل للموانىء البحرية وشبكات الطرق والسكك الحديدية في الدول العربية ببعضها البعض دون عوائق فنية أو صحية أو إدارية أو إجرائية أو لوجيستية وبمنظومة متكاملة تراعي متطلبات الأمن والسلامة وتلافي الكوارث حتى يمكننا جميعا من ربط شبكات النقل المختلفة ببعضها البعض برية وسكك حديد وموانىء نهرية وبحرية مكونين منظومة متكاملة على مستوى الوطن العربي".
وشدد على ضرورة "القطاع الخاص من تمويل الإستثمارات الكبيرة المطلوبة لهذا القطاع الهام. وقد تنبهت لهذا القمة العربية الاقتصادية الأولى التي عقدت في يناير 2009 بدولة الكويت وتضمنه إعلان الكويت الصادر عن القادة العرب وأكد عليه قرارا صادرا عن القمة الإقتصادية الثانية بمدينة شرم الشيخ في يناير 2011. ولا يفوتني هنا الإشارة الى أهمية إتفاقية النقل متعدد الوسائط بين الدول العربية التي أقرها مجلس وزراء النقل العرب في دورته الثانية والعشرين بتاريخ 28/10/2009 وضرورة إستكمال توقيعها من بقية الدول العربية التي لم توقع عليها".
وتابع: "من الواجب علينا والشركات الملاحية العملاقة ان تتجه نحو إقامة التحالفات فيما بينها بهدف الإستفادة من الأصول المشتركة المتمثلة في منشآتها وفروعها لتحقيق المزيد من التوسع والسيطرة على خدمات قطاع النقل وذلك من خلال:
1- إنشاء شركة ملاحية عربية مشتركة من القطاع الخاص مزودة بقدرة تنافسية والوصول لكيان عربي قوي يستطيع مجابهة الشركات الملاحية الكبرى.
2- إعداد الموانىء العربية وتجهيزها لتستوعب الحركة التجارية من المنطقة مع رفع قدرتها على المنافسة من حيث الرسوم والأجور والإجراءات الادارية والجمركية بهدف تفعيل وتطوير التجارة البينية العربية.
3- التوجه بالتعليم والتدريب البحري نحو إعداد بحارة وضباط ومهندسين بحريين تتطابق مواصفاتهم ومهاراتهم مع مُتطلبات سوق العمالة البحرية.
4- إنشاء قاعدة بيانات لتوفير المعلومات والإحصاءات وتوحيد الأنظمة والتشريعات والمصطلحات وإعداد الدراسات والبحوث في كافة مجالات أعمال النقل البري والبحري والجوي.
5- أهمية الإسراع ببناء مراكز رئيسية لصيانة الطائرات وللأحواض الجافة لإصلاح السفن وإعداد وتأهيل الخبرات العربية اللازمة لها".
اضاف: "ان جدول الأعمال يتضمن بنود متعددة ويحتاج منا جميعا لإتخاذ قرارات وتوصيات فاعلة لتطوير افاق التعاون والارتقاء به بالشكل الذي يجعل من هذه الاجتماعات في دوراتها المتعاقبة محطات مهمة لانجاز خطوات جديدة نحو تحقيق عملية التكامل على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي بين دول المنطقة التي من شأنها تحقيق شيء يلمسه المواطن العربي على الأرض كثمرة من ثمار العمل العربي المشترك".
وختم زعيتر "مرة جديدة أتقدم بالشكر لكم جميعا وللأمانة العامة لمجلس وزراء النقل العرب وللأكاديمية العربية للعلوم على الإعداد الجيد لهذا الإجتماع وعلى حسن الإحتفاء"، آملين في تحقيق جميع أهدافنا المشتركة"، وداعيا الى "انعقاد مجلس وزراء النقل العرب في دورته المقبلة في لبنان" معتبرا ان "هذه الدعوة رسمية للأشقاء العرب في الدورة العادية ال 29".
وبعد الجلسة الافتتاحية عقدت جلسة مغلقة للمعنيين لدرس وإقرار التوصيات.
اشارة الى ان لبنان سيترأس بعد تسلمه الدورة 28 لمجلس وزراء النقل العرب لمدة سنة كاملة وتستمر اعمال المؤتمر لمدة يومين.