فرنسبنك .. 9 عقود من النجاح
القصار: نتطلع إلى الأسواق الأفريقية
عمل فرنسبنك في السوق المصرفية ، على مدى أكثر من 9 عقود، محققاً نجاحات كبيرة، إذ لم يقتصر عمله على السوق اللبنانية بل تعداها إلى الأسواق العالمية حيث عزّز المصرف تواجده على مر السنين في 9 دول عدا لبنان.
وكان فرنسبنك في طليعة المصارف التي ارتقت بالقطاع المصرفي إلى المستويات العالمية عبر سيره على درب الحداثة وحرصه على تقديم خدمات مبتكرة غير مسبوقة، وتطويره أحدث المنتجات التكنولوجيّة، التي أُطلقت في الأسواق، لتتناسب مع المتطلّبات المتغيّرة، وتُواكب معايير الصيرفةِ الدوليّة الحديثة، للمضي نحو آفاق جديدة في التجربة المصرفيّة.
وفي هذا الإطار، كشف رئيس مجموعة فرنسبنك عدنان القصار أن "خطط فرنسبنك المستقبلية ترتكز على استراتيجية توسعية ببعديها الداخلي والخارجي، وهي استراتيجية تتميز بمرونتها وديناميتها وقدرتها على تحقيق الأهداف المرجوة منها بفاعلية وفعالية". وأعلن أن على "جدول أعمال فرنسَبنك خططاً في المستقبل القريب للتواجد في الأسواق الأفريقية التي تختزن إمكانيات نمو هامة وتقدم فرص استثمار متعدّدة ومجدية في مختلف القطاعات الإقتصادية المنتجة".
كلام القصار أتى في حديث مع "الصناعة والإقتصاد"، هذا نصه:
كيف تفسّرون تسجيل القطاع المصرفي نسب نمو مقبولة بالرغم من الصعوبات التي تواجهه وتواجه معظم القطاعات الإقتصادية؟ وكيف يمكن باعتقادكم تخطي هذه الصعوبات وتجاوزها؟
إن كل المؤشرات في نهاية النصف الأول من العام 2015 تشير إلى أن أداء القطاع المصرفي اللبناني خلال هذه الفترة كان مقبولا نسبيا، ولا سيما في ظل تواصل تداعيات الأزمات الجيوسياسية التي تعصف ببعض دول عالمنا العربي وتحديدا سوريا وانعكاساتها على قطاعاتنا الإقتصادية المنتجة، وكذلك التجاذبات السياسية الداخلية الحادة في ظل فراغ رئاسي، وعدم انتظام في عمل المؤسسات الدستورية.
هذا الأداء يدل مرة جديدة على صلابة قطاعنا المصرفي وقوته والخبرات الإدارية والتنظيمية التي يختزنها، يعززها إطار تشريعي وتنظيمي دينامي مكتمل الجوانب، في ظل مصرف مركزي بقيادة سعادة الحاكم رياض سلامة ذو الرؤيا المستقبلية الثاقبة، ما مكن القطاع المصرفي من التعامل بنجاح مع مجمل الظروف التي خبرها لبنان على امتداد تاريخه الحديث وعلى تفاوت دقتها من وقت لآخر.
وهذا الواقع أكسب قطاعنا المصرفي ثقة زبائنه الراسخة، وتقدير المؤسسات المالية والمصرفية العالمية، كما والأهم ترسيخ قدرته على النمو وخبرته الواسعة في إدارة الأزمات التي اكتسبها على اختلاف وتنوع تداعياتها.
ومع هذا، يتمثل التحدي الذي يواجهه قطاعنا المصرفي اللبناني اليوم أكثر من أي وقت مضى في معوقات النمو التي تواصلت على امتداد السنوات الثلاث الماضية والمتمثلة ببعديها الداخلي والخارجي وانسحاباتها على نمو قطاعنا المصرفي والحد من قدرات تحقيق نمو أكثر عمقا وأكثر تأثيرا في الدور الإنمائي والتنموي الذي يضطلع به قطاعنا المصرفي في أكثر من اتجاه وعلى أكثر من صعيد.
ما هي أبرز المنتجات المالية الجديدة التي أطلقها مصرفكم في الفترة الأخيرة؟
في إطار القروض التي يطورها باستمرار، يقدم فرنسبنك هذا الصيف عرضا غير مسبوق للقرض السكني المدعوم من مصرف لبنان بموجب التعميم 346 . وإن لهذا العرض ميزات فريدة، إذ إنه أزاح عن كاهل المقترض ثمن التسجيل، مقدما بالتالي قيمة التسجيل كاملة كهدية للمقترض شرط أن تكون الدفعة الأولى 25% من قيمة العقار، وأن تتراوح قيمة القرض ما بين 200 و 800 مليون ليرة لبنانية كحد أقصى، وأن تتراوح مدة السداد ما بين 15 و 20 سنة كحد أقصى.
ويحرص فرنسَبنك دائما على تقديم قروض سكنية تتناسب وأوضاع المستهلكين اللبنانيين المالية، مراعيا ظروفهم ومعدلات دخلهم، لذلك قدم هذه الميزة الفريدة وغير المسبوقة في قرضه السكني الجديد، متخذا على عاتقه المسؤولية الإجتماعية ومساهما بدوره كواحد من أعرق المصارف في لبنان بحلّ أزمة السكن ومنح القروض السكنيّة وتسهيل عمليّة الدفع.
تجدر الإشارة إلى أن فرنسبنك كان قد أطلق أيضا قرضه الرائد للأفراد، الصديق للبيئة Eco-Home Loan لتمويل تكاليف تجهيز منازلهم وفقا لمعايير البيئة السليمة كتخزين الطاقة الشمسية وسخانات المياه عبر الطاقة الشمسية وتركيب الألواح الضوئية لتوليد الطاقة الكهربائية وعزل الجدران والأسقف وتركيب الزجاج المزدوج، مساهما بذلك في توفير النفقات المنزلية للأفراد والحد من استهلاكهم للطاقة.
أما اللبنانيون المسافرون خارج البلاد وتحديدا مستخدمو بطاقات MasterCard من فرنسبنك، فيقدم لهم فرنسبنك فرصة ربح 55 ساعة (Apple Watch) خلال تواجدهم في الخارج. سيتم السحب الأول لربح 25 ساعة في 24 آب 2015 والسحب الثاني لربح 30 ساعة في 6 تشرين الأول 2015 تحت إشراف اليانصيب الوطني اللبناني. العرض ساري المفعول من 20 تموز ولغاية 5 تشرين الأول 2015.
ومؤخرا، وفي إطار اهتمام فرنسَبنك الاستراتيجي بتلبية حاجات عملائه الذين يتعاملون مع الصين طور فرنسَبنك شبكة علاقاته مع البنوك المراسلة في الصين، وأطلق البطاقة الأولى من نوعها في لبنان Platinum UnionPay Card وهي طريقة للدفع يُعتمد عليها وجديرة بالثقة وآمنة لمعاملات الزبائن في الصين.
يُعتبر فرنسَبنك من أبرز المصارف اللبنانية من حيث شبكة علاقاته الدولية مع كبرى المؤسسات المصرفية والمالية ذات الثقل في بلدانها الأم وعلى الساحة المالية العالمية. ماذا حققتم في ضوء هذه العلاقات لتحفيز الإستثمار في التقنيات المتخصصة في توفير الطاقة والطاقة المتجددة ؟
نجح المصرف على امتداد السنوات الماضية في إقامة تحالفات إستراتيجية هامة ومتميزة مع كبار المستثمرين المؤسسيين Institutional Investors الدوليين. في هذا الإطار، وكجزء من مبادراته المتتالية التي أثبت فيها التزامه بمسؤولية الأعمال البيئية والطاقوية والإجتماعية بمعناها الإقتصادي الواسع، كان فرنسَبنك المصرف الأول والسباق في لبنان والشرق الأوسط الذي أنجز في العام 2014 إتفاقية تعتبر الأولى من نوعها، عندما وقع مع مؤسسة التمويل الدولية IFC وبالتعاون مع الحكومة الكندية خطيّ ائتمان بقيمة 40 مليون دولار للاستثمارات في مجال الطاقة المستدامة في لبنان عبر فرنسَبنك وشركته التابعة للتمويل الإيجاري Lebanese Leasing Company. وخصّص هذا المبلغ لتحسين الإنتاج، والحد من التلوث البيئي، وتقليص كلفة الطاقة على الشركات، ما يساهم حتما في تعزيز النمو الإقتصادي. وتلا ذلك توقيع فرنسَبنك خط ائتمان آخر بقيمة 45 مليون يورو مع البنك الأوروبي للتثمير(European Investment Bank) لتمويل مشاريع الاستثمار في قطاعات الطاقة وغيرها للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم. تجدر الإشارة إلى أن تقديم خدمات تمويل الطاقة المستدامة في أنشطة مجموعة فرنسَبنك سيسمح للمجموعة بتوسيع حصتها في السوق من خلال منتجات مصرفية جديدة واستهداف قطاعات جديدة وتحسين منظومة إدارة المخاطر في محفظة أنشطة المجموعة بالإضافة إلى تعزيز الصورة الاجتماعية والبيئية.
ولهذه الغاية، وترجمة لشراكاتنا مع مؤسسة التمويل الدولية، يستثمر فرنسَبنك في موارده البشرية وبمواكبة طاقم من ذوي الخبرة والاختصاص من ال IFC. إذ طوربرامج تدريب خاصة لعناصر وكوادر من فرنسَبنك وتأهيلهم لتسويق هذا البرنامج، ولتقديم النصح للزبائن ودرس الأثر البيئي لاستثماراتهم، أفرادا كانوا أم مؤسسات، وتشجيع المؤسسات اللبنانية على الاستثمار بطريقة ذكية تسمح لهم بالمحافظة على البيئة وتطوير الطاقة والتخفيف من نفقاتها في آن معا. كل ذلك من شأنه أن يساهم في تعزيز الوعي على مدى أهمية المحافظة على البيئة واستعمال الطاقة البديلة من أجل تنمية مستدامة ، آملين أن تكون مبادرتنا إحدى المحطات الأساسية لتحفيز الإستثمار في التقنيات المتخصصة في توفير الطاقة والطاقة المتجددة، لأننا مؤسسة تسعى نحو الإقتصاد الحقيقي المفيد لجميع أفراد المجتمع.
ماذا عن الخطط المستقبليّة لمصرفكم: فروع جديدة، التوسّع خارج لبنان؟
ترتكز خطط فرنسبنك المستقبلية على الاستراتيجية التوسعية ببعديها الداخلي والخارجي، وهي استراتيجية تتميز بمرونتها وديناميتها وقدرتها على تحقيق الأهداف المرجوة منها بفاعلية وفعالية. فعلى الصعيد الداخلي، تمكنت المجموعة من توسيع سلة خدماتها وشبكة فروعها على امتداد مساحة لبنان، والتي تصل حاليا إلى 124 فرعا، وذلك بعد إتمام عملية الاستحواذ على البنك الأهلي الدولي ش م ل ودمجه في عملية تمت بطريقة مبرمجة وسلسة.
أما على الصعيدين الدولي والإقليمي، فقد عزز فرنسَبنك تواجده في الأسواق العالمية في تسع بلدان عدا لبنان. وعلى جدول أعمال فرنسَبنك خطط في المستقبل القريب للتواجد في الأسواق الأفريقية التي تختزن إمكانيات نمو هامة وتقدم فرص استثمار متعددة ومجدية في مختلف القطاعات الإقتصادية المنتجة.
وترتكز استراتيجية المجموعة في هذا الإطار على المساهمة في تطوير الأسواق المالية التي تتواجد فيها وترسيخ مفهومها للصيرفة الشاملة في ظل معايير تقنية وبشرية ومؤسسية متقدمة من شأنها ارتقاء المصرف بمكانته المحلية والعالمية على حد سواء، وتعزيز إمكاناته كمجموعة مالية لبنانية ،عربية، ودولية، تعتمد على قيادة فاعلة وإدارة فعالة يشكلان الضمانة الأساسية لبلوغ المجموعة أهدافها الاستراتيجية.