متحف الأونيكس متى .. نصف قرن من الإبتكار والإبداع
متى: عدم الاستقرار أبرز التحديات
مضى أكثر من نصف قرن على تأسيس نعمان متى لـ"متحف الأونيكس متى" الذي اعتبر في أوائل الستينات المصنع الأول في لبنان من حيث أعماله الفنية والقدرة على الإبداع في تحويل الحجر إلى تحفة.
وكما كل الصناعيين، كان هدف متى آنذاك، وانطلاقاً من إيمانه بوطنه المضي قدماً بالقطاع الصناعي والارتقاء باسم وطنه لبنان عبر عرض إبداعاته ورقي إنتاجه من أونيكس ورخام وغرانيت لكل اللبنانيين والوافدين والسياح العرب والأجانب، الذين يرغبون في بناء القصور والفلل في ربوع لبنان.
وعلى الرغم من ان الرياح جرت بما لا تشتهي سفن متى في ذلك الحين حيث اندلعت الحرب اللبنانية التي أنهكت القطاع الصناعي بشكل عام، بقي متى ثابتاً على عهده إذ عمل على الاستثمار في توسيع مصنعه لتلبية كل حاجات الزبائن ولا سيما بعد استتباب الأمن وبدء عمليات إعادة الإعمار وما شهدته الحركة العمرانية من ازدهار آنذاك.
واكبت الشركة ازدهار الحركة العمرانية بتطور كبير تمثل بإدخال خطوط إنتاج جديدة ومتطورة تعمل على الكمبيوتر والليزر وتعنى بالأعمال الفنية والحرفية، هذه النقلة النوعية أكسبت الشركة رضا الزبائن وولاءهم، كما سمحت لها باحتلال مركز مرموق بين شركات القطاع ليتوسع عملها ويشمل مشاريع كبيرة كالفنادق والقصور والمباني الرسمية.
خبرة مهمة
وأشار مدير الشركة نعمان متى في حديث مع "الصناعة والإقتصاد" إلى أن الشركة تحرص على تقديم كل جديد لزبائنها في مجال عملها، وحالياً تقدم لهم كلّ أعمال الرخام والغرانيت والأونيكس والكوارتز (Quartz) المختصة بتنفيذ المطابخ والحمامات بجودة عالية تضاهي المواصفات الأوروبية والعالمية."
وقال: "تعنى الشركة بصناعة ونحت أشغال الحجر والرخام والغرانيت على مختلف أشكالها وأنواعها من حجر مدقوق ومبوز ومجلي، وصناعة الأدراج والمجالي، وكل أنواع الأعمال المزخرفة".
وأضاف: " عملنا طيلة سنوات طويلة، واكتسبنا خبرة مهمة تمكننا من فهم حاجات زبائننا وإرضائهم مهما اختلقت أذواقهم وتنوعت. الرخام اللبناني من أجود الصناعات وأكثرها طلباً، لذلك نعمل باستمرار على مواكبة كل تطور يحدث والإطلاع على كل ابتكار جديد في مجال عملنا. وفي هذا الإطار، قمنا بتنويع أنواع الحجارة التي نستعملها في عملية التصنيع والتقطيع، وأدخلنا إلى صناعتنا أحدث التقنيات من حيث الالآت والمناشير التي تعمل على الليزر والكمبيوتر".
عدم الاستقرار
ورأى متى أن أبرز التحديات التي تواجه الصناعي اللبناني هي عدم الاستقرار الذي ينعكس بشكل كبير على الإقتصاد، وقال: "في ظل الاضطرابات السياسية في لبنان والمنطقة تشهد الأسواق نوعاً من الجمود، إذ يتروى الجميع في اتخاذ أي خطوة أو الإقدام على أي مشروع وهذا طبعاُ ينعكس بشكل كبير على الطلب على الإنتاج". وأضاف: "إضافة إلى عدم الاستقرار، نعاني من مضاربات كثيرة في السوق ناتجة من نوع من الفوضى. إذ إن هناك كثيراً من المصانع تعمل بشكل غير قانوني وتتهرب من الضرائب ما يسمح لها بتخفيض أسعارها إلى حد كبير ما يلحق بنا خسارات كثيرة".
ودعا متى الدولة إلى " دعم الصناعيين وضبط الأسواق وإيقاف جميع المخالفين عن العمل إذ إن من شأن ذلك حماية القطاع الصناعي بشكل عام ودعمه".