SAAB Enterprise .. نجاح قوامه الحداثة والجودة
صعب: لإستعادة الثقة بالقطاع
عام 2013 وفيما كان لبنان والمنطقة يشهدان اضطرابات متعددة وخطيرة وفي وقت كان يسجل فيه الإقتصاد اللبناني تراجعاً دراماتيكياً، أبصرت شركة “SAAB Enterprise” النور. وقد يظن أي متابع للوهلة الأولى أن عملية التأسيس هذه مغامرة غير مدروسة محمّلة بجرعات تفاؤل كبيرة، إلا أن اللقاء مع مدير عام الشركة هلال صعب بدّد كل الشكوك. فالصناعي الشاب الجالس خلف مكتبه الكائن في مقر الشركة في الشويفات، غاص في الحديث عن القطاع الصناعي حيث عرض أفكاره حول تنمية الصناعة اللبنانية معلناً عن ثقته بالقطاع وإيمانه بنهضة لبنان .
وقال صعب: "ربما يقسو لبنان علينا أحياناً إلا أنه يعود ليغمرنا في أحضانه، فلبنان وطننا ونحن متمسكون به ومتشبثون بأرضه، قناعتنا ان العمل قوة وهذه القوة هي الكفيلة بإيصالنا الى اي مكانة نصبو اليها في العالم. وأشار إلى أن “SAAB Enterprise” انبثقت عن شركة صعب للتجارة والصناعة التي تأسست في عام 1970، وتعمل في مجال البناء والحفر". وكشف أن تأسيس الشركة يأتي في إطار التطور والتوسع الذي شهدته الشركة الأم على مدي أكثر من أربعين عاماً.
الثقة المفقودة
وأسف صعب لعدم الثقة التي يبديها اللبنانيون بصناعتهم على الرغم من الجودة العالية التي تتميز بها والخبرات العالية التي يتمتع بها العاملون في القطاع. ودعا جمعية الصناعيين اللبنانيين وكل المعنيين إلى العمل على استعادة هذه الثقة وتكريسها لما فيه تنمية القطاع الصناعي والمضي به قدماً.
واعتبر أن ما سبق يستلزم عدة خطوات أبرزها الحد من استيراد المنتجات الرديفة للمنتجات اللبنانية، والعمل على الإضاءة على أهمية الصناعة في الإعلام إضافة إلى القيام بحملات توعية للمستهلكين تدفعهم إلى أداء دور الرقيب على الصناعة بما من شأنه الحد من وجود الشوائب في المنتجات الذي يحدث عن غير قصد احياناً او نتيجة تقصير بعض العاملين في عملهم".
وأضاف: "ان تعزيز الثقة بالصناعة اللبنانية مسؤولية مشتركة بين المستهلك والصناعي، فعلى المستهلك ان يعي اهمية دوره في اكتشاف مكامن الضعف في المنتج إذا وجدت واهمية تواصله مع الجهة المنتجة لرفع جودة الإنتاج إلى مستويات عالية جداً، وهذا يؤدي دوراً كبيراً في تنمية القطاع عبر خلق سمعة جيدة ونشر جو من الثقة في الأسواق".
منافسة محدودة
واعتبر صعب أن أبرز التحديات التي يواجهها قطاع الصناعة هي إغراق الأسواق بالإنتاج المستورد الذي يشكل سلعاً تزاحم الإنتاج اللبناني نظراً لإنخفاض أسعاره. وشدّد على ضرورة حماية القطاع من قبل الدولة عبر رفع الرسوم الجمركية ولا سيما أن الإنتاج اللبناني يتمتع بجودة عالية وقدرة على تلبية حاجات السوق اللبنانية.
وأشار إلى أن إنشاء نقابة خاصة بقطاع صناعة المواد المنجمية غير المعدنية قد يكون له اثر كبير في معالجة مشاكل القطاع، إذ سيتم طرح هواجس القطاع من قبل أشخاص ضليعين في العمل به، وبالتالي سيتمكنون من رفع الصوت أكثر وأكثر.
وفي إطار حديثه عن المنافسة الموجودة في الأسواق اللبنانية، أشار صعب إلى أن التنافس في مجال مواد البناء الكيميائية المتخصصة محدود نظراً إلى قلة المصانع العاملة فيه. ولفت إلى وجود بعض المنافسات غير المشروعة التي تعمد في غالب الأحيان إلى كسر الأسعار، وقال: "لجوء البعض في السوق إلى كسر الأسعار يخفّض مستويات الجودة، ولهذا فإن “SAAB Enterprise” لا يمكن أن تسير في هذا التوجه، بل ستبقى على الدوام متمسكة بسلاحها الأوحد "الجودة العالية" لضمان مصداقيتها واستمراريتها في السوق".
وأضاف: "نحن من المؤمنين بصناعة لبنان، وطموحنا أن نكون ممن يعيدون ثقة اللبنانيين بصناعتهم، لذلك ف"الجودة العالية" بالنسبة إلينا هي أحد الخطوط الحمراء التي لا يجوز المس بها خلال عملية التصنيع".
نحو التصدير قريباً
وكشف صعب أن " SAAB Enterprise ستسلك طريق التصدير قريباً إلى الأسواق الخليجية. وإذ لفت إلى أن كلفة الإنتاج في لبنان تفوق كلفة الإنتاج في الأسواق العربية، وأشار إلى أن رهان الشركة سيكون على جودة منتجاتها التي من دون شك ستمكنها من دخول حلبة المنافسة والتفوّق في هذه الأسواق، إذ إن منتجاتها تتمتع بمعايير إنتاجية مميزة تمكنها من منافسة المنتجات الأوروبية".
وأشار صعب إلى أن دخول الأسواق الخارجية سيكون عبر منح وكالات. وإذ كشف أن الشركة قد منحت وكالتين لدولتين حتى الآن، موضحاً أنه إذا لم يكن موضوع منح الوكالات متوفراً في أسواق اخرى، ستتولى الشركة القيام بهذه الخطوة بنفسها.
رضا كامل
وقد أعرب صعب عن رضاه بأداء الشركة، إذ إنه رغم ما يعانيه الإقتصاد اللبناني منذ سنوات تمكنت "SAAB Enterprise " من تحقيق نتائج إيجابية جداً ومشجعة في عملها، وهذا يعود إلى إسم الشركة الجيد الذي انطلقت منه مع ما وثقته من التزام ومصداقية وجودة في منتجاتها إضافة إلى خدمات ما بعد البيع حيث يعمل مع الشركة فريق من المهندسين الاستشاريين الذين يزورون المشاريع ويتدخلون عند اي عثرة وهذه ميزة قلّما تراعيها الشركات الأخرى التي لا تضع هذه المسألة ضمن خطة عملها لا بل تعمل بشكل غير قانوني وتقوم بمضاربات عديدة في السوق".
وقال: "تاريخنا في السوق يعود إلى عام 1970 كما ذكرت، وإنشاء شركة SAAB Enterprise استمرارية لهذا التاريخ، وبالتالي لا يمكننا إلا السير على خطى الشركة الأم التي عوّدت زبائنها على تقديم أعلى مستويات الجودة".
وتابع: "مصنعنا حديث جداً، والحداثة الموجودة فيه تنعكس بشكل مباشر على الجودة والإنتاجية وقدرتنا في الحفاظ على مصداقيتنا ومتابعة زبائننا اذ يتميّز المصنع بالآلات الميكانيكية المتطورة التي تعمل تحت اشراف فني تقني ذو خبرة، كما وأن شركة SAAB Enterprise تطبق نظام الجودة العالمي ISO 9001".
وأضاف: "يضم فريق العمل فريقاً لضبط الجودة والنوعية يواكب المنتج منذ بدء صناعته حتى عملية التوضيب. ويوضع على كل منتج رقم وتفاصيل معينة تمكننا من متابعة أي مشكلة تحصل والوقوف إلى جانب زبائننا في أي ظرف سيء يواجهونه".
وشدّد على أن طريقة العمل في المصنع فيها من الحرفية التي تنبؤ بها النتائج الممتازة لفحص الإنتاج في المختبرات، وهذا يؤكد أن ثقتنا بالأدمغة اللبنانية في مكانها الصحيح، إذ تضم الشركة مهندسين لبنانيين خريجي الجامعة اللبنانية تحديداً".
وأوضح أن "إنتاج الشركة يضم أكثر من 30 صنفاً تختص في مرحلة ما بعد الباطون، وتعالج أي مشكلة قد يتعرض لها البناء". وقال: "إنتاجنا متنوّع نفخر به. وهذا يؤكد كما معظم الإنتاج اللبناني أن جودة الصناعة اللبنانية لا تضاهى".
تفاؤل بالمستقبل