عسل جبل الشيخ .. حكاية شغف
قضماني: القطاع يفتقد للحماية
"حكاية شغف" هكذا وصف حسين القضماني مسيرة شركة جبال لبنان في إنتاج العسل وتسويقه، تلك المسيرة التي امتدت على مدى نصف قرن بذل والده إبراهيم القضماني خلالها جهوداً كثيرة مع النحالين للنهوض بالقطاع ولفت نظر الدولة إليه عبر الإضاءة على إهميته الإقتصادية والبيئية.
اشتهرت منذ انطلاقتها مؤسسة عسل جبل الشيخ بإنتاج أجود أنواع العسل، وخلال سني التوسّع ذاع صيتها من خلال جودة إنتاجها وفرضت نفسها في السوق المحلية والاقليمية كرائدة في تسويق العسل عالي الجودة.
وعلى الرغم من أن إبراهيم القضماني كرّس آنذاك انطلاقة هذا المشروع الريادي وكان له دور فاعل في القطاع كرئيس لجمعية النحالين في لبنان، لم تلق جهوده آنذاك آذاناً صاغية، فإهمال القطاع بقي مستمراً لعشرات السنين حيث كان من أبسط الأمور إجراء إحصاء لخلايا النحل في لبنان لمعرفة حجم القطاع، وهو مطلب طرح عام 1973 ولم يجد آذاناً صاغية إلاّ حين تسلّم الوزير حسين الحاج حسن عام 2011 حقيبة وزارة الزراعة.
وأشار حسين القضماني في حديث مع "الصناعة والاقتصاد" إلى أن "الإحصاءات أظهرت أن القطاع يضم 228 ألف خلية نحل ويؤمّن فرص عمل لما يزيد عن ستة آلاف عامل"، وجزم أنه "يكاد لا يكون للدولة أي فضل في استمرار عمل النحّالين في القطاع الذي تميّز على مر عشرات السنوات بالمبادرة الفردية".
اجراءات صارمة
وقال القضماني: "منذ العام 1966 وحتّى العام 1994 كان عسل جبل الشيخ من انتاج مناحلنا حصراً حيث كانت رقابة النوعية تحت إشرافنا الكامل، ومع ازدياد الطلب كانت إنطلاقة شركة جبال لبنان في العام 1994 حيث أرسينا التعاون مع عدد من مربي النحل ممن يعتمد مقاييس النوعية نفسها التي نعتمد. تجمع محاصيل العسل عند القطاف ثم ترسل العينات الى المختبرات المعتمدة لفحصها وتبيان مطابقتها، بعد ذلك تقدّم للمستهلك تحت إسم عسل جبل الشيخ".
ووصف الجهود التي بذلت لتسويق الإنتاج بالجبارة، فلم يكن أحد يعلم بوجود العسل اللبناني وكانت مهمة إيصاله إلى الرفوف تحدياً كبيراً". وكشف أن " الشركة تصدّر إنتاجها من العسل إلى دول الخليج وأميركا وانفتحت على الأسواق الصينية مؤخراً، وهذا يسجل نجاحاً في سجلها إذ تعتبر الصين أكبر دولة منتجة للعسل في العالم".
وأكد قضماني وجود تحديات عديدة أبرزها منافسة العسل المستورد وغياب استراتيجية وطنية لقطاع تربية النحل.
وإذ رأى أنه يمكن للدولة حماية العسل اللبناني عبر تطبيق المواصفات التي وضعت عام 1999 والتي من شأنها منع العسل المنخفض الجودة من الدخول إلى السوق"، كشف أن " عسل جبل الشيخ يطمح ليكون قاطرة في حملة تثقيفية توعوية حول العسل وأهميته".
شهادات جودة
ورأى قضماني انه "ليس هناك من رصيد لإدارة نوعية العسل أفضل من الخبرة التي تكتسب من خلال التعاطي المباشر مع النحلة. إذ أن مربي النحل المتمرس يعرف تماماً كيف يحافظ على نحلٍ صحي في بيئةٍ نظيفة لانتاج عسلٍ صافٍ سليم...". وقال: "مع ما يقارب ال 50 سنة في تربية النحل يفخر مالكو عسل جبل الشيخ بأنهم ما زالوا هم العاملين في مناحلهم والمشرفين المباشرين على مناحل شركائهم الموردين وهذا ما يُحدث الفارق الكبير في المنتج النهائي".
وشدّد على أن "عسل جبل الشيخ يعتمد آلية معالجة وتعبئة فريدة تحافظ على نظارة العسل وتبقي على مستوى منخفض لمؤشر الـHMF وهو ما يشكل الفارق في الجودة وفي الخصائص الغذائية والشفائية للعسل". واشار الى انه "في هذا السياق تسير شركة جبال لبنان نحو الحصول على شهادة الجودة ISO-22000 خلال العام 2015 ما يعزز حرص الشركة على منع وقوع الأخطاء وتجنب مخاطر سلامة الغذاء تماشياً مع أفضل مقاييس السلامة المحلية العالمية".
وأعلن قضماني أن "مراكز الإنتاج ستشهد توسعاً خلال الفترة المقبلة وستعمل الشركة وفقاً لخطة تتضمن العمل مع 300 مربٍ للنحل، ما سيشكل عائداً إقتصادياً للكثير من المربين وباباً للعديد من فرص العمل كما سيفسح المجال أمام الشركة للانفتاح على أسواقٍ جديدة ترفع إسم المنتج اللبناني عالمياً وتزيد من ثقة المستهلك به".