مؤسسة حديّد .. إنتاج محلي ذو أفق عالمي
حديّد : نعمل على رفع قدرتنا الإنتاجية
بدأت "مؤسسة حديّد" عام 1999 بإنتاج شرائح البطاطا المقلية، لتسجل تحولاً نوعياً في عملها الصناعي والّذي بدأ عام 1960 في مجال تبريد الفاكهة والخضار.
16 عاماً مضت على إنشاء مشروع كان آنذاك طريقه محفوفاً بالمخاطر والتحديات، الّتي تمكنت المؤسسة من تخطيها مع الوقت نتيجة صبر مؤسسها ومديرها العام إيلي حديّد وحكمته في معالجة الأمور والتي تعكس بشكل واضح إيمان الصناعي اللبناني بعمله ونضاله المستمر لكسب النجاح .
وفقاً لحديّد عانت المؤسسة مع إنطلاقها في عملها الجديد آنذاك من صعوبات كثيرة وهذا ليس بأمر مستغرب في لبنان الذي لم يعط قطاعي الزراعة والصناعة الإهتمام والدعم الكافيين. وقال: "كان علينا التعامل مع مزارع منكوب يعاني من غياب أي دعم من الدولة في حين تراكم عدد كبير من العوامل رفعت كلفة إنتاجه، وبالتالي كانت مواد صناعتنا الأولية مرتفعة السعر. كما كان من الصعب علينا إقناع المزارعين بأن صناعتنا تحتاج إلى بطاطا غير تلك الشائعة في السوق، أما البطاطا المخصصة للتصنيع يجب أنّ تتمتع بمعدلات من مكونات كي تصل إلى جودة النوعية المطلوبة ولتأمين هذه النوعية كانت هناك رحلة من التجارب المُرهقة حتى وصلنا إلى نتائج نستطيع اليوم أن نشعر بقسط كبير من الرضى عنها" .
وأضاف: "طبعاً كانت صناعتنا معروفة على الصعيد العالمي قبل عام 1999 بكثير، لكن في لبنان فكانت شيئاً جديداً يُصنع ويُطرح في الأسواق، وهنا وضعنا انفسنا على سكة المواجهة مع إنتاج ذي أفق عالمي. وفي الواقع نتج عن الامر خسائر مالية كبيرة ناهيك عن المعاناة المعقدة لأنّ الناس كان لديهم إعتقاد أنّ كل طعام مجهز يخسر من خصائصه الغذائية، ولا يتمتع بطعم جيّد ومشكوك بسلامته. لذلك إضطررنا لمضاعفة جهودنا وتقديماتنا رغم كل ما جاء أعلاه لضمان الإستمرار وعدم التوقف لنستطيع تسويق إنتاجنا".
وتابع: "كان إنتاجنا بحاجة إلى محال مجهزة بثلاجات ومنذ 16 عاماً لم يكن هذا الموضوع متوفراً كما هو اليوم، فاضطررنا لشراء ما يزيد عن 400 ثلاجة وتقديمها مجاناً لأصحاب المحال".
إجتياز الصعوبات
وأكد حديّد أنه "على الرغم من كثرة التحديات تمكنت المؤسسة من اجتياز مرحلة مهمة في العمل، واستطاعت أن تحقق توازناً يضمن استمراريتها". وكشف أنّ " المؤسسة تشهد تجديداً وتطويراً حيث يجري العمل الآن على رفع القدرة الإنتاجية للمصنع انطلاقاً من قناعتنا الراسخة أن لا مكان لصغارٍ في السوق ".
استمراريتها
وأعلن أن المؤسسة تمكنت من الوصول إلى الأسواق الخارجية في رومانيا، الكويت ، السعودية ، دبي وسورية . إلا أن ذلك لم يذهب بعيداً بسبب الفارق في الأسعار بيننا وبين الخارج الناتج عن إرتفاع الكلفة عندنا. وكشف أن المؤسسة قامت بزيارات كثيرة إلى الخارج بهدف توسيع وتطوير عملها وكانت على أبواب عقد إتفاق JOIN VENTURE مع شركة لاند ويستون العالمية إلا إنّ هذا الإتفاق تعذر مع اهتزاز الوضع الامني.
كما أعلن أن "الشركة عملت على التوسع نحو السوق السورية . فبعد ان كانت تغطي ما يقارب 50 % من حاجة السوق هناك، أنشأت مصنعاً بشخص أحد أعضائها في منطقة عدرا الصناعية توقف عن الإنتاج بعد اندلاع الإضطرابات الأخيرة".
منافسة سعودية
ولفت حديّد الى أنّ المؤسسة تعاني بشكل كبير من المنافسة ولا سيما المصرية والسعودية والاجنبية. وقال: "على صعيد السوق المحلية، أعفت الحكومة البطاطا المستوردة من الرسوم الجمركية في شهرين من العام. وأخضعت الوزارات المعنية الإنتاج المستورد المماثل لإنتاجنا لرسوم مماثلة ، الأمر الّذي يساعد هذا القطاع على الإستمرار، ولو مُتعثراً حتّى اليوم".
واشار الى ان كلفة الإنتاج في لبنان، لأسباب كثيرة، مرتفعة جداً قياساً على الكلفة عند الآخرين سواءً في مصر أو السعودية أو الخارج الأمر الّذي يُبقي وضعنا مهدداً وفي مهبّ الريح .