"بانينو" .. قصة فرن بدأت من أفريقيا وحطّت في لبنان
غنطوس: نواكب العصر والحداثة
بدأت رواية "فرن بانينو " من أفريقيا عام 1957، مع عمل يوسف غنطوس في صناعة الرغيف مستخدماً مخبزاً صغيراً يعمل على الحطب. وبعد 10 أعوام، وفي عام 1967 ومع عودته إلى بلده الأم، أنشأ فرناً تحت إسم "فرن أبو عادل" ليطوره بعد 12 عاماً في عام 1979 عبر إنشاء أول مخبز آلي في الشرق الأوسط تحت اسم "أفران يشوع الحديثة".
ولا تزال رحلة آل غنطوس في عالم صناعة الرغيف مستمرة حتى اليوم، إذ سار نزار يوسف غنطوس على طريق والده ، فطوّر فرن والده وأنشأ فرناً حديثاً يراعي كل المواصفات الأوروبية وشروط السلامة والنظافة كافة تحت اسم جديد "PANINO" ليواكب العصر ويكون هذا الفرن ثمرة عمل الأسرة على مدى 60 عاماً.
وأشار نزار غنطوس في حديث لـ"الصناعة والاقتصاد" إلى أن " بانينو" يصنع الرغيف اللبناني،من الخبز الأبيض بجميع أحجامه وخبر القمحة الكاملة وكل أنواع خبز الدايت والإفرنجي والحلويات العربية والأجنبية. ولفت إلى أنه عمد إلى إدخال عدد من المواد الغذائية إلى الصالة التي يعرض فيها إنتاج بانينو بهدف تلبية حاجات الزبائن أكثر إضافة إلى مقهى قادرة على تأمين راحة الزبائن.
وإذ كشف غنطوس أن لـ"بانينو" فرعان في دبي والكويت يعملان تحت اسم مخبز الأرز منذ عام 1997، لفت إلى عدم وجود أي خطط مستقبلية للتصدير إلى العالم العربي، إنما ستركز استراتيجية التصدير على الأسواق الأوروبية عبر خدمة البيع على الإنترنت.
معوقات
وأشار في معرض مقارنته للسوقين اللبنانية والعربية إلى أن السوق العربية مفتوحة وواسعة، غذ يفوق إنتاج كل من فرني الأرز في دبي والكويت فرن بانينو، وشدّد على أن المنافسة في لبنان أقوى نظراً لعدد الأفران الكبير وما تتمتع به من ماكينات حديثة تميز إنتاجها بجودة عالية.
واشار إلى وجود عدد كبير من المعوقات التي تواجه العمل أبرزها التعقيدات في القوانين التي تحد من قدرة الصناعي على التطور والتوسع. واعتبر أن مسألة ارتفاع أسعار المحروقات عولجت مع انخفاض أسعار المشتقات النفطية، كما أن مسألة جودة الطحين عولجت مع تطور المطاحن على مر السنوات.
وأضاف: " إضافة إلى هذه المشاكل والمعوقات، يبرز تمسك الدولة ببقاء الرغيف خطاً أحمر، ولذلك عند أي ارتفاع لسعر الطحين عالمياً تضطر الدولة إلى تخفيض زنة ربطة الخبز إلى أن وصلت إلى 900 غرام. ومعظم الشعب يظن أن الأفران تتلاعب بالوزن وهذه ليست الحقيقة، الطحين هو مشكلتنا".
تفاؤل بالمستقبل
وفي رد على سؤال حول النزوح السوري وتأثيره على حجم الإنتاج، قال غنطوس: " للنزوح السوري وأثره على الإستهلاك وجهان، الوجه الإيجابي تمثل في ارتفاع الإستهلاك علماً أن الأفران المنتشرة في المناطق الشمالية والبقاعية هي التي استفادت من هذه الزيادة. أما الوجه السلبي فيتمثل في عدم وجود كمية طحين كافية لتلبية هذا الإستهلاك الكبير، ما اضطر الدولة إلى الحد من الدعم المقدم إلى أصحاب الأفران، وهذا طبعاً ألحق أضراراً بهم إذ إنهم ظلموا عندما أصبح حوالى 25% من الطحين المستخدم حراً وغير مدعوم. وأتى قرار الدولة هذا ليقول لأصحاب الأفران: ممنوع أن تقوّوا عملكم".
وأعرب غنطوس عن تفاؤله الكبير بالمستقبل، فالجودة والصدق ضمنا استمرارية أفران يشوع التي تحولت إلى "بانينو" ،عشرات السنوات ، وطبعاً "بانينو" لن يحيد قيد أنملة عن هذين المعيارين ، كما أن "بانينو" طوّر المنتج بشكل كبير، وأضاف صناعات جديدة، وهذا سيعطيه زخماً أكبر.