"الإنماء غروب" .. توسع وتطور متواصلان على مدى 15 عاماً
طباجة: الدولة تساهم في تدهور القطاع السياحي
عمدت إنماء غروب ،على الرغم من القناعة الراسخة بإن الاستثمار في لبنان تحدٍ صعبا في ظل غياب أي دعم من الدولة، إلى إنشاء عدة مشاريع سياحية في مناطق مختلفة في لبنان. ففي عام 1999، أنشأت مشروع فانتازي ورلد ليكون باكورة مشاريعها، وتكر السبحة بعدها، فكانت مدينة فرح في النبطية، ومدينة عالم الفرح في صيدا، فاميلي هاوس في حارة حريك، سيتي بارك في صور، وفاميلي بارك في بنت جبيل.
ولم تقتصر أعمال الإنماء غروب على لبنان، إذ وسعت استثماراتها بالتوجه نحو الدول العربية، فافتتحت مطعمين في العراق و ثلاثة مطاعم في دبي ومطعماً في الكويت وتعمل على الاستثمار في المناطق التي تتميز ببيئة تتناسب وعملها.
وأشار نائب رئيس الاتحاد اللبناني للقطاع السياحي، رئيس نقابة المؤسسات السياحية في الجنوب، والمدير الإقليمي لمشاريع إنماء غروب علي طباجة إلى أن "أهداف المشاريع تنقسم إلى قسمين، الأول يتعلق بالربح والتنمية الإقتصادية والثاني بالترفيه عن المواطنين".
وعن التطور والتوسع الذي شهدته إنماء غروب على مر السنوات، لفت إلى أن "تجربة فانتزي ورلد كانت ناجحة جداً إذ تعتبر من أهم وأقوى المشاريع، ما دفعنا إلى الاستثمار في مشاريع مشابهة في منطقة الجنوب كونه من المناطق التي تحتاج هذا النوع من الاستثمارات".
ورفض طباجة رفضاً قاطعاً إعتبار الاستثمار في الجنوب مغامرة، وأدرجه في إطار المقاومة والدعم الإقتصادي لهذة المنطقة كي تحافظ على صمودها. وقال: "نحن أبناء الجنوب ولبنان، ولولا إيماننا بوطننا لما كنا نجحنا. فالاستثمار في الجنوب شكل تحدياً كبيراً بالنسبة لنا، ففي تلك المناطق لم يكن يوجد كهرباء ومياه وهاتف. بذلنا جهوداً كبيرة، شققنا طرقات وعملنا على إمدادات الكهرباء وحفرنا آباراً إرتوازية لكل المشاريع".
وأضاف: "كل هذه الأمور عملنا عليها في حين لم يكن هناك مشاريع سياحية موجودة في الجنوب، وحرصنا على أن يكون لكل مشروع مميزاته التي تتناسب مع حاجات المنطقة، وقمنا بحملات دعاية وتسويق للمشاريع التي تمكنت خلال فترة قصيرة من استقطاب الزبائن وتكريس اسمها بين أسماء المشاريع السياحية الأكثر نجاحاً في لبنان".
الإستثمار في الخارج
وأثنى طباجة على عمل مجلس إدارة الإنماء غروب، إذ إن كل هذه الاستثمارات أتت وفقاً لخطة نفذت تحت إشراف المجلس. ووفقاً لطباجة، استهدفت الخطة مفهوم العائلة ككل، فجمعت ما تحتاجه العائلة من الملاهي والمسبح والمطعم في مكان واحد بعد أن كان لبنان يفتقر إلى مشاريع كهذه".
وكشف أن الوضع السياسي والأمني في لبنان، دفع إنماء غروب إلى التفكير في الاستثمار في دول أخرى، إذ إن القطاع السياحي شديد الحساسية تجاه أي خضة. وقال: "توجهنا إلى دبي، وفوجئنا بحجم التسهيلات والدعم الذي تقدمه الدولة للمستثمرين. فنحن في لبنان نعاني الأمرين، وإضافة إلى التأثيرات السلبية للاضطرابات الأمنية على القطاع، نفاجأ بين حين وآخر بابتكارات لقوانين تضرب القطاع بشكل كبير، وكان آخرها قانون منع التدخين في الأماكن المقفلة ".
وتابع: "في كل الدول التي نعمل فيها، لا وجود لمثل قانون كهذا. نحن لدينا خبرة في كل دول العالم ولدينا اتصالات معها، وفي العادة يتم إنشاء مناطق للتدخين ومناطق لعدم التدخين، وهذا كان اقتراحنا على الوزارات المختصة. قانون منع التدخين أثّر على حركة العمل بشكل كبير. والدولة تتغاضى حالياً عن تنفيذه، لكن متى نفذ سيكون بمثابة عملية إعدام للمشاريع السياحية".
وأعلن طباجة أن اصحاب المطاعم رفعوا الصوت مطالبين بمعالجة هذا الموضوع، ولا يزالون حتى اليوم على اتصال مع الوزارات المختصة، لكن من دون جدوى".
سلامة الغذاء
وفي إطار حديثه عن سلامة الغذاء، أكد طباجة "أن إنماء غروب وأصحاب المطاعم كافة ليسوا ضد الرقابة على المطاعم أو المؤسسات الغذائية، بل على العكس. الرقابة أمر يريح صاحب العمل ويساعده في تصحيح الخطأ إذا ما وجد. لكن الشكل الذي طرح به الملف إعلامياً، شوّه صورة القطاع. فحين يتم الإعلان أسبوعياً عن وجود مواد فاسدة في ما يزيد عن 15 مطعماً ويوجّه اتهام إلى أسماء كبيرة تشكل تاريخ الأكل اللبناني بالفساد الغذائي، يشل القطاع بكامله" .".
وأضاف: " اليوم تغيّر الوضع، ونأمل أن يكون هناك تفاهم اكثر بين الوزارات، فالمعنيون بهذا الموضوع حوالى 5 وزارات، وكل وزارة لديها آلية عمل محددة. وزير الصحة ليس له هدف في تدمير القطاع، وحالياً تم الغتفاق على برنامج عمل معين كقطاع مطاعم ونحاول تطبيقه في كل الأماكن. المشكلة الأساس تكمن في التفتيش عن مصادر الفساد، فصاحب المطعم يأتي بالمواد الأولية من السوق التي يجب أن تكون مضبوطة. من المهم أن ندرك أن القيمين على المطاعم ليسوا وراء الفساد. صاحب المطعم لديه رقابة ذاتية على مطبخه. وعلى صعيد إنماء غروب، نعمل منذ 1999، ولم تحصل أي حال تسمم في كل المطاعم على مدى 15 عاماً على الرغم من أن ما يقارب الـ300 ألف شخص يدخلون إلى مطاعمنا سنوياً".
واقع القطاع
وتطرق طباجة إلى واقع القطاع السياحي، وشدد على ضرورة التعاون لتقطيع المرحلة الأمنية الصعبة التي ترخي بظلالها الثقيلة على القطاع ككل والذي يسجل تراجعاً بنسبة تفوق الـ %40
وقال: " لا نزال حتى اليوم وعلى الرغم من الظروف السياسية والأمنية نحاول الاستمرار.و في السنتين الاخيرتين، وخلال كل فترة قصيرة ، كانت تحصل خضة ما. لذلك فالموسم ليس جيداً، ونعتمد اليوم على اللبنانيين المغتربين الذين لا يزالون يزورون لبنان، وبفضلهم بقينا صامدين حتى هذه اللحظة. هناك خسائر كبيرة في القطاع، والدولة تساهم في تدهوره عبر القوانين التي تقوم بإقرارها ووضع الضرائب. أصحاب المطاعم قابلوا حاكم مصرف لبنان ووزير السياحة وكانا متجاوبين، إلا أنهم لم يلمسوا هذا التجاوب حتى الآن".