في خطوة لافتة تشجع على الدمج الصناعي، أعلن وزير الصناعة فريج صابونجيان أن "في هذه المرحلة السياسية والاقتصادية المضطربة، نحن مطالبون بالعمل أكثر والانتباه إلى أقصى الحدود للمحافظة على استقرار مصالحنا ومؤسساتنا وبذل الجهود أيضاً لتعزيز النمو فيها"، قائلاً "لا خجل من تأمين ذلك عبر المضي في سياسة الدمج".

وسأل "لما لا نتجّه إلى خلق سوق عمل في مجال الصناعات الخضراء؟ ولا نعمل أيضاً على جذب الاستثمارات في مشاريع صناعية تقوم على الانتاج الأنظف؟". وطمأن الى ان المشاكل الصناعية "باتت معروفة ولن تكون عصيّة على الحل".

كلام صابونجيان جاء خلال جولة قام بها اليوم على مصانع المتن الشمالي، في حضور المدير العام لوزارة الصناعة داني جدعون، رئيس تجمّع صناعيي المتن الشمالي شارل مولر، نقيب الصناعات الورقية والتغليف فادي الجميّل، نقيب الصناعات الغذائية جورج نصراوي، قائمقام المتن إلهام حداد، رؤساء بلديات المتن، أعضاء في مجلس إدارة الصناعيين، وصناعيين.

الجولة

وشملت جولة صابونجيان المصانع الآتية: Gemayel Freres– كرتون في بكفيا، Technica - تجهيزات ميكانيكية في بكفيا، SIOM - فضيات في مزرعة يشوع، SALTEK - أفران خبز في مزرعة يشوع، Products 2nd House – مواد غذائية في مزرعة يشوع، Petform - بلاستيك في مزرعة يشوع، Nassar TG – خزانات بلاستيك في مزرعة يشوع، Benta – مستحضرات طبية في ذوق الخراب، Abillama – كروسري في الضبية. وأقيم في نهاية الجولة، حفل غذاء جمع الوزير صابونجيان بالصناعيين في مطعم "النخيل" – الضبية.

صابونجيان

والقى صابونجيان خلال الحفل كلمة، اشار فيها الى ان "الجولة الصناعية في المتن الشمالي لها معنى خاص ووقع مميّز. فهذه المنطقة تحتضن صناعات عريقة ومعروفة في الأسواق المحلية والعالمية. يعود بعضها في التاريخ إلى قرابة المئة عام، مازجة الخبرة والكفاءة مع الحداثة والتطوير.

وشكر صابونجيان تجمّع صناعيي المتن الشمالي بشخص رئيسه السيد شارل موللر والأعضاء على تنظيمهم هذه الزيارة الميدانية. التي اتاحت الفرصة لمعاينة نماذج صناعية متقدّمة، تختصر مختلف القطاعات الصناعية، الورقية والكرتون والتجهيزات الميكانيكية والأواني الفضية والمواد الغذائية والبلاستيك والمستحضرات الطبية والآليات المتخصصة (الكروسري).

نجاحات كبيرة

وقال صابونجيان: "أهنئكم على هذه النجاحات الكبيرة. ورغم ما سمعته منكم من تعداد لمشاكل باتت معروفة، فإني أؤكد لكم أنها لن تكون عصيّة على الحل.

أولاً - لقد باشرنا مع وزارة الطاقة والمياه في معالجة موضوع الصناعات ذات الاستخدام المكثّف للطاقة. وسوف نعلن النتائج قريباً. كما سنعمل على تأمين أفضل التسهيلات للصناعات التي تقوم على الطاقات المتجدّدة.

ثانياً - حسمنا مع وزارة المال مسألة استرداد الضريبة على القيمة المضافة على الآلات الصناعية والمواد الأولية.

ثالثاً - في وزارة الصناعة، ركّزنا على ملف منح التراخيص والشهادات والإفادات الصناعية لجهة المحافظة على السلامة العامة والزامية التأمين ضد الأخطار الممكنة.

رابعاً – مع وزارة التربية، أطلقنا برامج تثقيفية صناعية وجولات صناعية للطلاب في المدارس والكليات.

خامساً – التنسيق مع وزارة الخارجية والمغتربين جار بخطى ثابتة لتفعيل دور بعثاتنا الديبلوماسية في الخارج على صعيد تزويدنا بالداتا المفيدة للتبادل الصناعي والتجاري مع الدول المختلفة.

مبادرات شجاعة

وتابع: "أيها الصناعيّون، تجاوزتم العراقيل التي تواجهكم يومياً بجهود فردية ومبادرات شجاعة. ونجحتم في استهداف أسواق عربية وأفريقية وأوروبية وآسيوية وأميركية. ومن المؤكد أنكم كنتم تخطيتم حدود الإبداعات هذه إلى مجالات أوسع وأرحب لولا بعض القيود المكبّلة. وبذلك تؤكدون أن الصناعة هي اقتصاد المناعة.

واضاف: "شعار "صنع في لبنان" أصبح علامة فارقة للجودة والذوق والفن. وغداً شعار "لبنان المنتج" الذي رفعت منذ توليّ الوزارة، مكمّلاً هذه المسيرة التي ندفع في اتجاهها لتنمية الصادرات اللبنانية".

وقال صابونجيان: "أخيراً، في هذه المرحلة السياسية والاقتصادية المضطربة، نحن مطالبون بالعمل أكثر والانتباه إلى أقصى الحدود للمحافظة على استقرار مصالحنا ومؤسساتنا وبذل الجهود أيضاً لتعزيز النمو فيها. ولا خجل من تأمين ذلك عبر المضي في سياسة الدمج. لمواكبة متطلبات الأسواق وتماشياً مع سياسة تأمين وظائف جديدة، لما لا نتجّه إلى خلق سوق عمل في مجال الصناعات الخضراء؟ ولا نعمل أيضاً على جذب الاستثمارات في مشاريع صناعية تقوم على الانتاج الأنظف؟ لبنان البلد الصغير بحجمه على الخريطة، أوجدتموه أنتم في كل بقاع الأرض. وهذا الانتشار بات حقيقة بفضلكم أنتم، أنتم الذين أعطيتم الصناعة الوطنية اللبنانية بعدها العالمي".

مولر

والقى مولر كلمة، قال فيها: "في نهاية هذه الجولة نقول لمعاليه، وهو العالم بكل التحديات والصعاب التي يمرّ فيها قطاعنا الصناعي، وبأن العديد من المصانع وخصوصاً تلك التي تستهلك طاقة مكثفة، تخوض معركة صراع البقاء، وما مصير مصنع "يونيسيراميك" إلا إنذار لما قد يواجه العديد من المؤسسات الصناعية في حال عجزت الدولة عن اتخاذ إجراءات وقائية لحماية هذا القطاع من الإنهيار وتشريد عماله.

واشار الى انه "في الشأن الحكومي ايضاً، لا تزال الصناعة تواجه تحديات ضريبية تحدّ من قدراتها التنافسية كما انها لا تشجع على استقطاب استثمارات جديدة لهذا القطاع". وتابع: " ونحن نعلم، يا معالي الوزير، كم تبذلون من جهود في هذا المجال، ونودّ في هذه المناسبة ان نتقدّم من معاليكم بشكرنا وتقديرنا على اهتمامكم ومتابعتكم لهذه الامور التي تهمّ كل الصناعيين".

مناطق صناعية

وفي اطار تناوله الشأن المناطقي، قال: "كلنا نعلم ان من اهم المقومات لخلق مناطق صناعية نموذجية هي تأمين بنية تحتية ملائمة للحركة الدنياميكية التي تتميّز بها التجمّعات الصناعية، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، تأهيل الطرقات وتأمين شبكات صرف صحي فعالة، إضافة الى تجهيز مراكز متطورة للدفاع المدني. وهذه امور تتطلب تضافر الجهود على المستوى الحكومي وهذا ما نطلب دعمكم له يا معالي الوزير وعلى المستوى البلدي، وهذا ما نأمل بأن تبادرالقائمقامية والبلديات الى تفعيلها وكذلك على المستوى الصناعي، وهذا ما نتعهّد به نحن الصناعيون لتقديم كل دعم ورعاية لتفعيلها وتحقيقها".