
تنظر القطاعات الاقتصادية في لبنان بإيجابية الى افتتاح معبر نصيب الحدودي مع الأردن، من خلال تفعيل اعادة حركة التصدير إلى أسواق دول الخليج العربي الحيوية، ونقلها براً، ما يخفف التكلفة على البضائع ويتيح عرضها بأسعار منافسة.
ومما لا شك فيه ان هذه الخطوة ستحمل ايجابيات كثيرة للصادرات اللبنانية، خصوصاً ان هذه الصادرات تمكنت من الحفاظ على موقعها في اسواقعها التقليدية على رغم التراجع الكبير الذي شهدته.وما يضاعف جرعات التفاؤل بمستقبل افضل هو ترافق انجلاء ازمة المعبر مع توجه لدى الدولة لإعطاء القطاعات الانتاجية دوراً اكبر في الاقتصاد، الامر الذي يتطلب اتخاذ اجراءات حمائية وداعمة قد تعوّض لها خسائرها.
وفي هذا السياق علق رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر على إعادة فتح معبر نصيب الحدودي، وقال في تصريح اليوم: "بعدما أحكمت الدولة السورية سيطرتها على معظم المناطق، وخصوصا منها المعابر الحدودية بين سوريا والأردن والعراق، بدأت فورا بفتح تلك المعابر وخصوصا منها معبر نصيب على الحدود السورية الأردنية. هذا المعبر الذي يعتبر أكبر متنفس بين لبنان وسوريا والأردن والدول العربية وتركيا سواء من النواحي الاقتصادية أو حركة الترانزيت أو السياحة وانتقال المواطنين العرب بين هذه البلدان".
أضاف: "لعل النصيب الأوفر اقتصاديا قد طال لبنان بعد سنوات ثلاث عجاف تكبد فيه المزارع اللبناني الذي يصدر أكثر ممن 70% من منتجاته إلى البلدان العربية عن طريق هذا المعبر الحيوي وكذلك الصناعي الذي يصدر حوالي 30% إضافة إلى أصحاب وسائقي الشاحنات وحركة مرور البشر بين هذه البلدان. وقد تكبدت الصناعة وحدها، حسب مصادر جمعية الصناعيين، أكثر من ملياري دولار أميركي في السنوات الثلاث نتيجة اضطرارها الى نقل المنتجات عن طريق البحر. ناهيك عن الخسائر الكبرى للزراعة والمزارعين والعمال والكساد الذي ضرب معظم المنتجات الزراعية بسبب وقف التصدير أو كلفته العالية بحرا".
أضاف الأسمر: "إن الاتحاد العمالي العام يرى في فتح هذا المعبر وهذا المتنفس الحيوي ليس فقط بابا للانفراج الاقتصادي بين البلدان العربية، بل إعادة الاعتبار للتواصل الوطني والقومي الطبيعي بين البلدان العربية ومكسبا كبيرا للعامل والمزارع والصناعي والتاجر اللبناني ودعما لاقتصاد سوريا في مرحلة إعمارها وتوفير السلع اللبنانية للبلدان العربية بصورة تنافسية مع أسعار المنتجات من البلدان الأخرى.
ويرى الاتحاد العمالي العام أن على الدولة اللبنانية أن تتعاطى مع هذا الموضوع الاقتصادي الوطني والقومي من هذا المنطلق وأن ترتقي بالعلاقات اللبنانية السورية إلى أعلى المستويات بعيدا من الحسابات الضيقة بما في ذلك التعامل مع مسألة عودة النازحين السوريين إلى بلدهم بأمن وكرامة بما يحل مشكلتهم ومشكلة اللبنانيين في آن معا بصورة إنسانية راقية بعيدا عن الحساسيات والحسابات الضيقة.أما في ما يتعلق بالرسوم الإضافية، فإننا على ثقة بأن المباحثات الأخوية كفيلة بحلها لاحقا بعدما حلت العقدة بفتح هذا المعبر".
ومن جهته رحب عضو "كتلة التنمية والتحرير" النائب علي عسيران في تصريح اليوم ب "فتح معبر نصيب الذي اعتبر الشريان الابهر بين لبنان والعالم العربي، وفتحه هو عمل مشكور وطيب جدا وضرورة اقتصادية للبنان في غاية الاهمية، والامل معقود على تصدير الانتاج الزراعي والصناعي اللبناني من لبنان إلى الدول العربية الشقيقة.