Pometto .. رقائق التفاح الاولى من نوعها في لبنان
حرفوش: هدفنا الحد من الكساد وخلق فرص عمل
يوماً بعد يوم، يثبت اللبنانيون صلابتهم في وجه الأزمات، اذ يرفضون الإستسلام للصعوبات ويواجهونها عبر إبتكار حلول تنقذهم من تداعيات الأزمات التي يزيد من حدّتها تقاعس الدولة عن دعم اطراف الإنتاج لضمان استمراريتها.
كثيرة هي المبادرات الفردية التي احدثت فارقاً في القطاعات الإقتصادية، ويبقى ابرزها مؤخراً معالجة أزمة تصريف محاصيل التفاح التي عانت منها السوق اللبنانية في السنوات الأخيرة، حيث وجد الشاب العشريني سمير حرفوش صيغة حل لهذه الأزمة ادخلته قطاع الصناعات الغذائية من بابه العريض عبر Pometto، رقائق التفاح المقرمش الخالية من السكر والمواد الحافظة والدهون.
انطلاقة المشروع
بدأ حرفوش، الشاب العشريني، مشروعه في شباط 2016، بناءً على الأزمة التي يعاني منها معظم مزارعي منطقته، جزين. فقرّر أن يبتكر طريقةً جديدة لتصريف المحاصيل، خصوصاً في ظل التأثير السلبي لعوامل المناخ وظهور أصناف تفاح جديدة مستوردة، مرغوبة أكثر من الأصناف اللبنانية. فكانت فكرة رقائق التفاح، الأولى من نوعها في لبنان، بعدما استبعد احتمالات كثيرة أخرى، كنبيذ التفاح وأطعمة الأطفال المعلبة والمربيات والعصائر، نظراً إلى غياب الدعم والبيئة الصناعية اللازمة في لبنان.
تتميّز رقائق Pometto بالإحتفاظ بفوائد التفاح وجودته ومذاقها اللذيذ والحلو، نسبة إلى كمية الفريكتوز المرتفعة في التفاح، حتى أنها لاقت رواجاً كبيراً في نوادي اللياقة البدنية ومراكز الغذاء الصحي، باعتبارها وجبة صحيّة وسريعة.
انطلق حرفوش في مشروعه بعشر كيلوغرامات من التفاح الأحمر. وبعدما لاقت التجربة النجاح الأول طوّرها، فأسس مصنعاً في جزين، ينتج نحو طن من التفاح الطازج شهرياً. وأكثر من ذلك، في موسم التفاح، أي في شهر أيلول.
آلية التصنيع
يشرح حرفوش الخطوات التي يعالج بها التفاح قبل عرضه في السوق، ابتداءً من غسله وتقطيعه إلى شرائح، ثم تجفيفه وتعليبه بأكياس مماثلة لأكياس رقائق البطاطا، وفق معايير حرص أن تكون صديقة للبيئة.
ويضيف: "المنتج متوفر في جبل لبنان، بيروت وجزين. وأسعى إلى نشره في المناطق اللبنانية كلها. ثم الانتقال إلى السوق الخليجية. فهي سوق واسعة ولا إنتاج تفاح فيها". ويؤكد على وجود هدفين خلف تأسيس المصنع: تقليل كمية التفاح اللبناني التي تذهب هدراً وكساداً، نظراً إلى عدم وجود برادات كافية لتخزينها، وخلق فرص عمل جديدة في لبنان، وتحديداً في جزين.
اهمية المشروع
ويعتبر مشروع حرفوش على قدرٍ عالٍ من الاهمية كون اطلاقه يشكل خطوة مميزة في قطاع الصناعات الغذائية في لبنان، خصوصاً بعد تفاقم أزمات تصريف الإنتاج. ولا شكّ أن تطويره يحل جزءاً من مشكلة التسويق المزمنة للتفاح اللبناني، حيث تهدر عشرات آلاف الأطنان منه سنوياً، بسبب سوء التصريف وضعف سياسة التصدير. وقد عدّلت "رقائق التفاح" حجم الخسارة عند مزارعي التفاح في بعض المناطق حيث استهلك مصنع Pometto ثلاثين طناً من التفاح هذه السنة.