البلاط العتيق .. صناعة تحاكي تاريخ الأجداد والتراث
فياض: ندرة اليد العاملة ابرز التحديات
لا يعد غسان فياض صاحب مصنع "البلاط العتيق" صناعياً تقليدياً ممن دخلوا غمار المجال الصناعي طامحين نحو الأفضل، فهو بتأسيسه مصنع البلاط العتيق حاكى تاريخ اجدادنا عبر هذه الصناعة التقليدية التي تشكل واحدة من اهم الحرف اليدوية والصناعات المحلية التي توارثتها الأجيال.
متسلحاً بحبه لهذه الصناعة الفريدة من نوعها، اسس فياض مصنعه في معاصر الشوف قبل ثلاث سنوات، ووفقاً له "يعود تاريخ هذا البلاط الى زمن قديم جداً، اذ كان موجود في زمن الفراعنة، وانتقل بعدها الى اوروبا ومن ثم الى بلاد الشام حيث سرعان ما تطوّر نحو الرسومات العربية".
واشار الى ان عمليات الإنتاج تمر بعدة مراحل، تبدأ برسم النقش بالألوان ليتم بعدها ملء القوالب الحديدية الخاصة بكل تصميم بمواد صلبة من الإسمنت والحجر الملوّن ومن ثم كبسها بواسطة المكبس الكهربائي لتخرج منه لوحة فنية فائقة الجمال".
واعلن فياض ان المصنع ينتج قرابة الـ500 متر مربع من البلاط، تستخدم في ترميم المنازل القديمة وتزيّن عدد من المنازل الجديدة. واشار الى انه "هناك ما يقارب الـ500 منتج يشكل كل واحد مها لوحة فنية جميلة معدّة بأدوات بسيطة ويدوية حفاظاً على التراث القديم". واعلن ان العمال في المصنع يعتمدون على الألوان الطبيعية المستخلصة من الحجارة لتلوين البلاط وانتاج اشكال متعددة تحمل اسماء متعددة كرسمة الزنبقة والنرجس والسجاد.
وكشف ان "حجم الطلب على هذا النوع من الصناعة جيد جداً، كونه المصنع الوحيد في المنطقة".
ولفت الى ان "النجاح الباهر الذي يشهده المصنع نظراً لجمالية وجودة منتجاته شرّع امامه ابواب الاسواق الخارجية لا سيما العربية والاوروبية".
ولفت الى ان ابرز التحديات التي تواجه هذا النوع من الصناعات هو ندرة اليد العاملة، اذ ان العمل يتميّز بحرفيته ودقته ويتطلب مهارات معينة قلّ تواجدها في وقتنا الحاضر.
وعبّر عن تفاؤله بمستقبل "البلاط العتيق"، اذ ان منتجاته متميزة وفريدة من نوعها، ولا تزال تعرف بـ"بلاط الملوك والفقراء"، فهي تحل ضيفاً أنيقاً في القصور الفاخرة والبيوت القديمة لتروي تاريخ وتراث صناعتها، وهي دون شك ستبقى تشهد طلباً متواصلاً عليها يضمن استمرارية المصنع وتوسعه.