
يؤكد الرئيس سعد الحريري المكلف بتشكيل الحكومة، على ولادتها سريعاً، نافيا وجود عقبات خارجية، وكأن لبنان معزول عن التأثيرات العربية القريبة والبعيدة ودول العالم، فأطلق العنان لـ "التيربو"، قبل ان تلوح في الافق اية بوادر ايجابية، تشير الى حلحلة العقد الوزارية شبه المستعصية التي لا تخفى على احد، واشباع شهية المستوزرين.
في هذا السياق، باتت عناوين خطط الاصلاح للقطاعات الاقتصادية والبنى التحتية، على كل شفة ولسان، كتدبير لمندرجات مؤتمر "سيدر" والوعود التي اطلقت خلاله، بتمويل الاستثمارات من قبل دول الدعم للبنان وشروط هذا التمويل..
يتزامن كلام رئيس الحكومة حول "التيربو" وقرب تأليف الحكومة، مع الازمات الاقتصادية والاجتماعية والتجارية وغيرها والتي تتناسل من بعضها البعض، بحيث بات الاقتصاد اللبناني ككل وكأنه طوفان او تسونامي.
وفي خضمّ السعي لتأليف الحكومة تتعالى أصوات المتضررين من الوضع الراهن، ومنها جمعيات التجّار نتيجة تراجعِ النشاط التجاري وتردّي الوضع الاقتصادي. ويلفت رئيس جمعية تجّار بيروت نقولا شماس الى تراجع النشاط في الأسواق التجارية، بنسبة تراوح بين 20% و 30% مع ذروات لامست 50%، خلال النصف الأول من السنة الجارية مقارنة مع الفترة نفسها من العام المنصرم، والذي كان هو الآخر نتائجه رديئة". وأكد "أن القطاع التجاري يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة بالمعنى الإقتصادي من دون أن تتخذ الجهات المسؤولة أي تدابير حازمة". وتوقع "أن تشهد السنتين المقبلتين إقفال ما لا يقل عن 20 إلى 25% من المؤسسات التجارية التي لا تزال قائمة شرعيا في لبنان، إذا ظلت الظروف الإقتصادية من دون معالجة". وشدد على دور الحكومة في إغاثة القطاع التجاري، "وهو المريض الأكبر في الإقتصاد الوطني".
ولفت الى "إن الكساد عم التجارة برمتها، قطاعيا في كل المكونات، وجغرافيا في كافة المناطق". واستعجل "تشكيل حكومة إستثنائية، يتحلى أعضاؤها بالكفايات العلمية وجرأة المواقف، خصوصا في الحقائب الإقتصادية، وذلك لوضع وتنفيذ برامج إنقاذية طال إنتظارها، وإستقطاب الإستثمارات المحركة للقطاعات الإنتاجية..".
اخيرا لابد من سؤال، يتمنى جميع اللبنانيين جوابا مفاده، هل ينسحب "تيربو" تأليف الحكومة، على وقف تناسل الازمات؟.