
بعد مرور شهر على تكليف الحريري تشكيل الحكومة، وبعد الاتصالات التي اجراها مع الكتل النيابية، وبعد بارقة الامل بولادة طبيعية، لم ير اللبنانيون في الافق أي بادرة ايجابية تبدد الاجواء الضبابية، وتشير الى قرب تأليف الحكومة، بل على العكس من ذلك، كلما طال الوقت من دون حكومة، يرتفع منسوب اليأس لدى الشعب اللبناني، وتتراكم الازمات في شتى الاتجاهات، الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية وغيرها..
اياً كانت فترة المخاض لولادة الحكومة، في ظل الاجواء التي تطبع المناخ العام في البلد وما يجري حوله اقليميا، ودولياً، فلن تختلف عن ما سبقها من حكومات عجزت عن مواجهة الأزمات، واشاحت اهتمامها عن اولويات البلد الاساسية والملحّة، ومنها على سبيل التكرار:
اولاً، السعي لتثبيت هيكل الدولة المحترمة الحاضرة في شتى المجالات.
ثانياً،معالجة الوضع الاقتصادي والنقدي، الذي يقف على حافة هاوية خطيرة، وذلك من دون نسيان شبح الدَين العام.
ثالثا، وضعِ الخطط الاستباقية الاحتوائية والإنعاشية لموسم السياحة المعطل في فصل الصيف الذي يبدأ اليوم.
رابعاً، التصدي لفوضى الإدارة والهدر وسرقة المال العام، وتطويق منظومة الفساد المستفحلة في كلّ مفاصل الدولة.
خامسا،إشاعة الامن الحقيقي في البلد في ظل القانون وجعلِه فوق الجميع، وبالتالي وضع حدّ للفوضى الامنية والأخلاقية واللصوصية التي لا تنجو منها منطقة لبنانية، وتحديداً في البقاع الذي صار عنواناً للفلتان على كلّ المستويات.
سادساً، إيجاد فرص عمل للعاطلين عن العمل من جيل الشباب، وخصوصاً حمَلة الشهادات وخرّيجو الجامعات، الذين تخرَّج منهم الآلاف هذه السنة.
سابعاً، معالجة جذرية للنفايات المتراكمة في كلّ جهات البلد.