الفقر في مواجهة رئيس وزراء الهند الجديد
بعد الفوز الكاسح الذي حققه حزب الشعب الهندي في الانتخابات الهندية بنتيجة لم يسبقه إليها أحد منذ أكثر من ثلاثة عقود، وسطوع نجم مرشحه لرئاسة الوزراء ناريندرا مودي، تبرز مشكلة الفقر كأقوى تحد للحكومة القادمة ورئيسها.
تركيز الحملة الانتخابية لحزب الشعب على الجانب الاقتصادي كان السبب وراء فوزه المدوي في الانتخابات وكسب قطاعات كبيرة من الشعب إلى جانبه. وقدم مودي الوعود بخفض معدلات التضخم، وتحريك الاقتصاد، وتسريع نموه بعد فترة التراجع التي انتابته خلال العقد الماضي.
وحيث كان الأداء الاقتصادي الباهت وشيوع الفساد هما السبب وراء فشل حزب المؤتمر في هذه الانتخابات، فإن مكافحة الفقر والفساد تضع حكومة مودي القادمة على المحك، وهي التي ستتمتع بأغلبية نيابية مريحة تمكنها من تنفيذ برامجها بسهولة ويسر.
ووفقا للمحل السياسي آجيت ساهي، فإن نحو 70% من السكان يعيشون على أقل من دولار يوميا، وهناك كل شهر - وفقا للإحصاءات - مليون عاطل جديد عن العمل، إضافة إلى تحديات الأمراض والأمية والمجاعة، مما يضع الحكومة الجديدة أمام تحديات صعبة.
ويتابع ساهي "هناك نقطة جديرة بالاهتمام، وهي أن أغلبية المصوتين لحزب الشعب هم من جيل الشباب الذين لا يرتسم في ذاكرتهم حجم المعاناة التي عاشها الشعب الهندي، في فترة ما قبل الإصلاحات الاقتصادية، وبالتالي فإن مطالبهم لا تقتصر على سد الرمق، وإنما هم جيل طامح يطالب الحكومات بتحقيق إنجازات".
وقال إن تركيز برنامج حزب الشعب على السعي لأن تصبح الهند قوة عظمى هو حلم مفهوم لأمة معظمها من الشباب الذين لديهم شعور قوي بأنهم يستحقون ذلك، ولكن من دون أجندة شاملة من شأنها أن تركز أولا وقبل كل شيء على مئات الملايين من الجياع والمعدمين، فإن هذه الجهود لن تسفر عن شيء.