استمرار البطالة وأزمة سوق العمل في الجزائر
نظمت جمعية الوعي والتنمية الاجتماعية ندوة بشأن سوق العمل في الجزائر، جاءت في سياق سلسلة ندوات تنظمها تحت شعار "صناعة الغد"، تدعو الشباب ليبادر إلى تأسيس مؤسسات صغيرة ومتوسطة، توفر مناصب عمل لأقرانهم من الشباب.
تزامنت الندوة مع صدور التقرير السنوي لمنظمة العمل الدولية، وقد ذكر أن نسبة البطالة في الجزائر عام 2014 بلغت 9.7%، ويتوقع أن تصل إلى 9.2% عام 2018. وحسب التقرير فإن البطالة لم تتراجع خلال 18عاما سوى 1% ويعزو ذلك لفشل الإصلاحات الاقتصادية وعجزها عن خلق مناصب عمل.
غير أن الخبير الاقتصادي والوزير السابق بشير مصيطفي يرى عكس ذلك في تصريحه للجزيرة نت. ويقول إنه في عام 2000 كانت البطالة 29.8% وتراجعت في عام 2014 إلى 9.8%، وهذا نتيجة للجهود الجبارة التي قامت بها الحكومة لتقليص البطالة، مستخدمة ثلاث آليات: تشغيل الشباب، والتأمين على البطالة، وتقديم القروض للمؤسسات الصغيرة.
ويعاني الاقتصاد الجزائري من خلل بين القطاعات. فالزراعة ما زالت تشكل 4% فقط من الناتج المحلي الإجمالي لذا دعا الخبير مصيطفي في الندوة إلى تنظيم القطاعات بما يوفر مناصب عمل. واعتبر أن مساحة الأراضي التي تصل إلى 96% غير المستخدمة في الزراعة هي حل ناجع لامتصاص البطالة، إلى جانب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لقدرتها على إنتاج الثروة وتوفير مناصب العمل، وهذا يحتاج -حسب مصيطفي- إلى إستراتيجية لتنظم الاقتصاد، من حيث الرقابة والمتابعة للمؤسسات لضمان نجاحها.
يُذكر أن الاقتصاد الجزائري ما زال تابعا لمداخيل النفط، التي تشكل زهاء 97% من صادرات الجزائر. ويشكل الشباب دون 35 سنة أكثر من 75% من السكان، وفي حال انخفاض أسعار النفط كما حصل في التسعينيات من القرن الماضي تتعرض الجزائر لأزمة عنيفة.