دعا الدولة إلى تحرك سريع يوقف اندثار المصانع ويعزّز معدلات النمو في القطاع
عباس غدار: لتعزيز قدرات المنتجات اللبنانية التنافسية
تبذل "سولينو" جهوداً جبارة ، مع تفاقم معاناة المصانع العاملة في لبنان ، لإبعاد نجاحاتها التي حققتها على مر سنوات عن الأخطار. فتلك النجاحات "غالية" وأتت ثمرة لعمل دؤوب وسياسات حكيمة صنّفتها كأحد أبرز شركات القطاع الصناعي العاملة في مجال الصناعات الغذائية والتي نجحت في التواجد ضمن العديد من الأسواق العربية والعالمية على حد سواء.
لا يغفل مدير شركة "سولينو" عباس غدار عن حجم التحديات التي تحيط بعمل الشركة ولا سيما في ظل استمرار إقفال المعابر الحدودية وغياب الدولة عن تقديم أي دعم للقطاع الصناعي. ويعوّل إلى حد كبير على قدرات الصناعيين الذين كانوا ولا يزالون خط الدفاع الأول عن الاقتصاد، فيضخون الاستثمارات، ويغزون الأسواق، ويوسعون أعمالهم في بيئة أعمال صعبة لا يخوض غمارها إلا مستثمرون شجعان وصبورون في مواجهة التحديات.
سياسات ناجعة
وكشف غدار أن "سولينو ليست في منأى عن المخاطر المحدقة بالقطاع، بل تتعرض لمزاحمات من المنتجات المستوردة التي نجحت وبقوة في حجز مكان لها في الأسواق اللبنانية". وقال: "منذ اللحظات الأولى لانطلاقتنا تمكنّا من التميّز بفضل سياسات عمل وضعت الزبائن في صلب اهتماماتها، إذ إنهم وحدهم القادرون على ضمان استمرارية الشركة التي لن تكرّسها إلا معدلات رضا عالية وولاء من قبلهم لإنتاج "سولينو" المتميّز والمراعي لمعايير السلامة الغذائية".
وأضاف: "نحاول جاهدين المحافظة على المكانة التي وصلنا إليها في السوق اللبنانية، ومن دون شك سيكون النجاح حليفنا حيث سنتخذ مجموعة من الإجراءات التي ستعزّز نمونا وتكرس تواجدنا في الأسواق". وشدّد على أن "الإجراءات التي ستتخذها "سولينو" ستبقى الجودة أساساً لها حيث وكما هي العادة سيتم ضبط عمليات الإنتاج بشكل دقيق لناحية استخدام المواد الأولية ومراقبة أداء فريق العمل عن كثب، انطلاقاً من إيمان راسخ لدينا أن البقاء في الأسواق سيبقى للجودة الأفضل القادرة على مواجهة أي ممارسات خاطئة قد تسيطر على الأسواق".
وأعلن أن "سولينو تعمل على سياسات تسويقية تؤمن لها تواجداً أفضل في السوق اللبنانية، وانفتاحاً أكبر على الأسواق الخارجية التي تستحوذ على حصة مهمة من حجم إنتاج الشركة".
وكشف أنه إذا "سارت هذه الخطط كما هو متوقّع، ستعوّض سولينو عن تراجع صادراتها إلى بعض الدول التي تشهد اضطرابات أمنية ونزاعات، على أن تترافق مع الحفاظ على التواجد القوي الذي استطاعت تحقيقه في أسواق الدول المستقرة".
خطوط حمراء
وفي إطار الحديث عن المنافسات في الأسواق، لفت غدار إلى أن "المنافسات الموجودة في الأسواق لا تقتصر على الشركات المحلية التي ورغم تحلّيها بالعديد من نقاط القوة، لا تشكل أي خطر على سولينو، بل حافزاً لها لتقديم الأفضل والأجود إلى المستهلك". واعتبر أن "المنافسات المتأتية من بعض المصانع غير الشرعية أو من جراء غرق الأسواق بمنتجات أجنبية قد تحمل ضرراً لـ"سولينو" ولا سيما في ظل التدهور الاقتصادي الذي أدى إلى تآكل قدرات المواطنين الشرائية وساهم في توجيه الطلب نحو السلع الأدنى سعراً".
ونفى وجود أي نية لدى "سولينو" لمجاراة هذه الممارسات عبر تخفيض أسعار منتجاتها، فهذا الأمر قد يأتي على حساب مستويات الجودة وأداء فريق العمل، الأمر الذي لا تقبله "سولينو" إذ يمس بمسلمات شكلت خطوطاً حمراء في سياساتها على مر أكثر من 20 عاماً.
الاستثمار ضمانة النجاح
وفي حين اعتبر غدار أن الواقع الاقتصادي صعب في لبنان، رفض توجّه البعض إلى التحفّظ على ضخ أي استثمارات جديدة. ورأى أن السير على طريق التطور هو أكثر الضمانات فعالية لتحقيق نجاح مستمر يبعد الأخطار عن المؤسسات ويعزّز فرص العمل المطروحة من قبلها.
وتوقع أن يكون عام 2018 عاماً مثمراً لسولينو، إذ تسير حالياً وفقاً لخطة سيتم بموجبها طرح مجموعة كاملة من الأصناف الجديدة التي من شأنها أن تنعش الأسواق.
ودعا الدولة إلى تحرك سريع يوقف اندثار المصانع ويعزّز معدلات النمو في القطاع. وشدّد على ضرورة حماية القطاع من المنافسات الخارجية ولا سيما في ظل التراجع السنوي الذي تشهده الصادرات. ودعا إلى اتخاذ إجراءات تحد من انسياب المنتجات الأجنبية إلى الأسواق اللبنانية، وتعزّز من ثقافة المستهلك اللبناني لناحية استهلاك المنتجات اللبنانية التي تضاهي بمعايير جودتها المنتجات المستوردة. كما دعا إلى مد يد العون إلى الصناعي على صعيد البحث عن أسواق خارجية تعوّض له انحسار حضوره في بعض أسواق المنطقة التي ضعفت نتيجة الاضطرابات السياسية والأمنية.
واعتبر أن "تخفيض تكلفة الإنتاج يبقى من أبرز العوامل التي قد تساهم في تعزيز قدرات المنتجات اللبنانية التنافسية في لبنان والعالم، ما يستدعي إيلاءها الاهتمام اللازم".
كادر
تعمل "سولينو" على سياسات تسويقية تؤمن لها تواجداً أفضل في السوق اللبنانية، وانفتاحاً أكبر على الأسواق الخارجية التي تستحوذ على حصة مهمة من حجم إنتاج الشركة
محطات مضيئة في سجل مليء بالنجاحات
تعتبر "سولينو" إحدى الشركات الرائدة في قطاع الصناعات الغذائية على الصعيد المحلي والعربي والعالمي، وقد سطّرت على مر سنوات طويلة سجلاً مليئاً بنجاحات قوامها الجودة وصوابية الرؤية.
في عام 1995، كانت الانطلاقة مع مباشرة شركة فيفا للصناعة الغذائية عملها في تصنيع التشيبس تحت علامة تجارية مسجلة هي رينغو. 21 عاماً مرّت، كانت مليئة بمحطات كثيرة من التطور والتوسع شكلت قفزات نوعية كان أبرزها في عام 2000، عندما جرى توسيع المصنع وإضافة خطوط إنتاج جديدة. وفي عام 2001، أبصرت الشركة اللبنانية لصناعة الماكولات الغذائية "لينفو" النور وعملت على تصنيع الكرواسان والكيك ومختلف أنواع المعجنات والحلويات تحت اسم العلامة التجارية لورا. وحمل عام 2005 نقلة نوعية مميزة تمثلت بإنشاء مصانع جديدة وإدخال أهم وأحدث ابتكارات التكنولوجيا الحديثة والتي تميزت بقدرة إنتاجية كبيرة. وترافقت هذه النقلة النوعية مع تأسيس الشركة اللبنانية لصناعة الماكولات الغذائية سولينو، وتسجيل علامة تجارية باسم "فان مارك"، مختصة بتوزيع البطاطا التشيبس الطبيعي مئة في المئة.