الصادرات الزراعية تتراجع من 550 ألف طن الى 200 ألف طن
ترشيشي: دعم الزراعة أمر ملح
عانى القطاع الزراعي على مر السنوات من تحديات كثيرة وضعت في مرات عديدة المزارعين في مهب الريح، حيث تكبدّوا خسائر كثيرة واضطروا إلى بيع محاصيلهم بأبخس الأثمان في ظل غياب دائم للدولة وإهمال متماد للقطاع.
دق رئيس تجمّع مزارعي البقاع ابراهيم ترشيشي ناقوس الخطر في حديث مع "الصناعة والإقتصاد"، إذ أعلن أن "قطاع الزراعة يعيش معاناة حادة تخطت الخطوط الحمراء وتنذر بإنتفاضة". وأعلن أن "المزارع اللبناني قد استنزف ولم يعد قادراً على تحمّل المزيد من الخسائر والنكبات". وقال: "نحن لا نتحدث عن مزارع يزرع منتجاً معيّناً بل إن المعاناة تشمل المزارعين كافة وفي مختلف المناطق اللبنانية، ما يؤشر الى وجود خلل في مكانٍ ما".
وأضاف: "ما يزيد هذه المعاناة تعقيداً هو غياب الدولة المتواصل وعدم مواكبتها لحال المزارعين ، إذ باستطاعتها اتخاذ عدة إجراءات من شأنها حماية المزارع وتمكينه من مواجهة الإغراق وتصريف الإنتاج".
وشدّد على ضرورة ضبط دخول المنتجات الزراعية المستوردة الى السوق اللبنانية، إذ إنها تزاحم الإنتاج المحلي وتضع المزراع في مأزق.
ولفت الى "وجوب توعية المستهلكين لأهمية استهلاك المنتج اللبناني ولا سيما أنه يتمتع بمستويات جودة عالية تضاهي جودة المنتجات المستوردة".
خسارة الأسواق
وأوضح ترشيشي أن "الاضطرابات التي تشهدها المنطقة تحمل تداعيات سلبية كبيرة على القطاع، حيث يخسر من جرائها أسواقاً مهمة جداً".
وأعلن أن القطاع الزراعي كان ولا يزال في حال بحث دائم عن أسواق جديدة لتصريف إنتاجه، لكن في ظل انتشار الاضطرابات وتراجع اسواق العالم بشكل عام اشتدّت حدّة المنافسات والمضاربات في الأسواق الخارجية". وقال: "لطالما كانت الأسواق العربية أسواقاً أساسية للقطاع الزراعي اللبناني حيث كان السبّاق إليها، إلا أنه اليوم يشهد منافسة أجنبية فيها ولا سيما الأوروبية على الرغم من أن التصدير الى تلك الأسواق لم يكن يوماً يعني المزارعين الأوروبيين الذين يغيّرون اليوم آليات عملهم ويخفضون أسعارهم بغية دخول هذه الأسواق".
ضربة قاضية
واعتبر ترشيشي أن "دعم القطاع الزراعي اليوم أمر ملح، فعلى الرغم من أن معاناة القطاع تعود إلى سنوات طويلة خلت إلا أن إقفال معبر نصيب شكّل ضربة قاضية له وضاعف من حجم معاناته". وأشار الى أنه "بعد إقفال معبر نصيب، انخفضت الصادرات الزراعية بشكل دراماتيكي من 550 ألف طن قبل إقفال المعبر الى 200 ألف طن". وأوضح أن "دعم النقل البحري وجهوداً عدة مبذولة لم تحمِ القطاع من هذا الانحدار وتبعاته المتمثلة بكساد الإنتاج وتكبيد المزارعين المزيد من الخسائر".
تنسيق لبناني سوري
وشدّد ترشيشي على ضرورة التنسيق مع الجانب السوري لضبط تدفّق المنتجات الزراعية السورية الى الأسواق اللبنانية، ودرس حاجات السوق السورية للمنتجات الزراعية اللبنانية. وكشف أن هذة المسألة جرى بحثها إبان الزيارة الأخيرة لوزيري الزراعة والصناعة الى سورية، وتمنى الوصول الى نتائج تصب في مصلحة أسواق البلدين.
وكشف أن "المزارعين يبحثون الحاجة الى القيام بزيارة إلى المملكة الأردنية التي تستورد ما يقارب الـ50 طناً من المنتجات الزراعية سنوياً", واعتبر أنه "لا بد لهذه الزيارة من التأسيس لعمل مشترك ووضع رزنامة زراعية".