شهدت بلدة عين زحلتا بشكل غير اعتيادي ومميّز نشاطاً اجتماعياً وسياحياً مكثفاً ضم معظم فاعليات البلدة والمنطقة. وتأتي هذه النشاطات في إطار إعادة إحياء تاريخ عين زحلتا الذي اشتهرت به على مر السنوات نتيجة تميّزها بالعيش المشترك بين مختلف طوائفها. ومن دون شك، ستؤدي هذه النشاطات دوراً مميزاً على صعيد توطيد هذه العلاقات ووضعها على طريق جديدة من المحبة القوية والألفة.
وكانت بلدة عين زحلتا قد احتفلت بدعوة من لجنة الوقف الماروني بعيد السيدة العذراء في احتفال حاشد في دار كنيسة السيدة في البلدة. كما عقد لمناسبة عيد الأضحى في الدار الإجتماعية، لأول مرة، لقاء معايدة حاشد. وأقيم حفل بدعوة من شبيبة عين زحلتا جرى خلاله تقديم عمل مسرحي بعنوان "رحنا وجينا"، من تأليف حليم أبو صعب.
نعيم سعد
وأشار رئيس بلدية عين زحلتا نعيم سعد الى أن "النشاطات التي نظمتها البلدية هذا العام تندرج في إطار إعادة الرونق الذي اشتهرت به عين زحلتا سابقاً وقبل الحرب، إذ كانت من مناطق الاصطياف الأولى في المنطقة حيث كانت تحتضن مجموعة من المهرجانات والاحتفالات الاجتماعية والسياسية". وأكد أن "هذه النشاطات هي جزء من خطة تضعها البلدية وستشهد بموجبها عين زحلتا مجموعة كبيرة من النشاطات المهمة والمميّزة". وشدّد على أن "نجاح هذه النشاطات اتى بفضل أهالي عين زحلتا الذين يسيرون جنباً الى جنب مع البلدية لإعادة رفع اسم عين زحلتا، ما يرسّخ قناعتنا بأن نجاح أي نشاط اجتماعي هو نجاح لكل عين زحلتا، فالبلدية الحالية لكل عين زحلتا وليست لأشخاص معينين ".
كما شدّد "أن إعادة إحياء هذه النشاطات الاجتماعية بعد غياب دام أكثر من عشرين عاماً، يأتي بسبب أهميتها على صعيد المحافظة على العيش الواحد في البلدة لتكون عين زحلتا عائلة واحدة بكل طوائفها ومكنوناتها".
وأعلن سعد أنه "كرئيس بلدية يدعم كل نشاط اجتماعي وثقافي يحمل إيجابيات لعين زحلتا ويعيد إليها أمجادها، فالبلدية مستعدة لدعم أي شخص يقوم بعمل فني لمصلحة البلدة، على أمل أن يزخر العام المقبل بمجموعة كبيرة من النشاطات الاجتماعية والثقافية والفنية.
طوني صوما
من جهته، اعتر مختار عين زحلتا طوني صوما أن "بلدة عين زحلتا" تتميّز بالرابط والصلة والعيش المشترك بجناحيها المسيحي والدرزي، الذي يعد أبرز العوامل لنجاح جميع الاحتفالات والمناسبات التي تشهدها". وشدّد على أن "مرجعيات البلدة حافظت على مر السنوات على هذا التنسيق بين الطائفتين إذ إنه يصب بشكل إيجابي في مصلحة البلدة".
وأشار الى أن "الطائفتين الدرزية والمسيحية في عين زحلتا تسيران على طريق تعزيز التواصل بينهما، حيث شهدت العلاقة بينهما في الفترة الأخيرة منحى جديداً تجلّى بتبادل المعايدات وحضور المناسبات المهمة لديها ما من شأنه تقوية روابط المحبة والألفة بينهما".
وأثنى على دور رئيس البلدية نعيم سعد وأعضاء المجلس البلدي والمخاتير، والتنسيق القائم بينهم والذي يعطي زخماً لأي عمل اجتماعي تشهده عين زحلتا". وشدّد على أنه "وفي ظل هذا الواقع، أضحت عين زحلتا ساحة مفتوحة لكل النشاطات الثقافية والرياضية، وهي كصفحة بيضاء جاهزة لاستقبال واحتضان كل من لديه الرغبة والقدرة لإقامة أي نشاط في عين زحلتا يساهم في تطورها وتقدمها وازدهارها".
وكشف أن "تركيز المجلس البلدي والمخاتير اليوم ينصب على توعية الجيل الجديد لحقيقة عين زحلتا، التي لا تمثل مجرد قرية شوفية، بل إنها ، وبسبب موقعها الجغرافي القريب من محمية أرز الباروك وضمها للعديد من المعالم السياحية والدينية والطبيعية، أضحت مقصداً سياحياً ومركزاً للاصطياف".
وقال: "أهالي عين زحلتا منفتحون الى حد كبير، وبفضل عملهم في الدول الخليجية والأوروبية وضمهم لشريحة واسعة من المثقفين يحبذون الاختلاط والتعارف وينشدون التجدد ويطرحون أفكاراً جديدة ويؤدون دوراً في ضخ دم جديد في عين زحلتا لناحية الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية".
وأضاف: "نعمل بجد كبير لتعزيز تطور عين زحلتا وتقدمها وازدهارها، ليتأكد الجميع أن عين زحلتا قادرة على استقطاب الاستثمارات وضم جميع أبنائها، فهي بلدة آمنة، جميلة، يعمها السلام والمحبة والألفة".
وأكد أن "هذا الواقع الجميل الذي تعيشه عين زحلتا نتيجة للعمل الدؤوب للبلديات السابقة، كما أنه ثمرة لطابع الحماس وروح الشباب التي يتميّز بها المجلس البلدي الحالي والذي تلتف حوله عين زحلتا، ويستقبلها بصدر رحب فيستمع الى النقد البناء ويأخذه على محمل الجد كمنطلق للتصحيح".
سامر كرامة
بدوره، اعتبر رئيس جمعية الرابطة الخيرية في عين زحلتا سامر كرامة أن " التنسيق التام بين الجمعية وبلدية عين زحلتا أعطى زخماً خاصاً لمجموع النشاطات الاجتماعية التي شهدتها عين زحلتا لأول مرة بعد غياب سنوات طويلة".
وأشار الى أن "الجمعية الخيرية أدت دوراً بارزاً بالتعاون مع مجموعة من شباب عين زحلتا، كانوا في الماضي يشكلون فريقاً فنياً فيها، بتقديم عمل مسرحي بعنوان "رحنا وجينا" فحقق نجاحاً كبيراً ونال أصداء مميزة، واستقطب جمهوراً قارب الألف شخص.
ولفت الى أن "الجمعية قامت هذا العام بتنظيم مجموعة من النشاطات، حيث نظمت رحلة سير ليلي على ضوء القمر في تموز الماضي شارك فيها حوالى 300 شخص، وكانت عبارة عن مسيرة في أحضان غابة أرز عين زحلتا ليلاً تلتها جلسة سمر".
وأعلن أن "الجمعية نظمت أيضاً خلال الصيف مباريات للسباحة، كما نظمت نشاطات ترفيهية هادفة للأطفال. وكانت أيضاً قد أقامت لقاء معايدة لمناسبة عيد الأم".
وأوضح أن "جمعية الرابطة الخيرية تأسست عام 1969 في عين زحلتا، وأهدافها خيرية، صحية، واجتماعية، وتقوم بنشاطات بيئية، رياضية وثقافية ومهرجانات".
وأعلن أن "الجمعية اسست مستوصف عين زحلتا والجوار ويؤمن المعاينة الطبية وادوية الأمراض المزمنة واللقاحات، وقد تمّ تطويره قبل عامين باستقدام عيادة أسنان وجهاز تصوير (Echo).
ولفت الى أن "الجمعية تضم عدة لجان متخصصة منها لجنة سيدات ولجنة رياضة ولجنة بيئة ولجنة ثقافة ولجنة فنون". وكشف أن "الجمعية تخطط لنشاط مستقبلي بارز وهو إقامة مركز اجتماعي وثقافي يضم المستوصف ويحتوي على ساحات للملاعب الرياضية وللأنشطة الاجتماعية والفنية والثقافية".
صلاح كرامة: عين زحلتا للجميع
من جهته، اشار مختار عين زحلتا صلاح كرامة الى ان "عين زحلتا كانت رمزاً للحرية والوفاء ومثالاً للوطنية والإنسانية، وتمسكت على الدوام بجوارها وتطلعت نحو العلاء. فذاع صيتها بين اترابها وفرضت احترامها فتعاضد ابناؤها وتكاتفوا وإتحدوا وكانوا شرفاء وقد رسخت المبادئ الخيرة في ضمائرهم وتوارثها الاخلاف عن الاسلاف، واستطاعوا ان يتخطوا كل المحن بصبر وشجاعة وحكمة".
وقال: "هذه العوامل، اضافة الى الجمال الحقيقي الذي تتمتع به عين زحلتا، وما تمثله كرمزاً للعيش المشترك بأبنائها الذين يغمرهم الحب والود وتحمل المسؤولية لمواجهة الصعاب والأزمات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والإنمائية في سبيل التطور والرقي والحضارة، تلعب دوراً فاعلاً في نجاح النشاطات والمناسبات الإجتماعية التي تقام فيها".
وشدد على ان "دوره كمختار وابن عين زحلتا دعم كل ما هو في خير وتطور عين زحلتا وخدمة وجمع كل ابنائها تحت شعار عين زحلتا للجميع ولتحيا عين زحلتا".
ولفت الى انه "انطلاقاً من هذه الثوابت، نضع امامنا تطلع لإعادة عين زحلتا الى مجدها بإعتبارها كانت عاصمة المصايف منذ عشرات السنوات وعاصمة العلم حيث احتضنت المدرسة الانجيلية منذ 160 عام". واكد "ان النشاطات التي شهدتها عين زحلتا والتي كانت عبارة عن نقلة نوعية في العمل الإجتماعي تأتي ضمن تطلع مستقبلي لوضع خطة متكاملة بالتعاون مع كافة الاهالي والمواطنين والهيئات الرسمية والادارية والسياسية، لإعادة مجد عين زحلتا لا سيما انها تملك كل المؤهلات لإستعادته بسرعة".