رئيس الجمهورية يفتتح غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان
الرئيس ميشال سليمان: حان الوقت لمجابهة التحديات بإدارة سليمة للمعادلة الإنتاجية
محمد شقير: يتعرض اقتصادنا لحملة ممنهجة لأخذه نحو الهاوية
نقولا نحاس: نريد من هذا المشروع إطلاق حملة تجديد وتحديث
برعاية وحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، افتتح رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير المقرّ الرئيسي للغرفة بعد تحديثه، في مركزها في منطقة الصنائع في بيروت، وكان في استقباله رئيس الغرفة محمد شقير بالاضافة الى الرئيس المكلف تأليف الحكومة تمام سلام، الرئيس فؤاد السنيورة، نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال سمير مقبل، ووزراء: الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس، السياحة فادي عبود، الداخلية والبلديات العميد مروان شربل، الصناعة فريج صابونجيان، والاعلام وليد الداعوق، الوزير السابق رئيس الهيئات الاقتصادية عدنان القصار، الوزير السابق ميشال فرعون، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي روجيه نسناس، رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن، وحشد كبير من اعضاء السلك الديبلوماسي والفاعليات الرسمية والامنية والاقتصادية والاجتماعية.
وفور وصوله الى الغرفة ازاح الرئيس سليمان وشقير الستار عن لوحة تذكارية باسمه وضعت في قاعة الاستقبال في المدخل الرئيسي للمبنى، ومن ثم جال يرافقه شقير على الطابق الاول والثاني واطلع على الاعمال المنجزة، ثم دون كلمة في سجل الغرفة الذهبي.
وقال الرئيس سليمان في كلمته: "نواجه اليوم مجموعة من التحديات، ومنها معضلة اللاجئين السوريين، والتداعيات السلبية للأزمة السورية. كذلك يتوجب علينا تكثيف الجهود لضبط الأمن ووقف التفجيرات الإرهابية، كالتي حصلت في الاسبوع الفائت، من اغتيال للوزير شطح، وتفجير في حارة حريك، أوديا بحياة عشرات المواطنين الابرياء، ومحاولة قتل الكلمة من طريق احراق مكتبة السائح للاب سروج، وتخفيف حدة الخطاب السياسي، وجمع الشمل وذلك في إطار "إعلان بعبدا"، ولا بد من ان نسأل انفسنا هل بذلنا الجهد المطلوب لحماية وحدتنا الوطنية؟ هل تصرفنا بمسؤولية توازي التكليف الذي منحنا اياه المواطنون المؤيدون والمحازبون؟ هل ندرك ان الاشلاء التي تتطاير في لحظة انفجار وكائنا من كان الفاعل، قد تكون لعزيز او حبيب او مؤيد او محازب؟
أما التحدي الثالث، فهو ضرورة القيام بورشة إصلاحية شاملة، تهدف إلى إطلاق رؤية اقتصادية خلاقة، تتناغم مع الواقع وتعد لمستقبل حاضن لتنمية مستدامة، تكافح البطالة والفقر وتؤمن الرفاهية والتقدم. إن الطريق لتحقيق هذه الأهداف، يمر حكما عبر مؤسسات قوية متراصة، تقوم بدورها الدستوري على الصعيدين التشريعي والتنفيذي، وتلتقي إنتاجياتها بإنتاجية قطاع خاص، لا بد من إشراكه في وضع السياسات الملائمة، بعيدا من السياسة، ويستحيل ذلك من دون تشكيل حكومة قادرة على إدارة الشأن العام، وإعادة طمأنة المستثمرين، ومواكبة الاستحقاقات الدستورية، من انتخاب رئيس للجمهورية، وتنظيم انتخابات نيابية، تشكل على أثرها حكومة، يفترض بها إعادة بناء الثقة ".
قال سليمان: "حان الوقت لمجابهة كل هذه التحديات من خلال إدارة سليمة للمعادلة الإنتاجية بكامل عناصرها"، مؤكدا ان "اللامركزية الإدارية تبقى أفضل سبيل لدفع عجلة الاقتصاد المحلي، تساهم بامتصاص بطالة الشباب، وتوفير الإنماء المستدام والمتوازن وقد تسمح اللامركزية بالمحاسبة والمساءلة، بصورة أفضل مما يبدو عليه الحال، على مستوى الدولة المركزية ككل".
وعاهد الرئيس سليمان الحضور: "بأن لا نوفر أي جهد، كي نعطي الأولوية لهناء المواطن وأمنه واستقراره، آملا في أن لا يسمح الشعب اللبناني، بخطف أحلامه وتعريض مستقبله ومستقبل أبنائه للخطر، من قبل من يسعى لجره نحو منزلقات الفتنة والاقتتال".
شقير
وقال محمد شقير في كلمته: "ان اليوم هو يوم تاريخي لغرفتنا وللاقتصاد الوطني. فللمرة الاولى يزور رئيس البلاد غرفة بيروت وجبل لبنان منذ تأسيسها سنة 1887. فوجودكم بيننا، في حفل تدشين مركز الغرفة المحدث، له مدلولات كبيرة خصوصا في هذه الأيام. لقد مررنا ولا زلنا في ظروف اقتصادية صعبة وفي كل مرة كنا نجد في فخامتكم الدعم والتشجيع على الصمود. وما وجودكم اليوم بيننا الا تأكيدا لهذا الدعم".
أضاف: "يتعرض اقتصادنا لحملة ممنهجة لأخذه نحو الهاوية. فبالإضافة الى الظروف والتحديات الإقليمية الضاغطة. وصل الامر في البعض ان يتجرأ على موقع الرئاسة، رمز وحدة الوطن وكرامته. وكما كنتم دائما الى جانبنا، فان الهيئات الاقتصادية في المقابل تدعم جهودكم وتضع امكانياتها بتصرفكم، خصوصا بعد ان عقدتم العزم على اخراج البلاد من التعطيل والشلل".
وبعدما عرض شقير المشاريع والانجازات المحققة في عهد مجلس ادارة الغرفة الحالي لا سيما تحديث مبنى الغرفة، قال "طموحنا اكبر ونأمل ان نحقق المزيد اذا توفر لنا الحد الأدنى من الاستقرار الأمني والسياسي".
نحاس
وبعد شريط مصور عن الاقتصاد اللبناني وخدمات الغرفة، ألقى نحاس كلمة قال فيها: "هذا المشروع الذي أريد منه إطلاق حملة تجديد وتحديث، لكي يكون للغرفة الادوات اللازمة لمواكبة حركة التطور والعصرنة، التي لا بد منها من أجل تحقيق أهداف هذه المؤسسة، التي أوجدها المشروع من أجل المساهمة في تطوير وتنمية حركة التجارة، ولا سيما تصدير السلع اللبنانية نحو الاسواق الخارجية".
ولفت الى ان إعادة افتتاح مبنى الغرفة هو عنوان للمثابرة والصمود ومقارعة الشدائد والتطلع الى ما وراء الأفق المسدود"، لافتا إلى ان "القطاع الخاص يجسد اسطورة طائر الفينيق الذي لا ينفك ينبعث من الرماد". واكد نحاس ان "المؤشرات الاقتصادية تتوافق على ان سنة 2013، شهدت نموا متواضعا بين 1,5 في المئة و2 في المئة بعيدا عن السيناريوات الكارثية. هنالك مؤشرات سلبية، ولكن ايضا هنالك مؤشرات إيجابية، في المحصلة نحن في زمن صعب، ونظرا للاوضاع الحالية العامة لا بد من العودة الى نمو يفوق 6 في المئة سنويا"، متمنيا للحكومة العتيدة برئاسة الرئيس المكلف تمام سلام ان "تحظى بظروف سياسية تمكنها من إعادة الاستقرار الرافعة الاساسية لاي نمو مطرد".
درع تقديرية
وبعدها، قدم شقير الى الرئيس سليمان درع الغرفة، ثم أقيم حفل كوكتيل للمناسبة، عاد بعدها رئيس الجمهورية الى قصر بعبدا.