إنجازات شركة بوتك بخدمة المواطن قبل كل شيء
د. نزار يونس: رفعنا سقف التحدي الى اعلى مستوى
أثار مشروع مقدمي الخدمات في قطاع توزيع الكهرباء الكثير من الجدل قبل انطلاقه. وبعد مرور سنة على البداية الفعلية للمشروع، بتأخير ناهز الستة اشهر، اثبتت شركة بوتك للصيانة والتشغيل BUS بالتجربة الحية بطلان كل الاقاويل والاكاذيب التي أطلقت بحق المشروع، لغايات في نفس يعقوب. وبرهنت بالفعل ان تجربة التشركة بين القطاعين العام والخاص يمكن ان تؤدي الى نتائج باهرة.
الانسان أولا
يعمل الدكتور نزار يونس رئيس مجلس ادارة بوتك (الشركة الام التي ولدت من رحمها BUS)، وفق مبدأ اساسي يحكم كل سلوكه المهني ، وهو الانسان أولا . وعندما شارك في مشروع مقدمي خدمات الكهرباء أضاف الى هذا المبدأ شعارا جديدا، هو خدمة المواطن قبل كل شيء. انطلاقا من ذلك، بدأت BUS التي يرأس مجلس ادارتها المهندس زياد يونس، مسيرتها الفتية باحتضان عمال المتعهد وجباة الاكراء، المعروفون بالمياومين، والذين لطالما قيل أن الشركات ستشردهم وتدفعهم الى البطالة والفقر. فكان العكس اذ انضم اكثر من 700 مياوم الى عائلة الشركة وأصبحوا موظفين ثابتين، مسجلين في الضمان الاجتماعي ويتمتعون بحماية قانون العمل.كل هذا مع احتفاظهم بحق المطالبة بتعويضاتهم من مؤسسة كهرباء لبنان عن سنوات خدمتهم السابقة. وكذلك حق التقدم الى مباراة التثبيت في المؤسسة.
خدمة المواطن
يقول المهندس زياد يونس عندما انخرطنا في قطاع الخدمة العامة رفعنا سقف التحدي الى اعلى مستوى. فهل يصدق أحد اننا في القرن الحاديوالعشرين ونعيش في بلد مثل لبنان، على ما فيه من تطور في الخدمات العامة والخاصة، وهناك قرى لبنانية لم تعرف النور منذ الاستقلال. وهل كان أحد ليصدق أننا سننجز في سنة ما عجزت عنه الدولة في نصف قرن، ونوصل التيار الكهربائي الى أناس ذنبهم الوحيد انهم فقراء. نحن نتحدث عن عكار التي قيل الكثير الكثير عن حرمانها. ولكننا لم نتعاط السياسة ولم نلعن الظلمة، وانما أضأنا بدلا من شمعة ، بلدة وقرية وحيا.
الخدمة العامة
مدير عام شركة BUS المهندس فادي ابو جودة عرض انجازات الشركة خلال السنة الاولى من عملها فقال: لطالما اعتبرت شركتنا ان مشاركتها في المشروع هي خدمة عامة تقدم إلى المواطن الذي عانى عقودا من الاهمال، ومساهمة في احياء الاقتصاد الوطني، المحرك الاساس لاستمرار لبنان وطنا معافى لكل ابنائه. لذلك فإنBUS، وعلى عكس ما يقال بالاجمال، عن هذا المشروع، كانت السباقة إلى تنفيذ موجبات عقد مقدمي الخدمات، سواء بالنسبة إلى مسح وتأهيل شبكة الكهرباء، وتطوير الانشاءات، وتفعيل اعمال الصيانة والتصليحات، وتنظيم الجباية وزيادتها، والمباشرة بتركيب العدادات الالكترونية.
السلامة ثم السلامة
وعملا بمبدأ الانسان أولا ايضا وايضا، ركزت BUS عنايتها الخاصة على السلامة العامة والتأهيل البشري. فافتتحت مركزا متخصصا لهذه الغاية في بلدة سلعاتا، وبحضور الاعلام اللبناني والعربي. وقد جرت في هذا المركز دورات تدريبية لكل العاملين من دون استثناء. شملت أولا اجراءات حمايتهم الشخصية أثناء العمل، وثانيا الحفاظ على سلامة المنشآت العامة التي هي في عهدتها حاليا، وثالثا، التدريب على كل ما يتصل بالمهام المطلوبة منهم (مسح وصيانة وتصليحات). لقد آتت هذه الدورات أكلها فورا، وخصوصا في ما خص سلامة العاملين، اذ وقعت عدة حوادث لاحقا، وآخرها في شهر آب 2013، الا أن احدا من الفنيين لم يصب بأذى.أولا بسبب تدريبه واعتماده تدابير الوقاية، وثانيا بسبب ارتدائه الملابس الخاصة، وثالثا بسبب إجراءات السلامة الصارمة المتبعة ... لقد ولى زمن موت العمال صعقا على اعمدة الكهرباء بسبب الجهل او الاهمال أو الاستهتار .
وتقوم شركة BUSبتدريب مهندسيها بشكل مستمر في مركزها في سلعاتا من قبل خبراء اجانب (المانيا ، فرنسا، تشيكيا) وهم بدورهم يقومون بتدريب الفنيين.
امكانات وانجازات
استلمت BUS مكاتب خاصة لها في 15دائرة تابعة لمؤسسة كهرباء لبنان، وقد جرى تأهيلها وتأثيثها على أفضل وجه. ومن هناك انطلقت اعمال الصيانة والتصليح، فخصصت الشركة لذلك 100 سيارة لذلك، و5 شاحنات ونش، وضعت بتصرف 190 مهندسا ومسؤول ورشة. حصلوا على التجهيزات المناسبة وخصوصا الملابس الواقية لحمايتهم الشخصية.
يعمل في الصيانة والتصليحات 68 فريقا فنيا ينتشرون في مختلف انحاء المنطقة الاولى، ومهمتها تشغيل وصيانة الشبكة. والقيام بالتصليحات الطارئة بمعدل اكثر من3000 عطل في الشهر الواحد، 95 في المئة منها يتم في اليوم نفسه.
وعلى صعيد آخر ينفذ قسم الانشاءات اشغاله بعد موافقة مؤسسة كهرباء لبنان. وتعمل في قسم التخطيط والتصميم فرق من 52 مهندسا ومفتشا ومراقبا واداريا، انجزوا حتى الآن 3050 معاملة منها: 1757 عمودا، تركيب 61 محطة (منجزة)، و47 قيد الانجاز. وقد ساهمت هذه الانشاءات في توصيل التيار الكهربائي للمرة الاولى في التاريخ الى حي البحصاصة في فنيدق العكارية، ووادي مشمش، وقرى أخرى .
برنامج استثماري
ومن الانجازات الرائدة برنامح استثماري لمدينة البترون يقضي بإلغاء الشبكة الهوائية القديمة واستبدالها بشبكة توتر متوسط مطمورة بالكامل. والهدف تأمين تغذية مستقرة بالتيار الكهربائي ومصدر تغذية رديف في حال الاعطال والصيانة. وتشمل إزالة الخطوط الهوائية وذلك حفاظا على السلامة العامة وتماشيا مع الطابع السياحي لمدينة البترون. هذا بالاضافة الى تأمين طاقة استيعاب لجميع المشتركين الحاليين والمستقبلين تماشيا مع نمو المدينة وازدياد الطلب على الكهرباء. وعلى المستوى التقني من شأن الشبكة الجديدة تخفيض الحمولة الزائدة من 46485KVA الى 0KVA والهدر الفني من 26010KW الى 7598KW.
الشبكة الذكية
ان تأهيل وتطوير الشبكة يتطلب أولا مسحها بالكامل وهذا ما بدأت به شركة BUS، اذ تقوم فرق فنية مختصة بعملية المسح الشاملة باشراف مهندسين لبنانيين يعملون باشراف مهندسين من كهرباء فرنسا. وقد جرى مسح كامل للمنطقة الاولى التي تتولاها BUS وتضم جبل لبنان الشمالي ومحافظة الشمال.
يعد ذلك تم الانتقال الى المرحلة الثانية وهي استبدال الشبكة القديمة بالشبكة الذكية. وهي خطوة اساسية في تحسين وتطوير شبكة التوزيع والتحكم بها ومراقبتها وترشيد الاستهلاك تأمينا لتغذية أكبر للمناطق خاصة في أوقات الذروة.وايجاد توازن مستمر بين الطاقة المنتجة والموزعة والمستهلكة وثم المجباة. والاهم قراءة دقيقة للاستهلاك لا يتدخل فيها العامل البشري وتتم عبر آلة خاصة يمررها الجابي على العداد فتنقل المؤشرات مباشرة الى مركز التحكم. وبالتالي يتم اصدار فواتير صحيحة ومنتظمة، ما يؤمن خدمة أفضل للمشتركين.
ومن الناحية التقنية تؤمن الشبكة اشعارا فوريا بانقطاع التيار ما يسرع عملية ارسال فرق التصليح. كما تتيح ربط التيار او قطعه عن بعد. بالاضافة الى استخدام المعلومات لتصليح الاعطال التقنية بسرعة.
أما العداد الذكي فهو عبارة عن جهاز برمجة يؤمن الوظائف التالية: تحديد التعرفة حسب وقت الاستهلاك تمهيدا لتطبيق نظام التعرفة المخفضة ليلا. تحديد بيانات الاستهلاك الدقيقة لكل مشترك.الاشعار بانقطاع التيار، وتشغيل أو ايقاف العمليات عن بعد. وكشف العبث أو التلاعب بالعداد لسرقة الطاقة. بالاضافة الى رصد نوعية الطاقة.
المشروع التجريبي
ينص العقد الموقع بين شركات مقدمي الخدمات ومؤسسة كهرباء لبنان على بدء العمل في مشروع استبدال العدادات في شباط 2014، الا ان شركة BUS بدأت في 28 أب 2013، بتركيب العدادات الذكية الجديدة في ثلاث مناطق فرعية، كجزء من الشبكة الأساسية لهذا المشروع. فجرى العمل في ثلاث محطات كهربائية هي: بصاليم، نهر الموت، والدكوانة. حيث تم تثبيت عدادات جديدة لتحل محل تلك القديمة وتم اختبار طريقة الاتصالات بين العدادات ومكثف البيانات الذكية (DCU). بعد ذلك بدأ العمل في محطتين في بكفيا وسلعاتا.
وتستعد الشركة لبدء تنفيذ مشروع استبدال كل العدادات، وعددها في المنطقة الاولى 420 الفا. وقد مهدت لذلك بحملة توعية من خلال توزيع المنشوارت الخاصة على المواطنين ليساعدوا في هذا المشروع الحيوي الذي من شأنه ان يوقف الهدر الفني ويضع حدا للهدر غير الفني في التيار الكهربائي، بما يحقق على مستوى لبنان وفرا سنويا يقدر بــ350 مليون دولار.
الجباية ونزع التعديات
حولت شركة BUS اكثر من 180 مليون دولار اميركي الى مؤسسة كهرباءلبنان منذ بدء التنفيذ (600 الف د.أ. يوميا). وهذا دليل على ما تحقق من تفعيل للجباية بحيث تبلغ نسبة 95 في المئة. ويغطي منطقة جبل لبنان الشمالي ومحافظة الشمال أكثر من 350موظفا (مسؤولون وجباة واداريون).
وقد وضعت الشركة آلية صارمة ودقيقة للجباية بحيث لا تصدر اصدارات جديدة قبل اقفال الاصدارات السابقة بالرغم من موافقة مؤسسة كهرباءلبنان على هذا المبدأ. وحققت الشركة رقما قياسيا في اقفال اصدار الشهرين في كل الدوائر في فترة 33 يوما مقارنة بـ60إلى70 يوما في المرحلة التي سبقت المشروع. وهذا يعني زيادة في عائدات المؤسسة. ثم جرى بعد ذلك الانتقال الى الجباية الشهرية.
ويعمل في قسم خدمة الزبائن 55 موطفا يتلقون طلبات وشكاوى المشتركين، فيتم تحويلها الى المختصين فورا لمتابعتها ومعالجتها. ويعمل مركز الاتصالات على مدار الساعة من دون توقف 24/24 وسبعة أيام في الاسبوع .
أما قسم نزع التعديات على الشبكة فيضم 10 فرق نفذت أكثر من 800 عملية قطع للتيار. عدا عن عمليات التفتيش المنسقة مع مؤسسة كهرباء لبنان ومع الاجهزة الامنية.