ندوة "النفط مقابل الغذاء":
دعوة إلى تحسين وسائل الإنتاج
لم تستطع السياسات الاقتصادية المعتمدة في لبنان على مرّ السنوات إحياء القطاعات الإنتاجية، التي تسير إلى الخلف، إذ يعتبر مدير عام "شركة ميفوسا" (مستشار السلامة الغذائية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا) عاطف إدريس أن "الأمور وصلت إلى مكانٍ خطير بالنسبة للأمن الغذائي نتيجة سوء الإدارة والتنسيق في الشرق الأوسط عامّةً وفي لبنان خصوصا، إذ إن بلاد الشرق الأوسط وأفريقيا تعتمد على الاستهلاك والاستيراد بشكل كبير".
ويحذر ادريس عبر، من أنه "مع حلــول العــام 2050 سنكــون أمــام أزمة كبــيرة مع ارتفاع عدد سكان أفريقيا إلى أكــثر من ملياري نسمة، وستكون بلداننا أمام فداحة غذائية".
وعلى هامش "ندوة الأمن الغذائي في العالم العربي"، التي عقدتها "ميفوسا" في مقرّها في الحمرا في بيروت، يشدد ادريس على "ضرورة السعي لتأمين استدامة النشاط الزراعي واستمراريته والقطاعات الإنتاجية الأخرى، في منطقة الشرق الأوسط ولبنان".
واستعرض في الندوة، الدكاترة عادل قرطاس وإيلي يشوعي ونهاد داغر، كتاب "Oil for food" (النفط مقابل الغذاء) للدكتور إكارت ورث، بحضور "جمعية الوفيق للتنمية الاقتصادية والاستثمار" و"التجمع الوطني للإصلاح الاقتصادي".
ويلفت ادريس الانتباه إلى أن هدف الندوة "تجميع الأفكار وعرضها على مؤسسات الأمم المتحدة المهتمة بموضوع الأمن الغذائي ومشكلاته، إضافة إلى العمل لتحريك المجتمع اللبناني والمعنيين لأخذ الخطوات المناسبة لتحسين الصناعات الغذائية وتأمين شروط سلامة الغذاء"، موضحاً أن "توصيات ميفوسا تأخذ في الاعتبار شروط السلامة البيئية، ووجوب فرض التدابير المناسبة لحمايتها"، ومنها: "ضرورة تعاون الفاعلين في الاقتصادات الزراعية الإقليمية، أمام خطورة استمرار بلدان الشرق الأوسط بالاعتماد على الاستيراد، مع نقصان المياه وضعف الإنتاج الزراعي"، و"التركيز على إنتاج قيمة مضافة لتسهيل التصدير، أي التركيز على الميزات التفاضلية للإنتاج الزراعي".
وفيما اعتبر قرطاس في كلمته، أن "الدولة اللبنانية لا تعير القطاع الزراعي أهمية كبيرة"، دعا إلى "دعم السوق العربية المشتركة في العام 2020 أسوةً بالدول الأوروبية، بحيث يحصل نوع من التفاهم والتعاون بين الدول العربية، لتحسين الإنتاج الزراعي وتسويقه".
أما يشوعي فانتقد عنوان الكتاب، معتبراً أنه "يدلّ على أن الدول الغربية تأخذ نفطنا حتى تتقدّم وتتطوّر، مقابل إعطائنا الغذاء حتى نبقى على قيد الحياة". ورأى أنّ "المياه ليست كالنفط، لأنّ المياه تتجدّد وهناك طرق لتحلية مياه البحر"، مضيفاً: "سوف يكتب التاريخ أن الحضارة النفطية دامت 200 عام من العام 1860 وحتى 2060 أي تاريخ بدء نضوب النفط بشكلٍ جدّيّ". ودعا إلى "اعتماد سياسات تنقل العالم العربي من التخلّف إلى التقدّم، من خلال تحسين وسائل الإنتاج الزراعي والصناعي".
بدوره أشار داغر إلى أن "حجم لبنان صغير وكذلك طاقاته، إنما يمكننا اليوم التركيز ليس على الزراعة فقط، بل على الصناعات الزراعية".
يشار إلى أن من أبرز العناوين التي تناولها الكتاب: إنتاج النفط وأسعاره، سياسات توفير المياه للزراعة المحلية، مواكبة التحول الجغرافي، التكيف مع التغير المناخي.