غادة بلوط زيتون: دور المرأة في الإعلام الاقتصادي
قدمت الاعلامية غادة بلوط زيتون دراسة مفصلة حول دور المرأة في الاعلام الاقتصادي، وناقشتها خلال "منتدى الاعلام الاقتصادي" في بيروت، تناولت فيها العقبات التي تحد من تفعيل دور المرأة في هذا الاعلام مستشهدة بتجربة الشخصية، وحاولت حصر المناقشة في واقع الإعلام الإقتصادي اللبناني واثاره على دور المرأة فيه والذي لا يعكس ابدا حجم امكانياتها ودورها كقوة فاعلة ومؤثرة في الاعلام والنمو الاقتصادي .
حيث يعتبر دور المرأة المحوري اليوم سواء على صعيد مساهمتها في الثورات العربية لتحقيق الديموقراطية والعدالة الإجتماعية أو في الدورة الإقتصادية كقوة تنموية تغييرية مؤشراً لإنطلاق الثورة الإقتصادية المقبلة، وقالت: "تشكل المرأة نصف حركة السوق اليوم حيث تتخذ النساء ما يقارب نسبة الـ 80% من قرارات شراء السلع الإستهلاكية والحركة التجارية لذلك نجد أن الشركات تتجه نحو إقتصاد المرأة حتى أن بعض توصيات المنتدى الإقتصادي العالمي الذي ينظم مؤتمر دافوس يركز على تداعيات فجوة الجندر في الدول على حركة النمو الاقتصادي ويرتبها وفقاً لمساهمة المرأة قي القرار الإقتصادي والسياسي.
وأوضحت زيتون: "اما في الحقل الاعلامي نجد أن حضور المرأة يتركز في البرامج والاخبار الفنية والمنوعات والثقافة والاعلام النسوي، وهو حضور خجول اذا لم نقل غياب عن مضمون صفحات الاقتصاد والسياسة والدوليات وان حضرت فتحضر بحكم المهنة، فالاعلامية اللبنانية التي أسرت بحضورها وكلمتها المشاهد والقارىء في كل وسائل الاعلام العربية والاجنبية في مختلف الميادين الاعلامية مازالت تعاني من عقبات عديدة تحول دون قيامها بدورها الفاعال في الحقل الاعلامي الاقتصادي الذي يعكس ثقافتها ومهاراتها، لتتميز به كما تميزت أخيراً في الحقل الاعلامي السياسي الى جانب الرجل".
وشرحت زيتون نقاطاً حول اسباب ضعف مساحات الاقتصاد في وسائل الاعلام اللبناني وتداعياته على نسب مشاركة المرأة فيه:
1- عدم انتشار مفهوم ثقافة الاعلام الاقتصادي الموضوعي في السوق الاعلامية والاعلانية.
2- عدم وضع إدارة الوسائل الاعلامية ضمن استراتيجيتها الاقتصاد في سلم أولوليات لأنها جافة (كما يعتبرونها).
3- طغيان الحدث السياسي والأمني على موضوع الاقتصاد.
4- سيطرة السياسيين والأحزاب على السوق الإعلامية، فبات من الصعب مناقشة القضايا الاقتصادية بموضوعية وتجرد من منظور علمي تقني بحث، ما أبعد الإعلامي المتخصص عن الساحة الإعلامية.
5- تراجع نسب الكوادر الاعلامية المتخصصة في الحقل المالي والاقتصادي في وسائل الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب.
6- ضعف نسبة مشاركة المثقفة والمتخصصة في وسائل الاعلام الاقتصادي أدى الى تراجع نسب المساحات الاعلامية الاقتصادية وتنوعها.
7- اكتفاء وسائل الاعلام في تقديم المادة الاعلامية الاقتصادية على نموذج اللقاءات الخاصة المدفوعة.
8- الصورة النمطية لدور المرأة الإعلامي وحصر هذا الدور في الاعلام الثقافي التربوي والإعلام الخاص بالمرأة والطفل. اما الإعلام السياسي والاقتصادي فلا يزال للرجل العرش الذهبي فيه".
والقت الضوء على نسبة مشاركة المرأة في بعض وسائل الاعلام الرئيسية والسؤال عن نسبة مشاركتها في المادة الاقتصادية
مع هذه النسب التي تعتبر نسب مقبولة وجيدة في معظمها نجد ان نسبة مشاركة هؤلاء الاعلاميات، في وسائل الاعلام نفسها موضوع البحث، هي قليلة جداً في مجال اعداد وتحرير المادة الاقتصادية باستثناء المطبوعات والمجلات الاقتصادية. بحيث تراوحت في وسائل الاعلام السياسية اليومية والمرئية والمسموع ما بين 1- 3 اعلاميات (مراسلة) إلا أن هناك استثناءات قليلة.
وخلصت غادة زيتون في دراستها الى أن "لإعلام الإقتصادي المتخصص هو إعلام تثقيفي وتنموي ووطني بإمتياز وهو مادة إعلامية – إعلانية مربحة لوسائل الإعلام كما أنّ تعزيز مشاركة المرأة في اعداده سيساهم في تبني إستراتجيات إعلامية ترقى بمستوى الأداء الإعلامي اللبناني من خلال تصحيح رؤية المجتمع لأهمية دور المرأة كقوة ثقافية إنمائية تغيرية في المجتمع ولتحقيق هذه النقلة النوعية في دور الإعلامية اللبنانية...